إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأسلوب السرّي في تعبئة أهل الكوفة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأسلوب السرّي في تعبئة أهل الكوفة


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ولما تزايد عدد المبايعين لمسلم انتشر أمره وفشا بين الناس، وكان لا بد للسلطة الأموية من أن تعلم، والظاهر أن النعمان بن بشير بن سعد الخزرجي والي الكوفة، لم يكن مستعدا ًلتنفيذ استعمال القوة ضد مسلم والمبادرة إلى الهجوم عليه، إما لأن مسلماًً كان في بيت صهره المختار، وإما لأنه كان يتبنّى سياسة معاوية، وهي تحاشي المواجهة العلنية مع الإمام الحسين عليه السلام ، بحيث أن معاوية لو اضطر إلى مواجهة علنية وقتال ضدّ الإمام الحسين عليه السلام وظفر به لعفا عنه، وليس ذلك حبّاً للإمام عليه السلام وإنما لأن معاوية يعلم أن إراقة دم الإمام علناً وهو بتلك القدسيّة البالغة في قلوب الأمّة كفيل بأن يفصل الأموية عن الإسلام، ويذهب بجهود حركة النفاق عامة والحزب الأموي خاصة أدراج الرياح، خصوصاً تلك الجهود التي بذلها معاوية في مزج الأموية بالإسلام في عقل الأمة وعاطفتها بحيث أنه لم يعد أكثر هذه الأمة يعرف إلا الإسلام الأموي، حتى صار من غير الممكن بعد ذلك الفصل بين الإسلام والأموية إلا إذا أريق ذلك الدم المقدس، دم الإمام عليه السلام ، ضد الحكم الأموي.

    ‼️فكان النعمان بن بشير يعتقد أن يزيد سوف يطبق سياسة معاوية في تجنب الإصطدام الدموي مع رمز الإسلام المحمّدي الأصيل آنذاك، الحسين بن علي، خوفاً من وقوع الفرز بينه وبين الإسلام الأموي، وبالتالي انكشاف اللعبة النفاقية التي كان يحتاج إليها معاوية في بناء واستمرارية ملك بني أمية!

    وإما لأن القوة المعنوية لنهضة مسلم كانت قد انتشرت بحيث أنها تحتاج،
    لمواجهتها، إلى استعمال شرس وعنيف للسلطة الأمنية، ولم تكن شخصية النعمان لذاتها قادرة على ذلك!

    ♦️هذه هي الاحتمالات الممكنة، فلم يكن النعمان بن بشير محباً لأهل البيت عليه السلام ولا ذا ميل إليهم، بل كان له ولأبيه تاريخ أسود طويل في نصرة حركة النفاق بعد موت النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان عثماني الهوى، يجاهر ببغض علي عليه السلام ، ويسيء القول فيه، وقد حاربه يوم الجمل وصفّين، كذلك فلم يكن النعمان "حليماً ناسكاً يحبّ العافية ويغتنم السلامة" بل تلميذاً نبيهاً في مدرسة معاوية السياسية، فكان يتضعّف مكراً وحيلة، ويعوّل على الأسلوب السرّي والخدعة الخفية للقضاء على الثورة والتخلص من مسلم بن عقيل، بل التخلص حتى من نفس الإمام عليه السلام.

    ◼️وعلى كل حال، لم يرقَ موقفه لحلفاء بني أمية في الكوفة، فأخذت تتوالى رسائلهم إلى يزيد في الشام تخبره بمستجدات حركة الأحداث في الكوفة، وبموقف النعمان بن بشير منها، وقد أجمعت على أنه "إن كان لك بالكوفة حاجة فابعث إليها رجلاًً قوياً، يُنفذ أمرك، ويعمل مثل عملك في عدوّك، فإن النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعّف!"
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    الأخت الفاضلة شجون الزهراء . أحسنتِ وأجدتِ وسلمت أناملكِ على كتابة و نشر هذا الموضوع القيم . جعل الله عملكِ هذا في ميزان حسناتكِ . ودمتِ في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X