تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتجه أئمة أهل البيت ع بعد واقعة كربلاء إلى تربية واعداد أتباعهم بالرغم من قلتهم، وكان التركيز على النخبة منهم، وذلك لينشروا علم أهل البيت ع، فلا يمكن أن يبدأ الإصلاح بتغيير رأس الهرم، مع قلة الأنصار الأوفياء ، خاصة وأن الأمة كانت على نهج الطغاة آنذاك، ونتيجة تفرغ الأئمة لنشر العلم وحفظ الرسالة، صنف أصحابهم ألاف الكتب في مختلف العلوم الإسلامية، حتى كتب بعضهم في الكيمياء والعلوم الأخرى، فكانت الثورة العلمية التي أسسها الأئمة عليهم السلام أنجع وأكثر فائدة وأبلغ أثرا، من الثورات الحربية التي قامت آنذاك .
إن التغيير الصحيح هو الذي يكون في توعية المجتمع وفق النهج السليم، وارشاده لتوحيد خالقه الذي ينبثق عنه رفض كل الطغاة والظلم، ولقد سعى الأئمة لثبيت قواعد الإسلام الأصيلة في النفوس، وأدرك حكام زمنهم خطر ما يقوم به هؤلاء الأئمة وتلاميذهم على عروشهم، فقتلوهم، بالرغم من عدم قيام هؤلاء الأئمة بحمل السلاخ ضدهم أو تجييش الناس لحربهم، إن الباحث في سيرة الأئمة من بعد الحسين ع، يلحظ بعدهم عن أكثر الحركات الثورية التي قامت، بل ومقاطعتهم لها، ليس كرها بالجهاد ـــ حاشاهم ــــ ولكن لأنهم أعلم بظروف المرحلة، وعدم نجاحها كما أخبروا قادة تلك الثورات أكثر من مرة.
راسل عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي وعلماء البصرة والكوفة الإمام السجاد ليكون زعيما وإماما لثورتهم التي قامت ضد الحجاج والأمويين، فامتنع الإمام ورفض ذلك بالرغم من أنه اجتمع لديه مائة ألف من المقاتلين !!
راجع مثلا الحدائق الوردية ، لحميد بن أحمد المحلي، ج1 ص 267 .
قال ابو العباس في المصابيح ج1 ص 343 : ( أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان البجلي بإسناده عن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن مبدأ بيعة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي ولاَّه الحجاج سجستان، فسار إليه في جيش عظيم حتى اجتمع له ثلاثون ألفاً، فخلع عبد الملك والحجاج وهّمَّ بأن يدعو إلى نفسه، فقال له من معه من علماء الكوفة والبصرة: هذا أمر لا يلتئم إلاّ برجل من قريش، فراسلوا علي بن الحسين والحسن بن الحسن، فأما علي بن الحسين فامتنع ...)
على الرغم من توفر العدد الكبير الذي يمكن به مجاهدة الظالمين امتنع الإمام علي بن الحسين وهو سيد العترة في زمانه، امتنع عن القيام بثورة ضد بني أمية.
قد يتصور البعض إن الإمام عليه السلام كان تاركا للأمر بالمعروف ، ولكن هذا خلط ، فالإمام أعرف بواجبه ، فهو الإمام المعصوم في اعتقادنا. روى ابن سعد ، قال : ( أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب قال حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي عن علي بن الحسين قال التارك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاة قيل وما تقاته قال يخاف جبارا عنيدا يخاف أن يفرط عليه أو أن يطغى)
الطبقات الكبرى ، ج 5 - ص 213 – 214، ورواها أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ، ج 3 - ص 140
وروى الشيخ الطوسي قال : ( محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن موسى الخشاب عن أبي طاهر الوراق عن ربيع بن سليمان الخزاز عن رجل عن أبي حمزة الثمالي قال : قال رجل لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) أقبلت على الحج وتركت الجهاد فوجدت الحج ألين عليك ؟ ! والله يقول : ( ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) الآية قال : فقال علي بن الحسين عليهما السلام اقرأ ما بعدها قال : فقرأ ( التائبون العابدون الحامدون ) إلى قوله : ( والحافظون لحدود الله ) قال : فقال علي بن الحسين عليهما السلام : إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئا)
تهذيب الأحكام ، ج 6 - ص 134
على هذا النهج سار بقية الائمة عليهم السلام فلم يشاركوا في ثورات زمانهم، ولا دعوا لأنفسهم بالإمامة، لعلمهم بأن ملك بني أمية ومن بعدهم ملك بني العباس سيتطاول ويمتد لمئات السنين !
لقد تفرغ أئمة الآل لقيادة اتباعهم في حرب صامتة ناعمة، أدت لقتلهم على يد حكام زمانهم، لكنها أنتجت تراثا ضخما جدا لا يوجد مثيلا له لدى الآخرين، هذا بالرغم من توفير الحكام لهم كل مستلزمات التوثيق والتصنيف .
وللمثال : فإن أحاديث الأحكام لدى جمهور المسلمين لا تتعدى خمسمائة حديث فيها الصحيح وغيره، بينما هي في وسائل الشيعة للحر العاملي ثم مستدرك الوسائل وخاتمته تزيد على خمسين ألف حديث !!
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتجه أئمة أهل البيت ع بعد واقعة كربلاء إلى تربية واعداد أتباعهم بالرغم من قلتهم، وكان التركيز على النخبة منهم، وذلك لينشروا علم أهل البيت ع، فلا يمكن أن يبدأ الإصلاح بتغيير رأس الهرم، مع قلة الأنصار الأوفياء ، خاصة وأن الأمة كانت على نهج الطغاة آنذاك، ونتيجة تفرغ الأئمة لنشر العلم وحفظ الرسالة، صنف أصحابهم ألاف الكتب في مختلف العلوم الإسلامية، حتى كتب بعضهم في الكيمياء والعلوم الأخرى، فكانت الثورة العلمية التي أسسها الأئمة عليهم السلام أنجع وأكثر فائدة وأبلغ أثرا، من الثورات الحربية التي قامت آنذاك .
إن التغيير الصحيح هو الذي يكون في توعية المجتمع وفق النهج السليم، وارشاده لتوحيد خالقه الذي ينبثق عنه رفض كل الطغاة والظلم، ولقد سعى الأئمة لثبيت قواعد الإسلام الأصيلة في النفوس، وأدرك حكام زمنهم خطر ما يقوم به هؤلاء الأئمة وتلاميذهم على عروشهم، فقتلوهم، بالرغم من عدم قيام هؤلاء الأئمة بحمل السلاخ ضدهم أو تجييش الناس لحربهم، إن الباحث في سيرة الأئمة من بعد الحسين ع، يلحظ بعدهم عن أكثر الحركات الثورية التي قامت، بل ومقاطعتهم لها، ليس كرها بالجهاد ـــ حاشاهم ــــ ولكن لأنهم أعلم بظروف المرحلة، وعدم نجاحها كما أخبروا قادة تلك الثورات أكثر من مرة.
راسل عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي وعلماء البصرة والكوفة الإمام السجاد ليكون زعيما وإماما لثورتهم التي قامت ضد الحجاج والأمويين، فامتنع الإمام ورفض ذلك بالرغم من أنه اجتمع لديه مائة ألف من المقاتلين !!
راجع مثلا الحدائق الوردية ، لحميد بن أحمد المحلي، ج1 ص 267 .
قال ابو العباس في المصابيح ج1 ص 343 : ( أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان البجلي بإسناده عن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن مبدأ بيعة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي ولاَّه الحجاج سجستان، فسار إليه في جيش عظيم حتى اجتمع له ثلاثون ألفاً، فخلع عبد الملك والحجاج وهّمَّ بأن يدعو إلى نفسه، فقال له من معه من علماء الكوفة والبصرة: هذا أمر لا يلتئم إلاّ برجل من قريش، فراسلوا علي بن الحسين والحسن بن الحسن، فأما علي بن الحسين فامتنع ...)
على الرغم من توفر العدد الكبير الذي يمكن به مجاهدة الظالمين امتنع الإمام علي بن الحسين وهو سيد العترة في زمانه، امتنع عن القيام بثورة ضد بني أمية.
قد يتصور البعض إن الإمام عليه السلام كان تاركا للأمر بالمعروف ، ولكن هذا خلط ، فالإمام أعرف بواجبه ، فهو الإمام المعصوم في اعتقادنا. روى ابن سعد ، قال : ( أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب قال حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي عن علي بن الحسين قال التارك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاة قيل وما تقاته قال يخاف جبارا عنيدا يخاف أن يفرط عليه أو أن يطغى)
الطبقات الكبرى ، ج 5 - ص 213 – 214، ورواها أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ، ج 3 - ص 140
وروى الشيخ الطوسي قال : ( محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن موسى الخشاب عن أبي طاهر الوراق عن ربيع بن سليمان الخزاز عن رجل عن أبي حمزة الثمالي قال : قال رجل لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) أقبلت على الحج وتركت الجهاد فوجدت الحج ألين عليك ؟ ! والله يقول : ( ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) الآية قال : فقال علي بن الحسين عليهما السلام اقرأ ما بعدها قال : فقرأ ( التائبون العابدون الحامدون ) إلى قوله : ( والحافظون لحدود الله ) قال : فقال علي بن الحسين عليهما السلام : إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئا)
تهذيب الأحكام ، ج 6 - ص 134
على هذا النهج سار بقية الائمة عليهم السلام فلم يشاركوا في ثورات زمانهم، ولا دعوا لأنفسهم بالإمامة، لعلمهم بأن ملك بني أمية ومن بعدهم ملك بني العباس سيتطاول ويمتد لمئات السنين !
لقد تفرغ أئمة الآل لقيادة اتباعهم في حرب صامتة ناعمة، أدت لقتلهم على يد حكام زمانهم، لكنها أنتجت تراثا ضخما جدا لا يوجد مثيلا له لدى الآخرين، هذا بالرغم من توفير الحكام لهم كل مستلزمات التوثيق والتصنيف .
وللمثال : فإن أحاديث الأحكام لدى جمهور المسلمين لا تتعدى خمسمائة حديث فيها الصحيح وغيره، بينما هي في وسائل الشيعة للحر العاملي ثم مستدرك الوسائل وخاتمته تزيد على خمسين ألف حديث !!