اللهم صل على محمد وآل محمد
مِن الحكمة أنْ يكون العاقل معتدلاً في محبّة الأصدقاء والثقة بهم والركون إليهم دون إسرافٍ أو مغالاة، فلا يصحّ الإفراط في الاطمئنان إليهم واطلاعهم على ما يخشى إفشاءه من إسراره وخفاياه.
فقد يرتدّ الصديق ويغدو عدوّاً لدوداً، فيكون آنذاك أشدّ خطَراً وأعظم ضرَراً مِن الخصوم والأعداء.
وقد حذّرت وصايا أهل البيت [عليهم السلام] وأقوال الحكماء والأدباء، نظماً ونثراً مِن ذلك:
قال أمير المؤمنين [عليه السلام] : ( أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أنْ يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما، عسى أنْ يكون حبيبك يوماً ما ). وقال الصادق [عليه السلام] لبعض أصحابه: ( لا تُطلِع صديقك مِن سرِّك، إلاّ على ما لو اطّلع عليه عدوّك لم يضرّك فإنّ الصديق قد يكون عدوّك يوماً ما ). ______________________________
السيد مهدي الصدر [طاب ثراه]
أخلاق اهل البيت [عليهم السلام].