بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته:
من العيوب التي قد تتلبس بعض الافراد وتشكل مثلبة واضحة في شخصياتهم، هو تسقّط أخطاء الآخرين من خلال مراقبة افعالهم واقوالهم ثم التشهير به هنا وهناك من اجل النيل منهم لسبب او آخر، ولكن في جميع الاحوال يعتبر هذا الاسلوب من الاساليب التي لا تعود بأي نفع على صاحبها، بل العكس هو الصحيح حيث ستشكل حالة تسقط اخطاء الآخرين إنتقاصا للشخص الذي يعتمد هذه الحالة كإسلوب في حياته وتصريف اموره.
وفي الوقت الذي على الانسان ان يسعى فيه لدرء خطر الاغتياب ومراقبة الآخرين التي يعدّها بعض الحكماء همّا مميتا (من راقب الناس مات هما)، فإنه في الوقت نفسه عليه ان يراقب نفسه هو وينظفها ويصقلها ويخلصها من الخبائث أيا كان نوعها، وهذه تشكل بداية جيدة لصنع شخصية انسانية يمكن الاعتداد بها والظهور من خلالها في الوسط الاجتماعي كأفضل ما تكون علي شخصية الانسان.
وقد يذهب الانسان بعيداً في التقاط أخطاء الآخرين وتتبّع عثراتهم لاغتيابهم أو التشهير بهم، وكأنّه لا شغل لديه سوى ذلك، أو أنّه هو المكلّف بتقديم تقارير تفصيلية عن أخطاء الآخرين، وإذا به، ذات يوم أو ذات لحظة أو ذات صحوة، يتوقف لينتقد هذه الحالة في نفسه ليخاطبها قائلا: لِمَ تفعلين ذلك ؟ إنّ الله يحبّ الستر والساترين وأنتِ تهتكين الستر، إن هذا مما يشينك .. أما نظرتِ إليكِ لتري كم فيك من أمثال هذه العيوب والعثرات ؟ كيف سيكون موقفك إذا كان هناك مَنْ يتتبعك ويتقصّى كلّ عيب فيك ؟
إن هذه الصحوة تعتبر من الخطوات الهامة التي ستقود الانسان الى جادة الصواب، وهي مقدّمة طيبة لعدم تكرار الخطأ نفسه، ألا وهو خطا تسقّط اخطاء الآخري ومراقبتهم، شريطة أن لا تكون هذه الوقفة سريعة او عابرة، فقد ينغمس الانسان من جديد في البحث عن الأخطاء وإحصائها وتقصّيها .
لذلك على الانسان ان يبحث بجد ودأب عن الامور والخطوات التي يمكنه من خلالها ان يقوّم نفسه، فثمة الكثير من السبل والوسائل لتحقيق ذلك، ولعل متابعة افعال النفس ومراقبتها وتحديدها تقف في الصف الاول من هذه الامور، فهي الطريق الأصح لتوجيه النفس وصدها وترويضها، كما ان نقد الذات يعتبر من اهم الاساليب في هذا المجال، لأن النقد الذاتي يُعدّ من أهم أنواع النقد وأكثرها تأثيراً، وذلك لأنك أعرف الناس بنفسك وبعيوبها ومواهبها وبما يصلحها أيضاً، فإذا (انتقدتها) أو حاسبتها فإنك بذلك تكون قد قلّصت حجم النقد الخارجي وما قد يسببه لك من خدوش أو جروح نفسية، ووفرت لنفسك حالة من الحصانة من خلال تطويرها وتحسين وضعها وإمكاناتها.
وهناك نقد آخر مهم أيضاً، وهو النقد الذي تسعى أنت شخصياً للحصول عليه، أي تطلبه بنفسك ممّن هم أهل للنقد والتسديد والنصيحة، فأنت ترى نفسك بمرآة نفسك لكنك تبحث عن عيوبها ومثالبها في مرايا الآخرين.
فقولك لشخص أو صديق مؤمن مخلص : انقدني، أو سدّدني أو انصحني يعني بالاضافة إلى استعدادك لتطوير نفسك وتفادي أخطائها، فهذا يعني بأنك متواضع لا تعيش التعالي ولا تترفع عن طلب النصيحة، إذ ان بعض الشبان يتصورون انّهم قد كبروا وأصبحوا فوق النقد، وهم لا يعرفون بأن القاعدة الصحيحة هي أن تبقى تتعلم في مدرسة الحياة مهما بلغت من العمر، حتى ان بعضهم اذا انتقده أحد الأبوين قال له: لم أعد صغيراً.. أنا لست بحاجة إلى نصيحة أحد!.
لذلك من المهم جدا أن يعرف الشاب خصوصا والانسان بصورة عامة ان هدف تقويم النفس والبدء بإصلاح الذات ينبغي ان يقع في المرتبة الاولى من اهتمام الانسان، فإصلاح النفس اولا يعني عدم تسقّط أخطاء الآخرين او مراقبتهم وتأشير عيوبهم، وثانيا يعني بأنك قادر على ان تكون عنصرا فاعلا وصالحا في المجتمع ولن تشكل عليه عبئا من خلال التشهير بالناس وما شابه، فمن يتسقط اخطاء الآخرين هذا يعني انه يريد ان يخوض حروبا شخصية لا تنتهي ولا تقود الى فائدة تُذكر، بل على العكس انها ستعود على الفرد والمجتمع عموما بما لا يسر ولا يحمد عقباه، ولهذا تعدّ النصيحة والتعامل بها ومعها وقبولها ايضا، من الاساليب والخطوات التي تقود الى تقويم النفس وترصينها في آن واحد، فعلى الانسان ان يطلق النصيحة المناسبة لغيره اذا كان قادرا على ذلك، وعليه ان يتقبلها في الوقت ذاته لأنها تصب في تقويم شخصيته وتحد من أخطائه:
ولأجل تحبيب النصيحة إلى القلب، قيل:
ـ (احبِب مَنْ ينصحكْ لا مَنْ يمدحك). فالنصيحة أو النقد تهدي إلى الصواب والتنمية، أمّا المدح فقد يجعلك تراوح مكانك.
ـ (النصيحة كالدواء كلّما ازدادت مرارتها كانت أفضل) ودونك تجربتك الشخصية، فأنت تتذكر المواقف التي أخطأت فيها ووجدت مَنْ ينصحك أو ينقدك بصراحة تامّة، أكثر من تذكرك المواقف التي حصلت فيها على الاستحسان والثناء، بمعنى أنّ النقود الصريحة تصبح بمثابة المعلّم الدائم الذي يحذّرك من الوقوع في الخطأ السابق أكثر من مرّة.
ـ (نصائح الشيخوخة تضيء دون أن تحرق مثل شمس الشتاء) فقد تستثقل نصيحة أخيك الذي في مثل سنّك، لكنّك لا تجد حرجاً في قبول نصيحة كبار السن لأ نّك تتعامل معهم على أ نّهم حصيلة تجارب طويلة ونصائحهم هي رشحات من تلك التجارب.
ـ (مَنْ قَبِلَ النصيحة اجتاز الجبل، ومَنْ لم يقبلها أخطأ الطريق حتى في السهل) لأنّ الأوّل تحرك بعلم وهدى وبصيرة، أمّا الثاني فقد تكبّر على الناصح والنصيحة وركب رأسه وظنّ أ نّه على صواب فأخطأ.
ـ (حبّة الماس لها ثمن، أمّا النصيحة الجيدة فلا ثمن لها) فربّ نصيحة ثمينة، أو نقد موضوعي سمعته في مطلع حياتك يبقى ملازماً لك حتى آخر العمر.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته:
من العيوب التي قد تتلبس بعض الافراد وتشكل مثلبة واضحة في شخصياتهم، هو تسقّط أخطاء الآخرين من خلال مراقبة افعالهم واقوالهم ثم التشهير به هنا وهناك من اجل النيل منهم لسبب او آخر، ولكن في جميع الاحوال يعتبر هذا الاسلوب من الاساليب التي لا تعود بأي نفع على صاحبها، بل العكس هو الصحيح حيث ستشكل حالة تسقط اخطاء الآخرين إنتقاصا للشخص الذي يعتمد هذه الحالة كإسلوب في حياته وتصريف اموره.
وفي الوقت الذي على الانسان ان يسعى فيه لدرء خطر الاغتياب ومراقبة الآخرين التي يعدّها بعض الحكماء همّا مميتا (من راقب الناس مات هما)، فإنه في الوقت نفسه عليه ان يراقب نفسه هو وينظفها ويصقلها ويخلصها من الخبائث أيا كان نوعها، وهذه تشكل بداية جيدة لصنع شخصية انسانية يمكن الاعتداد بها والظهور من خلالها في الوسط الاجتماعي كأفضل ما تكون علي شخصية الانسان.
وقد يذهب الانسان بعيداً في التقاط أخطاء الآخرين وتتبّع عثراتهم لاغتيابهم أو التشهير بهم، وكأنّه لا شغل لديه سوى ذلك، أو أنّه هو المكلّف بتقديم تقارير تفصيلية عن أخطاء الآخرين، وإذا به، ذات يوم أو ذات لحظة أو ذات صحوة، يتوقف لينتقد هذه الحالة في نفسه ليخاطبها قائلا: لِمَ تفعلين ذلك ؟ إنّ الله يحبّ الستر والساترين وأنتِ تهتكين الستر، إن هذا مما يشينك .. أما نظرتِ إليكِ لتري كم فيك من أمثال هذه العيوب والعثرات ؟ كيف سيكون موقفك إذا كان هناك مَنْ يتتبعك ويتقصّى كلّ عيب فيك ؟
إن هذه الصحوة تعتبر من الخطوات الهامة التي ستقود الانسان الى جادة الصواب، وهي مقدّمة طيبة لعدم تكرار الخطأ نفسه، ألا وهو خطا تسقّط اخطاء الآخري ومراقبتهم، شريطة أن لا تكون هذه الوقفة سريعة او عابرة، فقد ينغمس الانسان من جديد في البحث عن الأخطاء وإحصائها وتقصّيها .
لذلك على الانسان ان يبحث بجد ودأب عن الامور والخطوات التي يمكنه من خلالها ان يقوّم نفسه، فثمة الكثير من السبل والوسائل لتحقيق ذلك، ولعل متابعة افعال النفس ومراقبتها وتحديدها تقف في الصف الاول من هذه الامور، فهي الطريق الأصح لتوجيه النفس وصدها وترويضها، كما ان نقد الذات يعتبر من اهم الاساليب في هذا المجال، لأن النقد الذاتي يُعدّ من أهم أنواع النقد وأكثرها تأثيراً، وذلك لأنك أعرف الناس بنفسك وبعيوبها ومواهبها وبما يصلحها أيضاً، فإذا (انتقدتها) أو حاسبتها فإنك بذلك تكون قد قلّصت حجم النقد الخارجي وما قد يسببه لك من خدوش أو جروح نفسية، ووفرت لنفسك حالة من الحصانة من خلال تطويرها وتحسين وضعها وإمكاناتها.
وهناك نقد آخر مهم أيضاً، وهو النقد الذي تسعى أنت شخصياً للحصول عليه، أي تطلبه بنفسك ممّن هم أهل للنقد والتسديد والنصيحة، فأنت ترى نفسك بمرآة نفسك لكنك تبحث عن عيوبها ومثالبها في مرايا الآخرين.
فقولك لشخص أو صديق مؤمن مخلص : انقدني، أو سدّدني أو انصحني يعني بالاضافة إلى استعدادك لتطوير نفسك وتفادي أخطائها، فهذا يعني بأنك متواضع لا تعيش التعالي ولا تترفع عن طلب النصيحة، إذ ان بعض الشبان يتصورون انّهم قد كبروا وأصبحوا فوق النقد، وهم لا يعرفون بأن القاعدة الصحيحة هي أن تبقى تتعلم في مدرسة الحياة مهما بلغت من العمر، حتى ان بعضهم اذا انتقده أحد الأبوين قال له: لم أعد صغيراً.. أنا لست بحاجة إلى نصيحة أحد!.
لذلك من المهم جدا أن يعرف الشاب خصوصا والانسان بصورة عامة ان هدف تقويم النفس والبدء بإصلاح الذات ينبغي ان يقع في المرتبة الاولى من اهتمام الانسان، فإصلاح النفس اولا يعني عدم تسقّط أخطاء الآخرين او مراقبتهم وتأشير عيوبهم، وثانيا يعني بأنك قادر على ان تكون عنصرا فاعلا وصالحا في المجتمع ولن تشكل عليه عبئا من خلال التشهير بالناس وما شابه، فمن يتسقط اخطاء الآخرين هذا يعني انه يريد ان يخوض حروبا شخصية لا تنتهي ولا تقود الى فائدة تُذكر، بل على العكس انها ستعود على الفرد والمجتمع عموما بما لا يسر ولا يحمد عقباه، ولهذا تعدّ النصيحة والتعامل بها ومعها وقبولها ايضا، من الاساليب والخطوات التي تقود الى تقويم النفس وترصينها في آن واحد، فعلى الانسان ان يطلق النصيحة المناسبة لغيره اذا كان قادرا على ذلك، وعليه ان يتقبلها في الوقت ذاته لأنها تصب في تقويم شخصيته وتحد من أخطائه:
ولأجل تحبيب النصيحة إلى القلب، قيل:
ـ (احبِب مَنْ ينصحكْ لا مَنْ يمدحك). فالنصيحة أو النقد تهدي إلى الصواب والتنمية، أمّا المدح فقد يجعلك تراوح مكانك.
ـ (النصيحة كالدواء كلّما ازدادت مرارتها كانت أفضل) ودونك تجربتك الشخصية، فأنت تتذكر المواقف التي أخطأت فيها ووجدت مَنْ ينصحك أو ينقدك بصراحة تامّة، أكثر من تذكرك المواقف التي حصلت فيها على الاستحسان والثناء، بمعنى أنّ النقود الصريحة تصبح بمثابة المعلّم الدائم الذي يحذّرك من الوقوع في الخطأ السابق أكثر من مرّة.
ـ (نصائح الشيخوخة تضيء دون أن تحرق مثل شمس الشتاء) فقد تستثقل نصيحة أخيك الذي في مثل سنّك، لكنّك لا تجد حرجاً في قبول نصيحة كبار السن لأ نّك تتعامل معهم على أ نّهم حصيلة تجارب طويلة ونصائحهم هي رشحات من تلك التجارب.
ـ (مَنْ قَبِلَ النصيحة اجتاز الجبل، ومَنْ لم يقبلها أخطأ الطريق حتى في السهل) لأنّ الأوّل تحرك بعلم وهدى وبصيرة، أمّا الثاني فقد تكبّر على الناصح والنصيحة وركب رأسه وظنّ أ نّه على صواب فأخطأ.
ـ (حبّة الماس لها ثمن، أمّا النصيحة الجيدة فلا ثمن لها) فربّ نصيحة ثمينة، أو نقد موضوعي سمعته في مطلع حياتك يبقى ملازماً لك حتى آخر العمر.