بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
في مصيبة عاشوراء بل يمكن القول انها مصيبة عاشوراء بعينها لان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة فهل رأيت هاشمية سبيت لنا قبل اليوم هذا قول الامام زين العابدين (عليه السلام) لأبي حمزة الثمالي حين سأله عن البكاء ولرقية (عليها السلام) في مرحلة السبي قصة خاصة كأن الله تعالى يريد ان يركز على هذه الطفلة التي لم تتعدى الثلاث سنوات ان تكون شاهدا على عصر السبي بشواهدها فنحن كثيرا نسمع عن السبي ولكن هل نعرف التفاصيل ؟؟
لا ولكن عندما نذكر السبي او نذكر رقية (عليها السلام) يتبادر ذهننا الى الطفلة التي ضاعت في اثناء السبي فالله وحده اراد ان يعمد السبي بطفلة صغيرة اصبحت ملاذ العاشقين والتوابين وطالبي الحوائج …
وقد ورد في بعض الاخبار عندما سيرت قافلة السبايا من الكوفة الى الشام وبعد معاناة السبا الأليمة ومعاملة الأعداء القاسية للسبايا أخذة هذه الطفلة الصغيرة في تذكر والدها الحسين (عليه السلام) وقلبه العطوف ويده الحانية فراحت تبكي وتئن بصوت عال ولما سمع العدو بذلك أخذ احد القساة يسكت الطفلة ويتوعدها بالضرب فلم تسكت بل اشتد بكاؤها فقال لها ذلك اللعين : اسكتي يا بنت الخارجي…
فتأذت الطفلة اليتيمة من هذا الكلام الجارح وأخذت تخاطب أباها :
أبتاه قتلوك ظلما وعدوانا وسموك بالخارجي…
فما كان منه الا ان القاها من فوق ظهر الناقة الى الارض…
وكان الوقت ليلا والظلام دامس ولم ينبته لسقوطها احد فقامت بأبي وأمي تعدو خلف القافلة لكنها لم تستطع اللحوق بالقافلة لصغر سنها ولشدة ما اصابها من التعب والنصب وفجأة توقف الرمح الذي كان عليه رأس الامام الحسين (عليه السلام) واندس في التراب بحيث لم يستطع احد ان يحركه وحاولوا تحريكه فلم يستطيعوا لذلك سبيلا فعلموا ان في الأمر إعجاز وانه تدخل من يد الغيب وقالوا لا يجيب على هذا الا اهل البيت (عليهم السلام)…
فجاء رئيس القافلة الى الامام السجاد عليه السلام وسأله عن سبب تلك الحادثة المحيرة فأخبره الامام عليه السلام ان احدى الصغيرات فقدت ولن يتحرك الرمح ما لم يتم العثور عليها…
وحين سمعت العقيلة زينب (عليها السلام) ذلك الكلام ألقت بنفسها من فوق ظهر الناقة على الارض ورجعت الى الوراء حتى تعثر على الطفلة…
وراحت تبحث عن الطفلة اليتيمة في كل جهة وناحية حتى وقع نظرها على شيء أسود فتقدمت حتى وصلت اليه واذا بها ترى امرأة ملتفعة بالسواد واضعة رأس الطفلة في حجرها فقالت لتلك المرأة : من انت ؟
فقالت : أنا امك الزهراء اظننت اني اغفل عن ايتام ولدي فأخذت السيدة زينب (عليها السلام) رقية والتحقت بالقافلة…
رقية وما ادراك ما هي…
كسرت قلب الحسين وزينب هي دمعة الحسين هي حبيبة الزهراء هي القطعة المقطعة من قلب رسول الله (صلى الله عليه واله)…
رقية يا اسم هز الزمان مصيبته فأي طفلة عمرها ثلاث سنوات تموت حزنا على راس ابيها بل من مثلها مات من البكاء والحزن..
تعليق