من الرابح ؟ الناجي بجسمه من الموت الظاهري ؟؟؟ أم الناجي بروحه من الموت الباطني ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
الموت نوعان موت باطني وموت ظاهري .
لانك قد تشاهد بعض الناس حيا و يمشي على الأرض ولا يعاني من أي مرض وعلة الا انه مريض النفس وميت الروح والباطن بسبب انشغاله بملذات الدنيا وزخرفها ومادياتها .
وقد تشاهد بعض الناس قد مات بالموت الظاهري وفارقت روحه جسده وغادر الحياة الدنيا الا انه حي بالحقيقة والواقع في دار الاخرة وذكره باق في دار الدنيا ايضا .
ومن هذا القبيل موت واستشهاد الامام الحسين (ع) وحياة يزيد ابن معاوية وبني امية (لعنهم الله جميعا) في ذلك الزمان .
فالامام الحسين (ع) حافظ على نفسه وسمى بروحه الى اعلى المراتب والمنازل والمقامات عند الله سبحانه وتعالى وان كان قد ضحى وفدى بجسده الشريف قربانا وثمنا للوصول لتلك المراتب العالية التي لاتنال الا بالشهادة التي من وفق لها كان حيا بالحقيقة والواقع لا ميتا - وان كان ميتا بحسب الظاهر - .
واشار الامام الحسين (ع) الى ذلك عند حديثه عن الحياة والموت بقوله : ( .... فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً - 1 - ) - 2 -
اما يزيد واتباعه فقد اقبلوا على الدنيا وملذاتها وزخرفها وزينتها فسلمت ابدانهم من الموت الظاهري لكن ماتت نفسوهم واظلمت واسودت ارواحهم الباطنية قبل موت و استشهاد الامام الحسين (ع) .
نعم صدق الشاعر حينما قال :
يا خادم الجسـم كـم تسعـى لخدمتـه *** أتطلـب الـربـح فيـمـا فـيـه خـسـران .
أقبل على النفس واستعمل - 3 - فضائلها *** فأنـت بالنـفـس لا بالجـسـم إنـسـان .
دع الـفـؤاد عــن الدنـيـا وزخـرفـهـا *** فصفـوهـا كــدر والـوصـل هـجــران .
فالامام الحسين (ع) عاش بقتله الظاهري وبقي ذكره واحيى نفسه و الدين و الإنسانية باستشهاده .
اما يزيد واعوانه لعنهم الله فقتل نفسه الباطنية ومات ذكره قبل ان يموت جسده .
فدم الحسين (ع) انتصر على سيف يزيد لعنه الله والإنسانية التي احياها الامام الحسين (ع) انتصرت على القوى الحيوانية والشهوانية التي احياها يزيد لعنه الله تعالى .
**********************
الهوامش :
1 – البَرَمُ : هو الأمر الممل أو الأمر الذي لا يطاق ، وهو الضجر والسآمة والملالة حيث لا مكان للعيش مع الظالمين .
2 - المصدر : اللهوف في قتلى الطفوف ، ص 48.
3 – وفي بعض الابيات (واستكمل فضائلها) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
الموت نوعان موت باطني وموت ظاهري .
لانك قد تشاهد بعض الناس حيا و يمشي على الأرض ولا يعاني من أي مرض وعلة الا انه مريض النفس وميت الروح والباطن بسبب انشغاله بملذات الدنيا وزخرفها ومادياتها .
وقد تشاهد بعض الناس قد مات بالموت الظاهري وفارقت روحه جسده وغادر الحياة الدنيا الا انه حي بالحقيقة والواقع في دار الاخرة وذكره باق في دار الدنيا ايضا .
ومن هذا القبيل موت واستشهاد الامام الحسين (ع) وحياة يزيد ابن معاوية وبني امية (لعنهم الله جميعا) في ذلك الزمان .
فالامام الحسين (ع) حافظ على نفسه وسمى بروحه الى اعلى المراتب والمنازل والمقامات عند الله سبحانه وتعالى وان كان قد ضحى وفدى بجسده الشريف قربانا وثمنا للوصول لتلك المراتب العالية التي لاتنال الا بالشهادة التي من وفق لها كان حيا بالحقيقة والواقع لا ميتا - وان كان ميتا بحسب الظاهر - .
واشار الامام الحسين (ع) الى ذلك عند حديثه عن الحياة والموت بقوله : ( .... فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً - 1 - ) - 2 -
اما يزيد واتباعه فقد اقبلوا على الدنيا وملذاتها وزخرفها وزينتها فسلمت ابدانهم من الموت الظاهري لكن ماتت نفسوهم واظلمت واسودت ارواحهم الباطنية قبل موت و استشهاد الامام الحسين (ع) .
نعم صدق الشاعر حينما قال :
يا خادم الجسـم كـم تسعـى لخدمتـه *** أتطلـب الـربـح فيـمـا فـيـه خـسـران .
أقبل على النفس واستعمل - 3 - فضائلها *** فأنـت بالنـفـس لا بالجـسـم إنـسـان .
دع الـفـؤاد عــن الدنـيـا وزخـرفـهـا *** فصفـوهـا كــدر والـوصـل هـجــران .
فالامام الحسين (ع) عاش بقتله الظاهري وبقي ذكره واحيى نفسه و الدين و الإنسانية باستشهاده .
اما يزيد واعوانه لعنهم الله فقتل نفسه الباطنية ومات ذكره قبل ان يموت جسده .
فدم الحسين (ع) انتصر على سيف يزيد لعنه الله والإنسانية التي احياها الامام الحسين (ع) انتصرت على القوى الحيوانية والشهوانية التي احياها يزيد لعنه الله تعالى .
**********************
الهوامش :
1 – البَرَمُ : هو الأمر الممل أو الأمر الذي لا يطاق ، وهو الضجر والسآمة والملالة حيث لا مكان للعيش مع الظالمين .
2 - المصدر : اللهوف في قتلى الطفوف ، ص 48.
3 – وفي بعض الابيات (واستكمل فضائلها) .
تعليق