إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قل... هو الحسين..!! وكفى.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قل... هو الحسين..!! وكفى.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    هذا العالم كله في لحظة صبر الحسين، ووجع الحسين، ودم الحسين يغمره الحزن، يفيض بالصبر الأخير للحسين قبل الصعود لله مظلوما شهيدا، وبالرضا الأخير.. «اللهم إن كان هذا يُرضيك فخذ حتى ترضى»..!

    وبيقين إبراهيم.. وهو يفري سكينه إلى أبنه إسماعيل..! لقد تم للحسين ما لم يتم إلى جده، خليل الله إبراهيم..! حين رأى نحر رضيعه عبد الله وهو فوق يديه. «اللهم لا يكن هذا الرضيع.. أهون عليك من فصيل ناقة صالح..» هذا قربان آل بيت محمد فتقبله الله منهم.. بقبول حسن..!.

    تم ميقات البلاء.. تم إستدارة الكون على الطهر والنبع.. وصدق اليقين، وتمام الإخلاص، وهذا الميراث العظيم من سلالة الأنبياء والأصفياء والطاهرين.. من لدن حزن أدم.. وقد تنزل من جنات النعيم... وحزن موسى وقد توجس خائفا يترقب.. خارجا يبحث عن ملاذ..! حزن يعقوب.. وقد تجلت على قلبه سنين الفقد قبل نزولها، وسنين الحرمان من يوسف قبل تحققه.. وسنين البكاء عليه ثلاثين حولا دون أن يعود، إلا بقية من رجاء العودة قبل الرحيل وقد استحكم عليه منافذ النور وغشي البصر ظلمة مستدامة..!. حزن يحى بن زكريا.. وهو يسبل اليدين، ويغمض جمال عينيه التين لم يرفعهما إلى السماء حياء من الله.. ربه الرحمن الرحيم.. حين أنبعج أول نافورة دم من عنقه الشريف. سلام الله عليه.. كان يباعد بين أنفاسه، ويطويها ويواريها.. خشية أن يفشل في إختبار الله له حتى أنفصل رأسه عن بدنه.. وغاب الحس..! وحضرت الروح والريحان.. كان رأسه هو المهر الذي طلبته بغيا من بغايا بني إسرائيل..!! لم ترغب أن يبقى يحيى حيا..! حيث لم يرفع إليها رأسه.. ولم ينظر إليها بعينه.. فضلا عن أن يستجيب إلى ما تدعوه إليه...!.

    إن لحظة حزن الحسين الوجودية هذه، التي تنصهر في العاشر من كل محرم «عاشوراء الحسين». حيث تلتقي قلوب المحبين له.. على لحظة صبره.. ولحظة حزنه.. ولحظة تجليه على ربه.. ولحظة الإخبات العظيم الذي لم يفارقه.. لم يتجرد منه.. لم يرجف جفنه بدونه.. ولم ينبض قلبه بنبضة واحدة دون أن يكون عامرا بها بتول فيها..!.

    هذا اللقاء بين الله والحسين..! حالة فريدة بحق.. وغريبة كل الغرابة..! كيف لهذا الإخلاص لله... بدرجاته.. عمقه.. ونوعه..! من الحسين لله..

    جعل الحسين الشهيد.. هذا الوتر في الخالدين.. لا يشفع.. لا يثنى.. لا يتكرر.. لا يتعدد..! كيف يبكي في هذا اليوم.. ملايين الخلق..؟ كيف تحزن عليه ملايين القلوب..! كيف يطعم من جوع ملايين البطون.. وهو الراحل جائعا..!! كيف يرتوي بالحسين ملايين البشر.. وهو العطشان حتى مضى...!!.

    إن المسافة بين الحسين وربه.. قصيرة كل القصر..! صغيرة حد سقوط حجاب ظلمة الدنيا، وحجابها، صورها، وما فيها..!

    «متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك..» الله حاضر لا يغيب في قلب الحسين..!!. وقبل لحظة الصبر ولحظة الحزن ولحظة تجليات الكرب العظيم.. والنظرات الحالمة، الحائرة، الصابرة، المتيقنة، المسلمة إلى باريها ومرسلها..!

    طلب أن يتركوه ليلته الأخيرة..!!

    ليكون له سفره الأخير، ونجواه.. وشغفه.. وشوقه.. وترقبه.. وحبه.. ووجله..!


    اصطفى الله الحسين به..!

    ليكون نموذج الذات البشرية التي.. تهب الله كل شيء..!! كل شيء..! حتى عبد الله الرضيع..! دون أن ينكسر في داخله خلجات السر.. أو. شعور بعدم الرضا.. أو السخط.. أو كراهة فعل الله به.. - خذ حتى ترضى -..!! هذا الذات وحدها..

    شاء الله أن يجعلها.. رغم كل قوى المنع.. كل أسباب الحظر..! رغم كل هذه السنين.. والأيام المتواليات.. كل هذا التكالب على جيفة الحياة الدنيا...! رغم بني أمية وبني مروان. وبني صدام التكريتي.. وما سبق وما لاحق..

    رغم كل شيء.. هبات الله للحسين.. لا يشبها هبات..! وعطايا الله للحسين.. لا يشبهها عطايا.. وكرم الله على الحسين لا يماثله كرم.. وشفاعة الحسين يوم القيامة.. تتسع.. تتطاول.. ترتفع.. صعودا.. ونزولا.. حتى تشمل العاجز والسقط والضعيف.. ممن أنا منهم.. لتغمرني.. وتشملني. بإذن الله تعالى. لكوني كتبت حرفا في الحسين.. وبكيت على حزن الحسين. وغمرني مرارة الوجع بحس رضيع ينحره سهم من حديد.. اللهم بحق آخر نفس من أنفاس الحسين.. ذاك النفس الذي حضره الملائكة والنبي محمد وروح القدس.. ذاك نفس حزنه.. وفرحه.. وسروره.. وكربه... وزواله ’ وصبره وارتفاعه، وجنته ونعيمه، والبلاء العظيم والفرج العظيم في آن!!!

    بحق هذا النفس الطاهر العظيم.. أحشرني مع الحسين.. وأنلني شفاعة الحسين.. في الدنيا والآخرة إنك سميع مجيب.. السلام على الحسين وآل الحسين أبدا.. ما بقيت وبقي الليل والنهار. قل لمن يسألك عن الحسين.. إنه الحسين.. وكفى..!!.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X