تويت
الغراب ونعيقه بين الواقع والتشائم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد اصبحت مسألة الغراب ونعيقه (صوته) من المسائل الجدلية التي انتشرت في اوساط المجتمع العربي فبعضهم يتشائم من نفس الغراب كحيوان أو من صوته وبعضهم لا يتشائم منه ولا من صوته ومعنى نعق الغراب : نعَب ؛ صاح ، صوّت نعَق الغرابُ فتشاءم الجميعُ - 1 -
ولكن الصحيح هو اتباع راي الشارع المقدس في هذه المسألة ان كان للشارع المقدس راي فيها .
وراي الشارع هو ان هذه العادة من عادات الجاهلية وهي نوع من التشائم المذموم في الشريعة الاسلامية .
ولعل وجه تشائم الناس من نفس الغراب أو من صوته لسببيين وقع احدهما قبل الإسلام ووقع الاخر بعد الاسلام .
اما السبب الاول الذي دعى الناس للتشائم من نفس الغراب هو قصة قتل قابيل لاخيه هابيل و مجيء الغراب ليعلم قابيل دفن جثة أخيه هابيل كما ذكر ذلك في قوله تعالى : ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) - 2 -
واما السبب الثاني الذي يدعوا الى التشائم من صوت الغراب هو قصة تلطخ جناج الغراب بدم الامام الحسين (ع) بعد مقتله في يوم عاشوراء .
عن المفضل بن عمر الجعفي ، قال : سمعت جعفر بن محمد ، يقول : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين بن علي عليهما السلام جاء غراب فوقع في دمه (اي دم الامام الحسين) وتمرغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهي الصغرى ونعب ، فرفعت رأسها فنظرت إليه ، فبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول :
نعب الغراب فقلت من *** تنعاه ويلك يا غراب .
قال الإمام فقلت من ؟ *** قال الموفق للصواب .
إن الحسين بكربلا *** بين الأسنة والضراب .
فابك الحسين بعبرة *** ترضي الإله مع الثواب .
ثم استقل به الجناح *** فلم يطق رد الجواب .
فبكيت مما حل بي *** بعد الوصي المستجاب . - 3 -
وقد يسأل سائل لماذا لا نتشائم من طير الغراب أو من صوته بعدما شاهدنا هاتين القصتين الواقعيتين من اقتران الغراب وصوته وظهوره في حالة موت الشخص او قتله والغدر به ؟؟؟
ويمكن الجواب على هذا التسائل باعتبار ان هذه الحوادث جزئية وخاصة ولا يمكن ان تعتبر قاعدة عامة وكلية للتشائم من نفس الغراب او من صوته ونعيقه .
***********************
الهوامش :
1 - معجم المعاني الجامع .
2 - المائدة ، الاية (31) .
3 - شرح إحقاق الحق ، السيد المرعشي ، ج 27 ، ص 394 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد اصبحت مسألة الغراب ونعيقه (صوته) من المسائل الجدلية التي انتشرت في اوساط المجتمع العربي فبعضهم يتشائم من نفس الغراب كحيوان أو من صوته وبعضهم لا يتشائم منه ولا من صوته ومعنى نعق الغراب : نعَب ؛ صاح ، صوّت نعَق الغرابُ فتشاءم الجميعُ - 1 -
ولكن الصحيح هو اتباع راي الشارع المقدس في هذه المسألة ان كان للشارع المقدس راي فيها .
وراي الشارع هو ان هذه العادة من عادات الجاهلية وهي نوع من التشائم المذموم في الشريعة الاسلامية .
ولعل وجه تشائم الناس من نفس الغراب أو من صوته لسببيين وقع احدهما قبل الإسلام ووقع الاخر بعد الاسلام .
اما السبب الاول الذي دعى الناس للتشائم من نفس الغراب هو قصة قتل قابيل لاخيه هابيل و مجيء الغراب ليعلم قابيل دفن جثة أخيه هابيل كما ذكر ذلك في قوله تعالى : ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) - 2 -
واما السبب الثاني الذي يدعوا الى التشائم من صوت الغراب هو قصة تلطخ جناج الغراب بدم الامام الحسين (ع) بعد مقتله في يوم عاشوراء .
عن المفضل بن عمر الجعفي ، قال : سمعت جعفر بن محمد ، يقول : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين بن علي عليهما السلام جاء غراب فوقع في دمه (اي دم الامام الحسين) وتمرغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهي الصغرى ونعب ، فرفعت رأسها فنظرت إليه ، فبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول :
نعب الغراب فقلت من *** تنعاه ويلك يا غراب .
قال الإمام فقلت من ؟ *** قال الموفق للصواب .
إن الحسين بكربلا *** بين الأسنة والضراب .
فابك الحسين بعبرة *** ترضي الإله مع الثواب .
ثم استقل به الجناح *** فلم يطق رد الجواب .
فبكيت مما حل بي *** بعد الوصي المستجاب . - 3 -
وقد يسأل سائل لماذا لا نتشائم من طير الغراب أو من صوته بعدما شاهدنا هاتين القصتين الواقعيتين من اقتران الغراب وصوته وظهوره في حالة موت الشخص او قتله والغدر به ؟؟؟
ويمكن الجواب على هذا التسائل باعتبار ان هذه الحوادث جزئية وخاصة ولا يمكن ان تعتبر قاعدة عامة وكلية للتشائم من نفس الغراب او من صوته ونعيقه .
***********************
الهوامش :
1 - معجم المعاني الجامع .
2 - المائدة ، الاية (31) .
3 - شرح إحقاق الحق ، السيد المرعشي ، ج 27 ، ص 394 .
تعليق