بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الوجود أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع الجميع يعلم أن غصب حقوق الأخرين محرم بالكتاب والسنة ,بل أن غصب واخذ حقوق الأخرين يرفضه جميع العقلاء في العالم ,ويرفضه حتى أصحاب غير الديانات السماوية, لأنه شيء قبيح.
ومن هنا أكد القران الكريم على تغليظ عقابه, وأكدت الروايات من الفريقين على تغليظ حرمته والاجتناب عنه ,فمثلا ما جاء عن طريق البخاري ومسلم
- أنه خاصَمَتْه أَرْوَى - في حقٍ زَعَمَتْ أنه انتقَصَه لها - إلى مَرْوانَ ، فقال سعيدٌ : أنا أَنْتَقِصُ من حقِّها شيئًا ، أشهَدُ لَسَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : مَن أَخَذَ شِبْرًا مِن الأرضِ ظلمًا ، فإنه يُطَوَّقُه يومَ القيامةِ مِن سبعِ أَرَضين.
الراوي : سعيد بن زيد المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3198 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- من أخذ شبرًا من الأرضِ ظلمًا ، فإنه يطوَّقُه يوم القيامةِ من سبعِ أرَضين
الراوي : سعيد بن زيد المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1610 خلاصة حكم المحدث : صحيح
فيشرح هذا الحديث النووي ويقول في شرحه على مسلم [ ص: 224
وأما التطويق المذكور في الحديث فقالوا : يحتمل أن معناه : أنه يحمل مثله من سبع أرضين ، ويكلف إطاقة ذلك ، ويحتمل أن يكون يجعل له كالطوق في عنقه كما قال سبحانه وتعالى : سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة وقيل : معناه : أنه يطوق إثم ذلك ويلزمه كلزوم الطوق بعنقه ، وعلى تقدير التطويق في عنقه يقول الله تعالى : عنقه كما جاء في غلظ جلد الكافر وعظم ضرسه .
أقول :اذا كانت عقوبة من اغتصب شبرا من الأرض ان يطوقه الله بطوق بعنقه ,وبالتالي فيكون اثمه عظيم ويحرم من النعيم, فكيف بمن اغتصب حق أهل البيت (عليهم السلام) ظلماً سواء كان من ارض أمثال فدك التي نحلها رسول الله (صلى الله عليه واله ) للسيدة الزهراء في حياته, مع ان القوم يعلمون ان السيدة الزهراء (عليها السلام ) طاهرة مطهرة وشهد الله تعالى لها بالتطهير في كتابه الكريم ,ومحال لها ان تطلب شيئا ليس لها ؟ فماهي عاقبة من اغتصب حقها وأرضها ؟.
وكذلك ما هو حال من اغتصب حق أهل البيت الذي حباهم الله تعالى به دون الأخرين ,حيث جعلهم خلفاء وأوصياء لنبيه محمد (صلى الله عليه واله) فما هو حال من حال بينهم وبين حقهم ,وماهو مصير من اغتصب ذلك الحق منهم خصوصاً ونحن نرى تلك الأثار الكبيرة في أمة المصطفى (صلى الله عليه واله ) والتي كانت بسبب الغاصبين لحق محمد واله الطاهرين .
تعليق