بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
مرحلة الطفولة المبكرة
تبدأ مرحلة الطفولة المبكرة من عام الفطام إلى نهاية العام السادس أو السابع من عمر الطفل ، وهي من أهم المراحل التربوية في نمو الطفل اللغوي والعقلي والاجتماعي ، وهي مرحلة تشكيل البناء النفسي الذي تقوم عليه أعمدة الصحة النفسية والخلقية ، وتتطلب هذه المرحلة من الأبوين إبداء عناية خاصة في تربية الأطفال وإعدادهم ليكونوا عناصر فعالة في المحيط الاجتماعي ، وتتحدد معالم التربية في هذه المرحلة ضمن المنهج التربوي التالي :
أولا : تعليم الطفل معرفة الله تعالى
الطفل مجبول بفطرته على الايمان بالله تعالى ، حيث تبدأ تساؤلاته عن نشوء الكون وعن نشوئه ونشوء أبويه ونشوء من يحيط به ، وان تفكيره المحدود مهيأ لقبول فكرة الخالق والصانع فعلى الوالدين استثمار تساؤلاته لتعريفه بالله تعالى الخالق في الحدود التي يتقبلها تفكيره المحدود ، والايمان بالله تعالى كما يؤكده العلماء سواء كانوا علماء دين أو علماء نفس ( من أهم القيم التي يجب غرسها في الطفل . . مما سوف يعطيه الأمل في الحياة والاعتماد على الخالق ، ويوجد عنده الوازع الديني الذي يحميه من اقتراف المآثم )
. والتربية والتعليم في هذه المرحلة يفضل أن تكون بالتدريج ضمن منهج متسلسل متناسبا مع العمر العقلي للطفل ، ودرجات نضوجه اللغوي والعقلي ، وقد حدد الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) تسلسل المنهج قائلا : " إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له : قل لا إله إلا الله سبع مرات ، ثم يترك حتى تتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال له : قل محمد رسول الله سبع مرات ، ويترك حتى يتم له أربع سنين ثم يقال له : قل سبع مرات صلى الله على محمد وآله ، ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له : أيهما يمينك وأيهما شمالك ؟ فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له : اسجد ، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك ، حتى يتم له تسع سنين ، فإذا تمت له تسع سنين علم الوضوء وضرب عليه وأمر بالصلاة وضرب عليها فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله عز وجل له ولوالديه انشاء الله ".
وقد أثبت علم النفس الحديث صحة هذا المنهج ( 2 - 3 سنوات ، يكتسب كلام الطفل طابعا مترابطا مما يتيح له إمكانية التعبير عن فهمه لكثير من الأشياء والعلاقات . . . وفي نهاية السنة الثالثة يصبح الطفل قادرا على استخدام الكلام وفق قواعد نحوية ملحوظة وهذا يمكنه من صنع أولية وصحيحة ). وتعميق الايمان بالله ضروري في تربية الطفل . والطفل في هذه المرحلة يكون مقلدا لوالديه في كل شئ بما فيها الايمان بالله تعالى ، يقول الدكتور سپوك : ( إن الأساس الذي يؤمن به الابن بالله وحبه للخالق العظيم هو نفس الأساس الذي يحب به الوالدان الله ) . ويقول : ( بين العمر الثالث والعمر السادس يحاول تقليد الأبوين في كل شئ فإذا حدثاه عن الله فإنه يؤمن بالصورة التي تحددها كلماتهما عن الله حرفيا ) . والطفل في هذه المرحلة يميل دائما إلى علاقات المحبة والمودة والرقة واللين فيحب أو يفضل ( تأكيد الصفات الخاصة بالرحمة والحب والمغفرة إلى أقصى حد ممكن مع التقليل إلى أدنى حد من صفات العقاب والانتقام ). فتكون الصورة التي يحملها الطفل في عقله عن الله تعالى صورة جميلة محببة له فيزداد تعلقه بالله تعالى ويرى انه مانح الحب والرحمة له . وإذا أردنا ان نكون له صورة عن يوم القيامة فالأفضل ان نركز على نعيم الجنة بما يتناسب مع رغباته ، من أكل وشرب وألعاب وغير ذلك ، ونركز على أنه سيحصل عليها إن أصبح خلوقا ملتزما بالآداب الاسلامية ، ويحرم منها إن لم يلتزم ، ويؤجل التركيز على النار والعذاب إلى مرحلة متقدمة من عمره .
ثانيا : التركيز على حب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل البيت ( عليهم السلام )
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم ، وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن ". في هذه المرحلة تنمو المشاعر والعواطف والأحاسيس عند الطفل ، من حب وبغض وانجذاب ونفور ، واندفاع وانكماش ، فيجب على الوالدين استثمار حالات الاستعداد العاطفي عند الطفل وتنمية مشاعره وعواطفه ، وتوجيهها نحو الارتباط بأرقى النماذج البشرية والمبادرة إلى تركيز حب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحب أهل البيت ( عليهم السلام ) في خلجات نفسه ، والطريقة الأفضل في تركيز الحب هو إبراز مواقفهم وسلوكهم في المجتمع وخصوصا ما يتعلق برحمتهم وعطفهم وكرمهم ، ومعاناتهم وما تعرضوا له من حرمان واعتداء ، يجعل الطفل متعاطفا معهم محبا لهم ، مبغضا لمن آذاهم من مشركين ومنحرفين . والتركيز على قراءة القرآن في الصغر يجعل الطفل منشدا إلى كتاب الله ، متطلعا على ما جاء فيه وخصوصا الآيات والسور التي يفهم الطفل معانيها ، وقد أثبت الواقع قدرة الطفل في هذه المرحلة على ترديد ما يسمعه ، وقدرته على الحفظ ، فينشأ الطفل وله جاذبية وشوق للقرآن الكريم ، وينعكس ما في القرآن من مفاهيم وقيم على عقله وسلوكه .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
مرحلة الطفولة المبكرة
تبدأ مرحلة الطفولة المبكرة من عام الفطام إلى نهاية العام السادس أو السابع من عمر الطفل ، وهي من أهم المراحل التربوية في نمو الطفل اللغوي والعقلي والاجتماعي ، وهي مرحلة تشكيل البناء النفسي الذي تقوم عليه أعمدة الصحة النفسية والخلقية ، وتتطلب هذه المرحلة من الأبوين إبداء عناية خاصة في تربية الأطفال وإعدادهم ليكونوا عناصر فعالة في المحيط الاجتماعي ، وتتحدد معالم التربية في هذه المرحلة ضمن المنهج التربوي التالي :
أولا : تعليم الطفل معرفة الله تعالى
الطفل مجبول بفطرته على الايمان بالله تعالى ، حيث تبدأ تساؤلاته عن نشوء الكون وعن نشوئه ونشوء أبويه ونشوء من يحيط به ، وان تفكيره المحدود مهيأ لقبول فكرة الخالق والصانع فعلى الوالدين استثمار تساؤلاته لتعريفه بالله تعالى الخالق في الحدود التي يتقبلها تفكيره المحدود ، والايمان بالله تعالى كما يؤكده العلماء سواء كانوا علماء دين أو علماء نفس ( من أهم القيم التي يجب غرسها في الطفل . . مما سوف يعطيه الأمل في الحياة والاعتماد على الخالق ، ويوجد عنده الوازع الديني الذي يحميه من اقتراف المآثم )
. والتربية والتعليم في هذه المرحلة يفضل أن تكون بالتدريج ضمن منهج متسلسل متناسبا مع العمر العقلي للطفل ، ودرجات نضوجه اللغوي والعقلي ، وقد حدد الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) تسلسل المنهج قائلا : " إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له : قل لا إله إلا الله سبع مرات ، ثم يترك حتى تتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال له : قل محمد رسول الله سبع مرات ، ويترك حتى يتم له أربع سنين ثم يقال له : قل سبع مرات صلى الله على محمد وآله ، ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له : أيهما يمينك وأيهما شمالك ؟ فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له : اسجد ، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين فإذا تم له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له صل ثم يترك ، حتى يتم له تسع سنين ، فإذا تمت له تسع سنين علم الوضوء وضرب عليه وأمر بالصلاة وضرب عليها فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله عز وجل له ولوالديه انشاء الله ".
وقد أثبت علم النفس الحديث صحة هذا المنهج ( 2 - 3 سنوات ، يكتسب كلام الطفل طابعا مترابطا مما يتيح له إمكانية التعبير عن فهمه لكثير من الأشياء والعلاقات . . . وفي نهاية السنة الثالثة يصبح الطفل قادرا على استخدام الكلام وفق قواعد نحوية ملحوظة وهذا يمكنه من صنع أولية وصحيحة ). وتعميق الايمان بالله ضروري في تربية الطفل . والطفل في هذه المرحلة يكون مقلدا لوالديه في كل شئ بما فيها الايمان بالله تعالى ، يقول الدكتور سپوك : ( إن الأساس الذي يؤمن به الابن بالله وحبه للخالق العظيم هو نفس الأساس الذي يحب به الوالدان الله ) . ويقول : ( بين العمر الثالث والعمر السادس يحاول تقليد الأبوين في كل شئ فإذا حدثاه عن الله فإنه يؤمن بالصورة التي تحددها كلماتهما عن الله حرفيا ) . والطفل في هذه المرحلة يميل دائما إلى علاقات المحبة والمودة والرقة واللين فيحب أو يفضل ( تأكيد الصفات الخاصة بالرحمة والحب والمغفرة إلى أقصى حد ممكن مع التقليل إلى أدنى حد من صفات العقاب والانتقام ). فتكون الصورة التي يحملها الطفل في عقله عن الله تعالى صورة جميلة محببة له فيزداد تعلقه بالله تعالى ويرى انه مانح الحب والرحمة له . وإذا أردنا ان نكون له صورة عن يوم القيامة فالأفضل ان نركز على نعيم الجنة بما يتناسب مع رغباته ، من أكل وشرب وألعاب وغير ذلك ، ونركز على أنه سيحصل عليها إن أصبح خلوقا ملتزما بالآداب الاسلامية ، ويحرم منها إن لم يلتزم ، ويؤجل التركيز على النار والعذاب إلى مرحلة متقدمة من عمره .
ثانيا : التركيز على حب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل البيت ( عليهم السلام )
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم ، وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن ". في هذه المرحلة تنمو المشاعر والعواطف والأحاسيس عند الطفل ، من حب وبغض وانجذاب ونفور ، واندفاع وانكماش ، فيجب على الوالدين استثمار حالات الاستعداد العاطفي عند الطفل وتنمية مشاعره وعواطفه ، وتوجيهها نحو الارتباط بأرقى النماذج البشرية والمبادرة إلى تركيز حب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحب أهل البيت ( عليهم السلام ) في خلجات نفسه ، والطريقة الأفضل في تركيز الحب هو إبراز مواقفهم وسلوكهم في المجتمع وخصوصا ما يتعلق برحمتهم وعطفهم وكرمهم ، ومعاناتهم وما تعرضوا له من حرمان واعتداء ، يجعل الطفل متعاطفا معهم محبا لهم ، مبغضا لمن آذاهم من مشركين ومنحرفين . والتركيز على قراءة القرآن في الصغر يجعل الطفل منشدا إلى كتاب الله ، متطلعا على ما جاء فيه وخصوصا الآيات والسور التي يفهم الطفل معانيها ، وقد أثبت الواقع قدرة الطفل في هذه المرحلة على ترديد ما يسمعه ، وقدرته على الحفظ ، فينشأ الطفل وله جاذبية وشوق للقرآن الكريم ، وينعكس ما في القرآن من مفاهيم وقيم على عقله وسلوكه .