إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل شيعة الكوفة قتلوا الامام الحسين ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل شيعة الكوفة قتلوا الامام الحسين ؟


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    كثيراً ما يطرح بعض الكتّاب والمنتقدين السؤال والشبهة التالية :

    إنّ شيعة الكوفة من غدرهم ، إنّهم دعوا الامام الحسين بن علي 8 برسائلهم ليكون إمامهم وقائدهم ، إلّا انّهم غدروا به ، فقتلوه وأهل بيته في واقعة الطف بكربلاء المقدّسة ، وانخرطوا في معسكر يزيد بن معاوية ، فهل كان الأمر كذلک ؟

    الجواب : أوّلاً إنّ المجتمع الكوفي آنذاک كان خليطاً غير متجانس ، يحمل بين طيّاته ثقافات وآراء ومذاهب متفاوتة وربما متضاربة ، يُكفّر البعض بعضاً لحداثة تأسيسها، وسرعان عمارتها بحوزات ومدارس علميّة وثقافيّة ، وكونها دار الحكومة والخلافة لأميرالمؤمنين علي 7 لأوّل مرّة .

    فاستوطنت الكوفة العاصمة آنذاک تيارات فكريّة وسياسيّة وعسكريّة تلعب دوراً في التأثير على مجريات الاُمور والوقائع والحوادث ، وعلى النفوس والأفكار والآراء والمنطلقات والمعطيات والغايات ، ومن أبرز التيارات في عصر الامام الحسين 7 كما يلي :

    الأوّل : الحزب الاموي ومن رجالاته عمر بن سعد وعمر بن حريث وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري وغيرهم من كبار الكوفة وأعيانها، ومن كان مع الحكومة ودار الخلافة الامويّة ، فمن الطبيعي أن تدعمهم الدولة الامويّة في الشّام ، وتفسح لهم المجال في نشاطهم الحزبي من كسب الساحة والساعة ، وركوب الأمواج الّتي تعبّت في مصالحهم الشخصيّة والحزبيّة .

    الثاني : الخوارج ومن رجالهم شمر ذي الجوشن ، إمتازوا بالعنف والإرهاب وعدم تفهّم الآخرين ، ومن ليس لنا فهو علينا، ولابدّ من إزاحته وتصفيته جسديّاً أو سياسيّاً ومنطق (الحكم لله) وإن عليآ قد كفر.

    الثالث : البسطاء والسذج يمتازون بالشک والترديد، وانّهم يميلون مع كلّ ريح ، وينعقون مع كلّ ناعق ، فيتأثّرون تارة بأفكار الخوارج واُخرى بالحزب الاموي ، فيتمطاهم الغير لمآربهم ومقاصدهم الشخصيّة أو الحزبية أو الفئويّة أو الطائفيّة .

    الرابع : الحمراء وهم أبناء السبايا الفارسيّة ومن الكثرة بمكان حتّى كانت الكوفة تنسب إليهم وتسمّى بكوفة الحمراء، يحملون الحقد والكراهيّة والبغض لشيعة أميرالمؤمنين علي 7 فاستعملهم ابن زياد لعنه الله لضرب شيعة علي 7 وقتلهم وتشريدهم ، وكان حضورهم فعّالاً في الجيش المحارب لسيّد الشهداء 7 في كربلاء وفي يوم عاشوراء.

    الخامس : شيعة أميرالمؤمنين علي 7 وكان لهم الثقل الكبير في حوادث الكوفة ورجالاتهم تملأ العين والقلب كحبيب بن مظاهر الأسدي وحجر بن عدي .

    فعند دخول مسلم بن عقيل سلام الله عليه الكوفة كانت الساحة والشارع للشيعة والحزب العلوي إن صحّ التعبير، إلّا انّه بعد دخول عبيدالله بن زياد ابن أبيه الكوفة انقلب الأمر، وتعاضدت التيارات الأربعة ضدّ التيار الشيعي أنذاک ، وجراء الإعلام المضاد، وتخاذل أهل الكوفة ، واستحواذ الشيطان على جمع من رجالهم وأعيانهم ، وحبّ الدنيا الذي يعمي ويصم ، والجبن والخوف والرعب من الجيش الاموي الموهوم الذي أشيع عنه أنه في طريقه إلى الكوفة ، أدّى إلى شهادة مسلم وهاني بن عروة 8 ومن ثمّ وقوع حادثة الطف الأليمة التي بكتها السماء والأرض وما فيها.

    وثانياً: أجرى عبيدالله بن زياد عند دخوله قصر الامارة في الكوفة خطّة أمنيّة وعسكريّة وسياسيّة مشدّدة كوضع العيون والجواسيس على الموالين والمتحمّسين لقدوم الامام الحسين 7، وسجن أعيانهم وقتل رجالاتهم ، كصلبهم على أبوابهم ، ليلقى الرعب والخوف والوحشة في قلوب أهالي الكوفة ، ليحسب كلّ واحد حسابه ، وغلّق أبواب الكوفة ليحجم دائرة الثوّار وتشكّلاتهم في الكوفة وفي الخارج ، وقطع أيادي العون المادي والمعنوي والمالي لانتصار الثورة والنهضة التي أشعل فتيلتها قدوم مسلم بن عقيل سفير الامام الحسين 7 إلى الكوفة .

    وثالثاً: إلصاق هذه التهمة (خذلان الشيعة عن نصرة إمامهم الحسين 7) بشيعة الكوفة إنّما كان من الإعلام الاُموي المضاد آنذاک ، ولازالت هذه النعرة الامويّة يتمنطق بها أبناء القوم على مرّ القرون والأحقاب ، وكم لهم من قبل مثل هذا الإعلام الاموي المقيت حتّى في شهادة أميرالمؤمنين علي 7، قالوا كيف قتل في المحراب ، فهل كان يصلّي حتّى يقتل في محرابه ؟!! أو قالوا بكفر أبيه أبي طالب رضوان الله تعالى عليه ، وما شابه ذلک من الاشاعات ضدّ أميرالمؤمنين علي 7 وشيعته ، فالسلطة الامويّة تشوّه كلّ من ينتمي إلى الامام علي 7 ومنه تشويه شيعة علي 7 في الكوفة في عصر الامام الحسين 7، وإلّا فان أكثر من كان في معسكر الامام الحسين 7 من أصحابه الكرام ، كان من أهل الكوفة كحبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله تعالى عليه ، وبهذا التحليل التاريخي كيف يتهم شيعة الكوفة بقتل امامهم ؟! أليس هذا من الاعلام المضاد ومن دسائس بني اُميّة وشيعة بنى سفيان ومن تبهعم كالوهابية الإرهابية إلى يومنا هذا؟!!...

    ورابعآ: عند رجوعنا إلى النصوص الواردة عن سيد الشهدا الإمام الحسين 7 نكشف من خلالها أنّ من قاتله ليس منم شيعته أو شيعة أبيه ، بل هم من شيعة آل أبي سفيان ومن آعداء أميرالمؤمنين علي 7 واكتفى شاهدآ بنصين .

    الأوّل : جاء في مقتل الحسين 7 لأبي مخنف : 132 وينابيع المودة : 416 ومعالى السبطين : :2 12 وناسخ التواريخ :2 376 عنهم : موسوعة كلمات الإمام الحسين 7: 492.

    (ثم دنا من القوم ـ في يوم عاشوراء وفي أرض كربلاء ـ وقال : يا ويلكم على مَ تقاتلوني ، على حقّ تركته ف أم على سنَّةِ غيرتّها، أم على شريعة بدّلتها (أم على جرم فعلته)؟

    فقالوا: بل نقاتلک بغضآ منّا لأبيک ، وما فعل بأشياخنا يوم بدر و حنين ، فلما سمع كلامهم بكى وجعل يقول :

    كَفَر القوم وقدمآ رغبوا عن ثواب الله ربّ الثقلين

    قتل القوم عليآ وأبنه حسن الخير كريم الطرفين

    حنفآ منهم وقالوا أحملوا احشروا الناس إلى حرب الحسين

    يالقوم من أناس رذّلٍ جمعوا الجمع لأهل الحرمين

    ثم ساروا وتواصوا كلّهم باحتياجي لرضاء الملحّدين

    لم يخافوا الله في سفک وحي لعبيد الله نسل الكافرين

    وأبن سعد قدر ماني عنوةً بجنود كوكوفه الهاطلين

    لا لشيء كان من قبل ذا غير فخرى بضياء الفرقدين

    بعلي الخير من بعد النبي والنبي القرشي الوالدين

    خيرة الله من الخلق أبي ثم اُمّي فأنا ابن الخيرتين


    إلى آخر ما قاله 7.

    الثاني : لمّا هجم عليه القوم أربعة آلاف من الرماة يرمونه بالسّهام فحال بينه وبين رحله ، ـ خيامه ـ فضاج بهم : «ويحكم يا شيعة ال أبي سفيان ! إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارآ في ديناكم هذه وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربآ كما تزعمون »[1] .



    فمع هذين النصين هل يحقّ لأمثال الوهابيّة ومن ضلّ عن سبيل الله ولم يتورع في التهمة والكذب والافتراء على الآخرين أن يتّهم شيعة علي 7 يقتل ولده الحسين 7؟!! أم في قلوب القوم مرض فزادهم الله مرضآ، وأعدّ لهم في الآخرة عذابآ مهينآ، والمؤمنون المواهون في الجنات يقولون : أن الحمد لله ربّ العالمين .

    ----------

    [1] () مقتل الحسين الخوارزمي :2 33 واللهوف : 119 والبداية والنهاية :8 203 وبحارالأنوار:45 51 والعوالم : :17 293 واعيان الشيعة : :1 609 والدمعة الساكبة : :4 343 عنهمموسوعة كلمات الحسين 7: 504


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X