إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حرمة تهديم القبور والمنائر والقباب عند الفرق الإسلامية .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حرمة تهديم القبور والمنائر والقباب عند الفرق الإسلامية .

    حرمة تهديم القبور والمنائر والقباب عند الفرق الإسلامية .

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى الاعتداء الغاشم الذي نفذته اليد الوهابية الداعشية الخبيثة الاثمة على مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري (ع) في 23 من محرم الحرام سنة 1427 هـ .

    سيرة جميع الفرق الإسلامية هي تعظيم قبور الاولياء والصلحاء والاتقياء من موتاهم فتهتم ببنائها وتجديدها وتشييد قبابها وقد اخذت هذه الفرق هذا التعظيم من الأجيال التي قبلها والأمم الماضية السالفة الى ان ثبت اتصال هذه السيرة الى زمن النبي الاكرم محمد (ص) الذي لم يسمع منه ولم يروى عنه انه هدم قبر احد او ساواه بالأرض .
    وقد شذت الطائفة الوهابية عن سيرة المسلمين المتقدمة فقاموا بهدم القباب وتهديم القبور و على موتاهم بل تعدى الامر عن هذا الحد فقاموا بنبش بعض هذه القبور وإخراج جثث أصحابها .
    ومن ضمن الجرائم التي قامت بها العصابة الوهابية الداعشية الناصبية الكافرة هي الاعتداء الاثم والغاشم على مرقد الامامين العسكريين في سامراء فقاموا بتفجير المآذن والقباب وسرقة الذهب والأموال والنفائس التي كانت موجودة في ذلك المكان الطاهر .
    والان نستعرض ادلة علماء اهل السنة والجماعة التي تجوز بناء القباب والمنائر والمساجد على قبور الاولياء والصلحاء والاتقياء .

    *** استعظم المحجوب هدم القِباب ، فيقول مخاطبًا الإمام عبد العزيز الأول :
    ( وأما ما جَنَحْتَ إليه من هَدْم ما يُبْنَى على مشاهد الأولياء من القباب من غير تفرِقة بين العامر ، والخراب ، فهي الداهية الدهياء ، والعظيمة العظمى ) - 1 -

    *** استدل إسماعيل التميمي على جواز اتخاذ القبور مساجد ، بما جاء في قصة أصحاب الكهف في قوله تعالى : ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ) - 2 -
    يقول إسماعيل : ( .… فإن الله تعالى لَمَّا حَكَى بناء المسجد هاهنا ، ولم يَسُقْهُ مَسَاقَ الذمِّ ، ولا تَعَقَّبَهُ بإبطالٍ دلَّ على أن اتخاذ المسجد على الميت لا بأسَ به ) - 3 - وأورد التميمي مَبحثًا في البناء على القبور ، جوّز فيه البناء على القبور ، مستدلا على ذلك ببعض النُّقُول لبعض المنتسبين للعلم ، ومؤولًا النصوص الشرعية حسب تجويزه ) - 4 -

    *** رد اللكهنوري معتقد الشيخ الإمام في زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول : ( وأنه يحرم شد الرحال إلى زيارة قبره . ومستنده إلى حديث رووه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ ) - 5 - والاستدلال به على مرادهم غلط ظاهر ، فإن مفهوم الحديث كما يظهر على مَن له أَدْنَى إِلْمَام بالعربية هو أنه لا تُشَدُّ الرِّحال من المساجد إلا إلى ثلاثة مساجد ، فإن المُسْتَثْنَى منه يجب أن يكون من جنس المستثنَى . وأين من ذلك النهي عن شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم . ولم يزل المسلمون وعلماؤهم يَتَعَاهَدُون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أنكر قطُّ منكِرٌ ، فقد ثبت إجماعُ المسلمين ) - 6 -
    ويورد اللكنهوري الأدلة على جواز عِمارة القبور ، فيقول : ( وثَبَتَ ذلك في الكتاب في قوله تعالى : ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ) ، حيث قال المسلمون لما مات أهل الكهف : نحن نبني عليهم مسجدًا يُصلَّى فيه ، فحَكَى سبحانه مَقالةَ المسلمين من غير ردٍّ عليهم ولا إنكار . والعَجَبُ من شارح كتاب ( التوحيد ) لابن عبد الوهَّاب حيثُ قال عند ذِكر هذه الآيةِ : هذا دليلٌ على أنَّ الذين غَلَبُوا هم الكفّار؛ إذ لو كانوا مؤمنينَ ما أرادوا أن يتخذوا على قبور الصالحين مسجدًا ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لَعَنَ فاعلَ ذلك ) - 7 -
    ويحمل اللكنهوري حديث أبي الهيَّاج - 8 - على أنه وارد في قبور الكفّار التي لا فائدة في بقائِها ولا حُرْمَة لها عند الله تعالى - 9 -
    وأن المرادَ بالقبر المُشْرِف هو المرتفِع ، مثل قبور النصارى المرتفعة من الأرض ، وأما إذا كان نفس القبر مُسطحًا ، ولكن بُنِيَ حولَه قُبةٌ عاليةٌ ، فلا يَصْدُقُ عليه أنه القبر المشرِف - 10 - ويدعي اللكنهوري أن تقبيل القَبْر بعد الموتِ كتقبيل اليد في الحياة ففيهما التعظيم - 11 -


    *** يثبت دحلان مشروعيةَ شَدّ الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول : ( وإذا كانت كل زيارة - أي للقبر - قُربة ، كان كل سفر إليها قربة ، وقد صحَّ خروجُه صلى الله وعليه وسلم لزيارة قبور أصحابه بالبَقِيع وأُحُد ، فإذا ثَبَتَ مشروعيةُ الانتقال لزيارة قبر غيره صلى الله عليه وسلم ، فقبرُه الشريف أَوْلَى وأَحرى ) - 12 -
    ويَرُدُّ دحلان على مَن قال : ( إن منع شد الرحال من باب المحافظة على التوحيد ) فيقول : ( إن هذا تَخَيُّل باطل ؛ لأن المؤدي إلى الشرك إنما هو اتخاذُ القبور مساجدَ ، أو العُكُوف عليها ، وتصوير الصور فيها ) - 13 -
    ويجيب دحلان عن حديث ( لا تُشَدُّ الرِّحَالُ ) بقوله : ( وأما قوله : ( لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الحَرَامِ ، ومَسْجِدِي هَذَا ، والْمَسْجِدِ الأَقْصَى ) - 14 - فمعناه أن لا تشد الرحال إلى مسجد لأجل تعظيمه والصلاة فيه ، إلا إلى المساجد الثلاثة فإنها تُشد الرحال إليها لتعظيمها والصلاة فيها ، وهذا التقدير لا بد منه ، ولو لم يكن التقدير هكذا ، لاقتضى منع شد الرحال للحج ، والهجرة من دار الكفر ، ولطلب العلم ، وتجارة الدنيا وغير ذلك . ولا يقول بذلك أحد ) - 15 -
    وذكر دحلان الأحاديث في وجوب زيارة القبر النبوي ، .... ثم قال : ( فتلك الأحاديث كلها في تأكيد زيارته صلى الله عليه وسلم حيًّا وميتًا ، والزيارة شاملة للسفر؛ لأنها تستدعي الانتقال من مكان الزائر إلى مكان المَزُور ، وإذا كانت كل زيارة قُربةً ، كان كلُّ سَفَرٍ إليها قربةً ) - 16 -

    *** خصص السمنودي بابًا في الكلام على إثبات مشروعية التمسح بالقبور ، وتقبيلها وكسوتها ، وجعل توابيت أو قباب أو عمائم لها ، وأعمال المولد للأنبياء ، والأولياء - 17 -
    وقد تحدث السمنودي عن البناء على القبور، فأشار إلى حديث أبي الهياج قَالَ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : ( أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ أَلَّا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ ) - 18 - قائلًا : ( لم يرد تسويته بالأرض ، وإنما أراد تسطيحه جمعًا بين الأخبار .… كما أن ذلك كان في قبور عظماء المشركين محوًا لآثار ما كانت تفعله الجاهلية … فلا حجة فيه للوهّابية ، وإلا لكان التسنيم والتسطيح ممنوعين ، وقد علمت أنهما مشروعان ) - 19 -

    *** و ينادي محمد علي الأوردبادي و يقول :

    ( طرقت الإسلام تلك الداهية الفادحة ، والفاجعة المبرحة ، مفرِّقة الكلمة ومضعضعة أركان الجامعة ، ومشوشة أمر الأمة ، ومضيعة الحرمة ، ألا وهي فادحة هدم القباب ) - 20 -
    ويدعي الأوردبادي أن معنى اتخاذ القبور مساجد ، هو السجود على القبور فقط ؛ لأن المسلمين لم يتخذوا القبور كالمساجد الشرعية - 21 -

    ويتعجب الأوردباي فيقول : ( ويا للعجب فإن العدوان بهدم القباب الشرعية لم يكن إلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرمه المدينة المنورة ) - 22 -
    ويقول : ( وهل يستطيع مسلم أن ينكر المقام العظيم في الإسلام لهؤلاء الذين هُتكت حُرمتُهم بهدم القباب التي بناها المسلمون معاونة لزوارهم على البرّ واستدامة لزيارتهم ، واستكثارًا من تلاوة القرآن ، وذكر الله عند مراقدهم ) - 23 -

    *** ويطعن حسن خزبك في الشيخ الإمام فيقول : ( وكذا تنقيصه الرسل ، والأنبياء ، والأولياء ، وهدم قببهم ، بل ونبش قبورهم ) - 24 -

    *** ويورد محمد الطاهر يوسف دليلًا لهم على شدّ الرحال لزيارة القبور ، فيقول: ( نحن نستدل على شد الرحال على سبيل الوجوب أو الندب لأماكن دون المساجد الثلاثة بشد الرحال للتجارة الشرعية ، وطلب العلم الشرعي ، والمقابر ، وللإخوان المؤمنين أحياءً وأمواتًا ، ولا سيما قبر نبينا صلى الله عليه وسلم ، وجميع الأنبياء والرسل والصحابة والأولياء والصالحين والشهداء ) - 25 -

    *********************************
    الهوامش :


    1 - نقلًا عن : ابن غنام ، روضة الأفكار ، ج 1 ، ص 112.
    2 - الكهف ، الاية 21 .
    3 - (المنح الإلهية) ، ق 58.
    4 - المصدر السابق ، ق 56 - 60.
    5 - أخرجه البخاري ، ج 2 ، ص 60 ، ح 1188 *** ومسلم ، ج 2 ، ص 1014 ، ح 1397 .
    6 - كشف النقاب ، ص 21.
    7 - كشف النقاب ، ص 90 .
    8 - سيأتي إيراد نص هذا الحديث.
    9 - كشف النقاب ، ص 105.
    10 - كشف النقاب ، ص 107.
    11 - كشف النقاب ، ص 118.
    12 - الدرر السنية في الرد على الوهابية ، ص 5 .
    13 - المرجع السابق ، نفس الصفحة .
    14 - سبق تخريجه .
    15 - الدرر السنية ، ص 5 .
    16 - الدرر السنية ، ص 4 ، 5 باختصار . وقد ذكر دحلان في كتابه ( خلاصة الكلام ) ، ص 278 ما حدث سنة 1218هـ حيث إن ( الأمير سعود بن عبد العزيز قد أمر بهدم القباب ، فهدموا أولًا ما في المعلى من القبب ، فكانت كثيرة ، ثم هدموا قبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومولد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ومولد سيدنا علي رضي الله عنه ، وقبة السيدة خديجة رضي الله عنها ) .
    17 - انظر سعادة الدارين ، ج 2 ، ص 59 .
    18 - أخرجه مسلم ، ج 2 ، ص 666 ، ح 969 .
    19 - سعادة الدارين ، ج 2 ، ص 71 . وانظر : جوابه عن حديث ( لا تُشد الرحال … ) في كتابه (سعادة الدارين) ، ج 1 ، ص120 .
    20 - رسالة في الرد على الوهابية ، ص 9 .
    21 - المرجع السابق ، ص 4 .
    22 - المرجع السابق ، ص 6.
    23 - انظر : رسالة في نقض فتاوى الوهابية ، ص 9 - 17.
    24 - الإمام محمد بن عبد الوهاب وهدم القباب على القبور ، موقع الأثار ، بتصرف .
    25 - نفس المصدر السابق .


  • #2
    الأخ الفاضل العباس اكرمني . عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى تفجير الزمر الوهابية الداعشية المجرمة لقبة الإمامين العسكريين (عليهما السلام) . وأحسنتم وأجدتم على كتابة ونشر هذا الموضوع القيم . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X