السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
🍃🕊🍃🕊🍃🕊🍃🕊🍃
من الذي لا يعرف جبل الصبر؟، وصاحبة أنبل شخصية، وأقوى صوت إعلامي في زمانها، إنها زينب الحوراء، أو زينب الكبرى، عايشت واقعة الطف وأحداثها لحظة بلحظة وحادثة بحادثة، وتصدت لمسؤولية قيادة الركب الحسيني الشريف بعد استشهاد أخيها الحسين بن علي (عليهما السلام)، وبسبب قوة حجّتها وصلابة شخصيتها وإيمانها العظيم بما خرج إليه أخوها أبو عبد الله سيد الشهداء، استطاعت أن تصل بصوتهِ عليه السلام إلى أبعد نقطة في العالم.
فأي علمٍ ذلك الذي ميّزها عن غيرها، وأي قوة روحية تلك التي منحتها القدرة على إلحاق الهزيمة المعنوية والمنطقية ليزيد في عقر داره، وهي صاحبة الخطبة الشهيرة التي قالت فيها ليزيد: (فكدْ كيدكَ واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد).
أية بلاغة هذه التي جعلت أعلى رجل في السلطة الأموية يشعر بالعار والانحطاط والصغِر، وأية شجاعة تتميز بها زينب وهي تدافع عن إحقاق الحق، وتلحق أشنع الهزائم بالباطل، ولقد كانت العقيلة مسؤولة ععن الركب الحسيني (النساء والأطفال وغيرهم) من لحظة انطلاق أخيها الحسين (عليه السلام) من الحجاز، حتى عودتها إلى الكوفة والحجاز من الشام، ولا يزال التاريخ والحاضر يتحدثان عن هذا الصوت العظيم بكل الإجلال والدهشة، فمثل هذه المواقف والمسؤوليات الجليلة لا يتمكن منها إلا من ينتمي إلى الدوحة المحمدية وينهل منها علومه وقوة شخصيته ونبله، وهذا ما كان لزينب الحوراء عليها السلام، وهو الذي أعدّها لمهمة الطف الاستثنائية.
✋إن (زينب عليها السلام هي التي أوصلت صوت الإمام الحسين عليه السلام إلى العالم أجمع).
إن جميع الدلائل المستقاة من شخصية السيدة زينب الحوراء تؤكد بأن الله تعالى وهبها الكثير من الملَكات والصفات والمواهب التي جعلت منها (جبلا من الصبر)، وأيقونة متفردة للبلاغة وعمق المعاني وجزالة اللغة، بحيث كان تأثيرها في مجلس يزيد اثناء إلقائها لخطبتها الشهيرة، كالزلزال الذي هزّ أركان الباطل، وبنفس مقدر الذل والصِغر والاحتقار الذي أنزلته بـ يزيد وزبانيته، فهي بكلامها وخطباها الدقيق الواثق أقنعت الجميع وجعلتهم يعرفون مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبوه بتأييدهم للطاغية الصغير الذي ارتكب ما لم يرتكبه غيره في إلحاق الأذى برسول الأمة وبذريته المتمثلة بسبطه الإمام الحسين وذويه عليهم أفضل الصلاة والسلام.
✍لقد (كانت السيدة زينب عليها السلام تملك مرتبة عالية من الذكاء الفطري، بالإضافة إلى مواهبها الإلهية وعلمها الرباني، وقد حفظت خطبة أمها فاطمة الزهراء عليها السلام في المسجد النبوي الشريف وعمرها حينذاك ما يقارب الخمس سنوات).
✍📚✍📚✍📚✍📚✍
حقيقة الارتباط بالله تعالى
إن الشخصية الفريدة التي تحلَّت بها السيدة زينب تعد من الشخصيات التي لا تتكرر في التاريخ، ومرد ذلك ليس المزايا الاعتيادية ولا الصفات الدارجة التي تُعرف في النساء، لذا فإن الدافع الأهم لقوة هذه الشخصية وصلابتها، وقدرتها على تحمّل الويلات والمصائب والخطوب الجسام، يعود إلى ارتباطها بالله تعالى، فما تعرضت له زينب عليها السلام من مسؤولية لا يمكن وصفها بكلمات أو صور، وما تصدّت له عليها السلام من مواقف كبرى، وما تحملته من مصاعب جمة على الصعيدين المعنوي والمادي، لا يمكن أن يعد من ضمن قدرات الإنسان العادية.
إنها عليها السلام استمدت قدراتها من الروح وليس من المادة، وشتان بين الاثنين الروح والمادة، وما أوسع الفوارق بينهما، فمن يستمد قوته وصلابته وقوة تحمله وصفاته من العمق الروحي غير ذلك الذي يستمد صفاته وقدراته من قدرات الجسم المادية، ولهذا قدمت السيدة زينب الحوراء دروسا لا تتكرر في الصبر والتحمل والشجاعة والأناة ورجاحة العقل وصلابة الموقف، والقدرة على فضح المكانة الزائفة للطاغوت الصغير يزيد.
(إن الشيء مهما كان كبيرا دنيويا، لا قيمة له.. فإنه يزول، والشيء مهما كان صغيرا إلا أنه إذا ارتبط بالله سبحانه وتعالى، فهو أكبر من كل كبير).
لكن في عالمنا الحالي تنال المادة اهتماما أكبر بكثير من الاهتمام بالروح، ومع أن عالمنا الآن تطغي عليه المادة بكل تفاصيله، إلا أن الروح تبقى صاحبة اليد العليا في تحقيق المعجزات، لهذا وُصفت الحوراء زينب بأنها (جبل الصبر)، واحتلت بجدارة مكانة الصوت (الإعلامي الحسيني) الذي قامت به في الثورة الحسينية على أفضل ما يمكن، جاعلة من الفكر الحسيني وما تعرض له ذرّية الرسول الأكرم (ص) متصدرا لصفحات التاريخ الإسلامي الصادق، وكل هذا جاء وفق ميزة الارتباط بالله التي منحت السيدة الحوراء القوة الروحية والمعنوية غير المحدودة
(إن العالم المادي، وإن كان ينال حاليا القسط الأكبر من الاهتمام، إلا أن المادة وحدها لا تكفي لملء فراغ الإنسان الذي خُلق من روح ومادة، ولذا نجد أنه كلما أوغلت الدنيا في المادية يبقى الإقبال على الروحانية والمعنوية أكبر).
اللهم صل على محمد وآل محمد
🍃🕊🍃🕊🍃🕊🍃🕊🍃
من الذي لا يعرف جبل الصبر؟، وصاحبة أنبل شخصية، وأقوى صوت إعلامي في زمانها، إنها زينب الحوراء، أو زينب الكبرى، عايشت واقعة الطف وأحداثها لحظة بلحظة وحادثة بحادثة، وتصدت لمسؤولية قيادة الركب الحسيني الشريف بعد استشهاد أخيها الحسين بن علي (عليهما السلام)، وبسبب قوة حجّتها وصلابة شخصيتها وإيمانها العظيم بما خرج إليه أخوها أبو عبد الله سيد الشهداء، استطاعت أن تصل بصوتهِ عليه السلام إلى أبعد نقطة في العالم.
فأي علمٍ ذلك الذي ميّزها عن غيرها، وأي قوة روحية تلك التي منحتها القدرة على إلحاق الهزيمة المعنوية والمنطقية ليزيد في عقر داره، وهي صاحبة الخطبة الشهيرة التي قالت فيها ليزيد: (فكدْ كيدكَ واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد).
أية بلاغة هذه التي جعلت أعلى رجل في السلطة الأموية يشعر بالعار والانحطاط والصغِر، وأية شجاعة تتميز بها زينب وهي تدافع عن إحقاق الحق، وتلحق أشنع الهزائم بالباطل، ولقد كانت العقيلة مسؤولة ععن الركب الحسيني (النساء والأطفال وغيرهم) من لحظة انطلاق أخيها الحسين (عليه السلام) من الحجاز، حتى عودتها إلى الكوفة والحجاز من الشام، ولا يزال التاريخ والحاضر يتحدثان عن هذا الصوت العظيم بكل الإجلال والدهشة، فمثل هذه المواقف والمسؤوليات الجليلة لا يتمكن منها إلا من ينتمي إلى الدوحة المحمدية وينهل منها علومه وقوة شخصيته ونبله، وهذا ما كان لزينب الحوراء عليها السلام، وهو الذي أعدّها لمهمة الطف الاستثنائية.
✋إن (زينب عليها السلام هي التي أوصلت صوت الإمام الحسين عليه السلام إلى العالم أجمع).
إن جميع الدلائل المستقاة من شخصية السيدة زينب الحوراء تؤكد بأن الله تعالى وهبها الكثير من الملَكات والصفات والمواهب التي جعلت منها (جبلا من الصبر)، وأيقونة متفردة للبلاغة وعمق المعاني وجزالة اللغة، بحيث كان تأثيرها في مجلس يزيد اثناء إلقائها لخطبتها الشهيرة، كالزلزال الذي هزّ أركان الباطل، وبنفس مقدر الذل والصِغر والاحتقار الذي أنزلته بـ يزيد وزبانيته، فهي بكلامها وخطباها الدقيق الواثق أقنعت الجميع وجعلتهم يعرفون مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبوه بتأييدهم للطاغية الصغير الذي ارتكب ما لم يرتكبه غيره في إلحاق الأذى برسول الأمة وبذريته المتمثلة بسبطه الإمام الحسين وذويه عليهم أفضل الصلاة والسلام.
✍لقد (كانت السيدة زينب عليها السلام تملك مرتبة عالية من الذكاء الفطري، بالإضافة إلى مواهبها الإلهية وعلمها الرباني، وقد حفظت خطبة أمها فاطمة الزهراء عليها السلام في المسجد النبوي الشريف وعمرها حينذاك ما يقارب الخمس سنوات).
✍📚✍📚✍📚✍📚✍
حقيقة الارتباط بالله تعالى
إن الشخصية الفريدة التي تحلَّت بها السيدة زينب تعد من الشخصيات التي لا تتكرر في التاريخ، ومرد ذلك ليس المزايا الاعتيادية ولا الصفات الدارجة التي تُعرف في النساء، لذا فإن الدافع الأهم لقوة هذه الشخصية وصلابتها، وقدرتها على تحمّل الويلات والمصائب والخطوب الجسام، يعود إلى ارتباطها بالله تعالى، فما تعرضت له زينب عليها السلام من مسؤولية لا يمكن وصفها بكلمات أو صور، وما تصدّت له عليها السلام من مواقف كبرى، وما تحملته من مصاعب جمة على الصعيدين المعنوي والمادي، لا يمكن أن يعد من ضمن قدرات الإنسان العادية.
إنها عليها السلام استمدت قدراتها من الروح وليس من المادة، وشتان بين الاثنين الروح والمادة، وما أوسع الفوارق بينهما، فمن يستمد قوته وصلابته وقوة تحمله وصفاته من العمق الروحي غير ذلك الذي يستمد صفاته وقدراته من قدرات الجسم المادية، ولهذا قدمت السيدة زينب الحوراء دروسا لا تتكرر في الصبر والتحمل والشجاعة والأناة ورجاحة العقل وصلابة الموقف، والقدرة على فضح المكانة الزائفة للطاغوت الصغير يزيد.
(إن الشيء مهما كان كبيرا دنيويا، لا قيمة له.. فإنه يزول، والشيء مهما كان صغيرا إلا أنه إذا ارتبط بالله سبحانه وتعالى، فهو أكبر من كل كبير).
لكن في عالمنا الحالي تنال المادة اهتماما أكبر بكثير من الاهتمام بالروح، ومع أن عالمنا الآن تطغي عليه المادة بكل تفاصيله، إلا أن الروح تبقى صاحبة اليد العليا في تحقيق المعجزات، لهذا وُصفت الحوراء زينب بأنها (جبل الصبر)، واحتلت بجدارة مكانة الصوت (الإعلامي الحسيني) الذي قامت به في الثورة الحسينية على أفضل ما يمكن، جاعلة من الفكر الحسيني وما تعرض له ذرّية الرسول الأكرم (ص) متصدرا لصفحات التاريخ الإسلامي الصادق، وكل هذا جاء وفق ميزة الارتباط بالله التي منحت السيدة الحوراء القوة الروحية والمعنوية غير المحدودة
(إن العالم المادي، وإن كان ينال حاليا القسط الأكبر من الاهتمام، إلا أن المادة وحدها لا تكفي لملء فراغ الإنسان الذي خُلق من روح ومادة، ولذا نجد أنه كلما أوغلت الدنيا في المادية يبقى الإقبال على الروحانية والمعنوية أكبر).
تعليق