بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
🔹 إن الدين قد اهتم بتقوية روح العقلانية العامة لدى الإنسان؛ حيث أشاد بالعقل والموازين العقلية العامة، كقوله تعالى: [الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ]، وقد جاء في السنة النبوية و(نهج البلاغة) وسائر الآثار المعتبرة تأكيد كبير على أهمية العقل والتعقل والعناصر المختلفة الدخيلة فيه.
🔹وبذلك يختلف اهتمام الدين تجاه العقلانية العامة عن اهتمامه تجاه العلم، فإن العلم اكتشاف للسنن التفصيلية في الحياة والظواهر الكامنة خلفها ـ مثل القواعد الفيزيائية والكيميائية ـ وهو متروك للجهد الإنساني، حيث أريد له أن يكتشف هذه الحياة بنفسه عبر ما زوِّد به من الدوافع والرغبات العامة، ولا شأن للدين به في حدِّ ذاته، وأما العقلانية العامة فهي قاعدة الحياة ومرتكزها فيما يشهد أو يغيب منها، والتي ينطلق منها الإنسان لاكتشاف الحقائق الكبرى التي يختلف بها معنى الحياة الإنسانية ويحدّد مصيرها ومآلها، ولذا اعتنى الدين ببيانها وإيقاظ الإنسان بشأنها.
🔹إن الدين ـ في المنظور الديني ـ يقوي عقل الإنسان بشكل عام؛ فيجعله يعتبر بالحوادث، ولا تتكرر منه الأخطاء، ويتأمل القول قبل أن يطلقه، إلى غير ذلك من وجوه ترشيد الفكر والاستجابة والقول والعمل، وقد روي عن رسول الله (ص) في وصف المؤمن أنه: ((لا يلدغ.. من جحر مرتين))، وعن الإمام علي (ع): ((إِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِه)).
🔹ومن لاحظ صفات المتقي والمؤمن في القرآن الكريم والسنة النبوية و(نهج البلاغة) لاحظ أنها تقتضي أن المؤمن المتقي ـ مع ما فيه من صفاء النفس والإعراض عمّا لا يعنيه ـ ليس غافلاً ولا ساذجاً ولا مغفلاً، بل هو كيّس فطن، يقيس الأمور بمقاييسها، ويزنها بموازينها.
المصدر : (اتجاه الدين في مناحي الحياة ، ٣٠).: السيد محمد باقر السيستاني.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
🔹 إن الدين قد اهتم بتقوية روح العقلانية العامة لدى الإنسان؛ حيث أشاد بالعقل والموازين العقلية العامة، كقوله تعالى: [الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ]، وقد جاء في السنة النبوية و(نهج البلاغة) وسائر الآثار المعتبرة تأكيد كبير على أهمية العقل والتعقل والعناصر المختلفة الدخيلة فيه.
🔹وبذلك يختلف اهتمام الدين تجاه العقلانية العامة عن اهتمامه تجاه العلم، فإن العلم اكتشاف للسنن التفصيلية في الحياة والظواهر الكامنة خلفها ـ مثل القواعد الفيزيائية والكيميائية ـ وهو متروك للجهد الإنساني، حيث أريد له أن يكتشف هذه الحياة بنفسه عبر ما زوِّد به من الدوافع والرغبات العامة، ولا شأن للدين به في حدِّ ذاته، وأما العقلانية العامة فهي قاعدة الحياة ومرتكزها فيما يشهد أو يغيب منها، والتي ينطلق منها الإنسان لاكتشاف الحقائق الكبرى التي يختلف بها معنى الحياة الإنسانية ويحدّد مصيرها ومآلها، ولذا اعتنى الدين ببيانها وإيقاظ الإنسان بشأنها.
🔹إن الدين ـ في المنظور الديني ـ يقوي عقل الإنسان بشكل عام؛ فيجعله يعتبر بالحوادث، ولا تتكرر منه الأخطاء، ويتأمل القول قبل أن يطلقه، إلى غير ذلك من وجوه ترشيد الفكر والاستجابة والقول والعمل، وقد روي عن رسول الله (ص) في وصف المؤمن أنه: ((لا يلدغ.. من جحر مرتين))، وعن الإمام علي (ع): ((إِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِه)).
🔹ومن لاحظ صفات المتقي والمؤمن في القرآن الكريم والسنة النبوية و(نهج البلاغة) لاحظ أنها تقتضي أن المؤمن المتقي ـ مع ما فيه من صفاء النفس والإعراض عمّا لا يعنيه ـ ليس غافلاً ولا ساذجاً ولا مغفلاً، بل هو كيّس فطن، يقيس الأمور بمقاييسها، ويزنها بموازينها.
المصدر : (اتجاه الدين في مناحي الحياة ، ٣٠).: السيد محمد باقر السيستاني.