اللهم صل على محمد وآل محمد
إن للمشاعر والعوطف ألوانآ متنوعة، ويتم تحريك كل لون من المشاعر والعواطف بواسطة الحادثة المناسبة له.
فالواقعة التي نهضت بأكبر دور في التاريخ الإسلامي هي حادثة استشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام)، وهي التي غيّرت مسيرة التاريخ الإسلامي، وهي التي زوّدت الإنسان إلى يوم القيامة بدروس الجهاد والنهضة، والمقاومة والاستقامة، وميّزت بين الإسلام الحقيقي والخط المزيّف الذي أراد أن يحرّف الدين.
ولتجديد تلك الواقعة لا يكفي إقامة مجالس الفرح والسرور، بل لا بد من القيام بعمل مناسب لتلك الحادثة، أي لا بد من القيام بعمل يثير حزن الناس ويجري دموعهم ويغرس العشق والحماس في قلوبهم.
والشيء الذي يمكن أن يقوم بهذا الدور في هذه الحادثة هو إقامة مراسم العزاء والبكاء، وخلق الأجواء التي تُبكي الناس، بينما السرور والضحك لا يستطيع أن ينهض بهذا الدور.
إن الضحك لا يخلق من الإنسان إنسانا طالبا للشهادة، ولا يعبّد الطريق للإنسان المؤمن لكي يتحمل آلام ومصائب الحروب التي تفرض عليه، إن مثل هذه الاُمور تحتاج إلى عشق من نوع آخر نابع من البكاء والحماس والحرقة، وسبيل هذا هو إقامة مجلس العزاء ".
--------------------------------
آية الله الشيخ مصباح يزدي دام_ظله