بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ولاريب انها حقيقة ورثت امها السيدة الزهراء في عفتها وفي خدرها. كما تشير بعض الروايات انها لما اقبل رجل اعمى وكان يسأل فأحتجبت عنه الزهراء (سلام الله عليها) فسألها النبي (صلى الله عليه وآله) وهو العارف والعالم لم احتجبت عنه وهو اعمى قالت يا ابه ان كان لايراني فإني اراه ثم يشم الريح يعني الى هذه الدرجة عفاف الزهراء، سبحان الله ورثت زينب (سلام الله عليها) من أمها هذا العفاف فعن يحيى المازني انه قال: جاورت امير المؤمنين ثلاثين سنة فوالله ما رأيت لسيدتي ومولاتي زينب شخصاً وما سمعت لها صوتاً ليس فقط قضية الرؤية لا بل حتى الكلام يعني نتيجة العفة والالتزام- وكانت اذا ارادت الخروج الى زيارة قبر جدها رسول الله (صلى الله علهي وآله) تخرج ليلاً وأمامها أمير المؤمنين وعن يمنها الإمام الحسن والى شمالها الحسين مع ذلك يقول امير المؤمنين يسبقنا الحسن ويطفيء القناديل فسألت لماذا يا ابت تطفيء ضوء القناديل قال: اني اخشى ان يطلع احد الى ظل اختك زنيب. يعني الى هذا المستوى من العفاف والعفة وفعلاً ان عفة المرأة من جملة الاشياء الاخلاقية للمرأة التي ينبغي للمرأة المسلمةان تحذو وتقتدي بالحوراء زينب (سلام الله عليها) ولكن عند التكليف وحينما يقتضي الواجب الشرعي ان تقول كلمة الحق وقد تستوجب ان تقف بين يدي ظالم او ماشابه ذلك لتلقي عليه الحجة فهنا هي في منتهى العفة لكن من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحجة كما خرجت أمها الزهراء (سلام الله عليها) حينما غصب حقها واقبلت وكما يصف الرواة انها لبست ملابسها واقبلت تطيء ذيولها ما تحزم مشيتها مشية الرسول فنيطت دون ملاءة فخطبت تلك الخطبة المعروفة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) وكانت السيدة زينب صغيرة عمرها خمس سنوات في ذلك الوقت وكانت مع امها وهي التي نقلت لنا وان دل على شيء يدل على قوة الضبط والحافظة وطهارة النفس والقلب الذي كان عند الحوراء زينب (سلام الله عليها) بحيث مرة واحدة سمعت هذه الخطبة حفظتها عن ظهر قلب ونقلتها وروتها لنا كما ورد في بلاغات النساء وغيره اذن عفاف السيدة زينب (سلام الله عليها) لا يمنع ان تقف بين يدي يزيد لتقيم الحجة على يزيد وتدافع عن الاسلام.
هذا ما كانت عليه زينب ابنة علي وفاطمة من الجلال والعفاف، ولكنها - وهي الغيورة على الرسالة- وقد رأت دين الاسلام في مهب المخاطر من التحريف والتشويه والتضييع، فنهضت مع اخيها الحسين الى كربلاء، يحيط بها اخوتها واولادها وبنو اخوتها، لتشهد تلك الواقعة العظمى، وتنقل الى التاريخ ما جرى على آل الرسول من الفجائع، ولتكمل مسيرة امام زمانها، ناهضةً بتلك الاعباء الثقيلة والمهمات الجسيمة، ومتحملةً بصبرها كل عناء وألم وحزن وقسوة، وكان من ذلك الاسر المرير وهي حفيدة المصطفى رسول الله وخاتم الانبياء. وكان من ذلك ان تبرز يوم عاشوراء، وتخطب في مجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة، وفي مجلس يزيد بن معاوية في الشام... وهي بذلك الجلال المحمدي، والبيان العلوي، والعفاف الفاطمي... انها زينب كعبة الأحزان:
فكم من خطوب ألمت بها
وكم من جروح بها باليه
بكتك دماً يا ابنة المرتضى
مدامع شيعتك الجاريه
أتسبين في كربلا جهرةً
وما لك في نسوة ثانيه!
ويا خفراً اشبهت بالوصي
وبنتاً لأخلاقه حاكيه
ففيك سجاياه قد أشرقت
وفيك شمائله زاهيه
فيا بضعة المصطفى والبتول
وكم لك من نكبة داهيه
فيوماً تزورين قبر النبي
على طخية الليلة الداجيه
يحف بك المرتضى حيدر
وشبلاه في الدجنة الغاشيه
فيخمد مصباح قبر النبي
أبوك لكي لا تري باديه
ويوماً تهاجمك الخيل في المخيم كالأسبع الضاريه.
فمن سالب لبنات الرسول
ومن نازع القرط للجاريه
ومن ضارب ليتامى الحسين
فتباً لأيديهم الجانيه
أتنسى رزاياك في كربلاء
ومالك في الرزء من ثانيه!