بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير من السلفية يقول لماذا لم يذكر اسم علي أو اسم أحد الأئمة في القرآن ؟
فنقول
1 ـ أن الحكمة الإلهية قد اقتضت عدم ذكر اسم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وغيره من أئمة أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم ، ونحن لا نعلم وجه الحكمة في كثير من الأمور ، وهذا واحد منها ، كما أن الحكمة الإلهية قد اقتضت عدم بيان تفاصيل كثير من أمور الشريعة في القرآن الكريم ، كأحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها ، ولم يقدح ذلك في وجوب تلك التفاصيل .
2 ـ أن الله تعالى ذكر عليا عليه السلام بالصفة في آيات كثيرة تدل عليه ، كقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 1 ، فإنها نزلت في علي عليه السلام كما نص على ذلك بعض المفسرين . وكذا قوله سبحانه : ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ 2 ، فهو عليه السلام المشار إليه في الآية بالأنفس ، وكذا قوله تعالى: ﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ 3، وغير ذلك من الآيات الكثيرة ، وهذه كافية في الدلالة على فضل أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا حاجة لذكره بالاسم ما دامت الصفة وافية ببيان المراد .
3 ـ أن الله تعالى أراد أن يحفظ القرآن الكريم من كل تحريف وتبديل ، وذكر اسم علي عليه السلام يستدعي تحريفه وتبديله ، لأن أعداء أمير المؤمنين عليه السلام كثيرون ، ومن تعاقب على حكم المسلمين لا يقر له قرار إلا بمحو اسم علي من القرآن ، وبذلك يُحرَّف القرآن ولا تتحقق أي فائدة من ذكر اسم أمير المؤمنين عليه السلام فيه .
4 ـ أن من كان معاندا حاقدا على أمير المؤمنين عليه السلام لا ينفع معه ذكر اسم علي عليه السلام في القرآن ، فإن كل آية في كتاب الله ورد فيها اسم علي عليه السلام فإنه سيؤولها ويحرف معناها ، فيجعل الآية خالية من معناها المراد ، فتنتفي الفائدة من ذكر اسم علي في كتاب الله العزيز .
5 ـ أن القرآن قد تكفل بذكر العمومات وأما تفاصيل الشريعة فتكفلت ببيانها السنة النبوية ، والسنة النبوية قد أوضحت خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بجلاء لمن كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد ، وكما أن كتاب الله حجة ، فإن سنة النبي صلى الله عليه وآله حجة كذلك ، ومتى ما جاء حديث واحد فيه إشارة إلى فضل علي عليه السلام أو كان دالا على أنه هو الخليفة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كفى ، ولا حاجة لطلب آية تدل على ذلك قد صرح فيها باسم علي عليه السلام ، والحمد لله رب العالمين .
المصادر
1. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 55، الصفحة: 117.
2. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 61، الصفحة: 57.
3. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 19، الصفحة: 189.
تعليق