بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن من أهم الصفات الكريمة والعظيمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المؤمن هي العفو عن المعتدي والصفح عن المسيء , ولقد حث الله تعالى في كثير من آياته على التحلي والاتصاف بهذا الخلق الرفيع , لقوله تعالى: { وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم }. وقال تعالى: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين }.
وأمر الله تعالى بمقابلة المسيئين بالإحسان والدفع بالتي هي أحسن وبالتي هي أفضل , لقوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }.
ينقل لنا التاريخ الإسلامي عن معالي أخلاق الإمام زين العابدين (ع) أنه كان خارجا من المسجد , فالتقى به رجل من معارضيه فقابل الإمام (ع) بالسب والشتم فثار في وجهه بعض موالي الإمام وأصحابه فنهرهم (ع) واقبل على الرجل بلطف قائلا: " ما ستر عليك من أمرنا أكثر... ألك حاجة نعينك عليها... " واستحيى الرجل وود أن الأرض قد دارته وبان عليه الانكسار والندم , وبادر نحوه الإمام (ع) فألقى عليه خميصة وأمر له بألف درهم وطفق الرجل يقول: " اشهد أنك من بني الرسل ".
وكذلك ينقل لنا التاريخ الإسلامي ( قصة عجيبة ) عندما تقلد الوليد منصب الخلافة بعد وفاة عبد الملك بن مروان سنة 86 هجري واستبد به إحدى وعشرون سنة. أخذ الخليفة الجديد بتعديل الجهاز الإداري للخلافة المروانية وذلك لكسب رضا المسلمين وخاصة أهل المدينة حيث كبار الصحابة والتابعين هناك علاوة على التخفيف من حقدهم وسخطهم على بني أمية فعزل هشام بن إسماعيل والي المدينة آنذاك وعين مكانه عمر بن عبد العزيز حيث كان معروفا بالعدل والإنصاف والأمانة.
كان هشام بن إسماعيل واليا على المدينة في ذلك الوقت وكان ظالما جائرا سام أهلها مدة ولايته عليهم فقد جلد محدثها " سعيد بن المسيب " ستين جلدة لامتناعه عن البيعة ثم ألبسه رداء باليا واركبه على بعير وطاف به في المدينة المنورة وكان يسيء معاملة العلويين بإساءات بالغة وفظيعة جدا وخاصة الإمام زين العابدين (ع) فسأم الناس منه وضاقوا ذرعا به وبأسياده.. بعد أن عزل الوليد هشاما , أراد أن ينفس عن حقد الناس وغضبهم عليه , فأمر به أن يوقف أمام دار مروان بن الحكم وأن ينتقم من كل شخص تضرر أو أصابه أذى منه , فانبرى الناس يمرون عليه فقد قال: ما أخاف إلا من علي بن الحسين (ع) , لأنه كان يعلم بأن جزاءه من الإمام هو القتل لا غير لما عامله به من الظلم والإساءة والسب لآبائه وأجداده.
ولكن الإمام (ع) أوصى خاصته بأن لا يتعرض له أحد بكلمة وعندما وصل إليه رفع صوته قائلا: السلام عليكم وتقدم نحوه مصافحا ثم قال له: انظر إلى ما أعوزك من مال عندنا ما يسعك فطب نفسا منا ومن كل من يطيعنا فنادى هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالته.. فلما رأى أهل المدينة المنورة عمل الإمام (ع)مع هشام كفوا عن سبه وشتمه وإلحاق الأذى به.
ويروى أيضا عن سماحته وسمو خلقه وتجاوزه عن المسيئين ما جرى له مع مروان بن الحكم ألد أعداء أهل البيت (ع) وهو من أشار على الوليد عامل يزيد بن معاوية على المدينة المنورة بقتل الإمام الحسين (ع) وهو من شمت بمقتله (ع) وهو من انضم إلى الناكثين في صفين والبصرة ومع ذلك فمروان ابن الحكم هذا لم يجد من يحمي عياله ونساءه غير الإمام زين العابدين (ع) وذلك يوم ثار أهل المدينة المنورة ضد الأمويين فضمهم (ع) إلى عياله.
وليس هذا غريبا على من اجتباهم الله تعالى وخصهم بالكرامة والعصمة والطهارة... وإن أخلاق الإمام زين العابدين من أخلاق رسول الله محمد بن عبد الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليهم أفضل الصلاة والسلام ".
ألم يعف رسول الله (ص) عن رؤوس الشرك والنفاق بعد أن ظفر بهم , وقال لهم قولته الشهيرة: " اذهبوا فأنتم الطلقاء؟ ألم يعف أمير المؤمنين (ع) عن مروان بن الحكم أكثر من مرة , و قد قاد الجيوش الجرارة و الظالمة لحربه في البصرة؟ ألم يعف عنه بعد أن وقع أسيرا في قبضته, وتركه مع علمه بأنه سينضم إلى معاوية ويحاربه في صفين؟ وقد فعل؟؟! إلا إنها السماحة الهاشمية الطاهرة والروح الإنسانية العالية.
وختاما.. وفي نهاية المطاف نؤكد- دائما – للأحبة الكرام على ضرورة التأسي والاقتداء بالإمام زين العابدين (ع) في أخلاقه العالية و فضائله العظيمة وخاصة في صفحه وتجاوزه عن المسيئين والمعتدين و تعتبر هذه في الحقيقة والواقع هي قمة الأخلاق الإنسانية العالية وأن تكون أعمالنا وأفعالنا منبثقة من سلوكيات إمامنا العظيم حتى يصدق علينا أننا من السائرين على نهجه والمقتدين به.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن من أهم الصفات الكريمة والعظيمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المؤمن هي العفو عن المعتدي والصفح عن المسيء , ولقد حث الله تعالى في كثير من آياته على التحلي والاتصاف بهذا الخلق الرفيع , لقوله تعالى: { وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم }. وقال تعالى: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين }.
وأمر الله تعالى بمقابلة المسيئين بالإحسان والدفع بالتي هي أحسن وبالتي هي أفضل , لقوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }.
ينقل لنا التاريخ الإسلامي عن معالي أخلاق الإمام زين العابدين (ع) أنه كان خارجا من المسجد , فالتقى به رجل من معارضيه فقابل الإمام (ع) بالسب والشتم فثار في وجهه بعض موالي الإمام وأصحابه فنهرهم (ع) واقبل على الرجل بلطف قائلا: " ما ستر عليك من أمرنا أكثر... ألك حاجة نعينك عليها... " واستحيى الرجل وود أن الأرض قد دارته وبان عليه الانكسار والندم , وبادر نحوه الإمام (ع) فألقى عليه خميصة وأمر له بألف درهم وطفق الرجل يقول: " اشهد أنك من بني الرسل ".
وكذلك ينقل لنا التاريخ الإسلامي ( قصة عجيبة ) عندما تقلد الوليد منصب الخلافة بعد وفاة عبد الملك بن مروان سنة 86 هجري واستبد به إحدى وعشرون سنة. أخذ الخليفة الجديد بتعديل الجهاز الإداري للخلافة المروانية وذلك لكسب رضا المسلمين وخاصة أهل المدينة حيث كبار الصحابة والتابعين هناك علاوة على التخفيف من حقدهم وسخطهم على بني أمية فعزل هشام بن إسماعيل والي المدينة آنذاك وعين مكانه عمر بن عبد العزيز حيث كان معروفا بالعدل والإنصاف والأمانة.
كان هشام بن إسماعيل واليا على المدينة في ذلك الوقت وكان ظالما جائرا سام أهلها مدة ولايته عليهم فقد جلد محدثها " سعيد بن المسيب " ستين جلدة لامتناعه عن البيعة ثم ألبسه رداء باليا واركبه على بعير وطاف به في المدينة المنورة وكان يسيء معاملة العلويين بإساءات بالغة وفظيعة جدا وخاصة الإمام زين العابدين (ع) فسأم الناس منه وضاقوا ذرعا به وبأسياده.. بعد أن عزل الوليد هشاما , أراد أن ينفس عن حقد الناس وغضبهم عليه , فأمر به أن يوقف أمام دار مروان بن الحكم وأن ينتقم من كل شخص تضرر أو أصابه أذى منه , فانبرى الناس يمرون عليه فقد قال: ما أخاف إلا من علي بن الحسين (ع) , لأنه كان يعلم بأن جزاءه من الإمام هو القتل لا غير لما عامله به من الظلم والإساءة والسب لآبائه وأجداده.
ولكن الإمام (ع) أوصى خاصته بأن لا يتعرض له أحد بكلمة وعندما وصل إليه رفع صوته قائلا: السلام عليكم وتقدم نحوه مصافحا ثم قال له: انظر إلى ما أعوزك من مال عندنا ما يسعك فطب نفسا منا ومن كل من يطيعنا فنادى هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالته.. فلما رأى أهل المدينة المنورة عمل الإمام (ع)مع هشام كفوا عن سبه وشتمه وإلحاق الأذى به.
ويروى أيضا عن سماحته وسمو خلقه وتجاوزه عن المسيئين ما جرى له مع مروان بن الحكم ألد أعداء أهل البيت (ع) وهو من أشار على الوليد عامل يزيد بن معاوية على المدينة المنورة بقتل الإمام الحسين (ع) وهو من شمت بمقتله (ع) وهو من انضم إلى الناكثين في صفين والبصرة ومع ذلك فمروان ابن الحكم هذا لم يجد من يحمي عياله ونساءه غير الإمام زين العابدين (ع) وذلك يوم ثار أهل المدينة المنورة ضد الأمويين فضمهم (ع) إلى عياله.
وليس هذا غريبا على من اجتباهم الله تعالى وخصهم بالكرامة والعصمة والطهارة... وإن أخلاق الإمام زين العابدين من أخلاق رسول الله محمد بن عبد الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليهم أفضل الصلاة والسلام ".
ألم يعف رسول الله (ص) عن رؤوس الشرك والنفاق بعد أن ظفر بهم , وقال لهم قولته الشهيرة: " اذهبوا فأنتم الطلقاء؟ ألم يعف أمير المؤمنين (ع) عن مروان بن الحكم أكثر من مرة , و قد قاد الجيوش الجرارة و الظالمة لحربه في البصرة؟ ألم يعف عنه بعد أن وقع أسيرا في قبضته, وتركه مع علمه بأنه سينضم إلى معاوية ويحاربه في صفين؟ وقد فعل؟؟! إلا إنها السماحة الهاشمية الطاهرة والروح الإنسانية العالية.
وختاما.. وفي نهاية المطاف نؤكد- دائما – للأحبة الكرام على ضرورة التأسي والاقتداء بالإمام زين العابدين (ع) في أخلاقه العالية و فضائله العظيمة وخاصة في صفحه وتجاوزه عن المسيئين والمعتدين و تعتبر هذه في الحقيقة والواقع هي قمة الأخلاق الإنسانية العالية وأن تكون أعمالنا وأفعالنا منبثقة من سلوكيات إمامنا العظيم حتى يصدق علينا أننا من السائرين على نهجه والمقتدين به.