بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام على سيدة الصبر وأميرة العفة والطهارة، زينب بنت علي أمير المؤمنين التي تجسده الحكمة الإلهية في قوة شخصيتها وبيانها ومنطقها، وهي صاحبة نفس أبية وقلب صبور، فقد وقفت موقف الإيمان المطلق بقيم السماء وعدالة الله والعزة المستمدة من جبروت الله والكرامة التي أرادها الله لهم، في مجلس الطاغية خاطبة كل الضمائر الميته والعقول الخاوية والنفوس السوداء بكلمات هي أمتداد لخطبة أمها فاطمة عندما خاطبة القوم بكلمات لا يمكن أن ينكروا معرفتها أو يتجاهلوا حقها عندما أرادت أن تشير إلى عظيم مكانتها وعلوا منزلتها عند رسول الله ﷺ قالت: «أعلموا إني فاطمة وأبي محمد»، ولكن نظراتهم الحاقدة وعيونهم اليابسة رفضة معين الهدايا..
أما بعد.. يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر!! أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة..
وفي مقطع أخر..
ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون؟ وتنتحبون؟..
إي والله، فابكوا كثيرًا واضحكوا قليلًا..
فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدًا..
وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة؟ ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، ومنار حجتكم، ومدرة سنتكم..
ومن ثم توجهت إلى الطاغية قائلة: «أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءَك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهنّ، وأبديت وجوههنّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد، يستشرفهنّ أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههنّ القريب والبعيد، والدّنيّ والشريف،..» ”حاولت السيدة زينب في هذه الخطبة، استنهاض ضمائر الناس، وإيقاظهم من غفلتهم، وألقت عليهم الحجة واللوم وحملتهم مسؤولية ما جرى في كربلاء نتيجة تخاذلهم وتواطئهم مع أزلام وجواسيس بني أمية.. فلم يُسمع في ذلك المجلس إلا البكاء والندم والحسرة على ما سلّفوا من مواقفهم وشناعة أفعالهم وما اقترفوا بحق الحسين وأهل بيته ، هنا نظرت إليهم السيدة زينب نظرة لوم وعتب وأخبرتهم بأن بكاءهم لم يعد يجدي نفعًا فالله تعالى هو الحكم بيننا وبينكم يا أهل الكوفة.“
في مشهد دونه التاريخ بكل تفاصيله وأرشفه ضمير كل من حضر ليتشمت على أبناء وبنات الرسالة سبايا آل محمد ﷺ، يباركون لطاغيتهم ما أقترفه من الجريمة التي أصبحت وصمة عار على الإنسانية كلها، فقد تبرأ منها الضمير الإنساني اليقظ وبكى لعظمها كل من تحلى قلبه بالرأفة والرحمة، وأراد الله أن يبقى هذا الخطاب العظيم قنديل حقيقة يشع في كل زمان ومكان شاهداً على كل ما أُرتكب بحق الحسين وأهل بيته، وحجة على كل فعل صدر من القوم، ولكن يأبى الله ألا أن يسمع العالم كله خطبة السيدة العظيمة زينب بنت علي عليهما السلام في مجلس الطاغية وهي تعريه وتكشف زيفه وحقيقته ليشاهد العالم بأسره موقفها العظيم وصبرها الجميل وصمودها الراسخ وعزيمتها في مواصلة ما بدأه أخيها الحسين الشهيد وهو أمتداد للنهج السماوي الذي رسمه جدها رسول الله ﷺ، وسارى عليه أبيها أمير المؤمنين ، وأخيها الإمام الحسن المسموم الشهيد ، وضحى من أجله أخيها الإمام الحسين بنفسه وأبنائه وأهل بيته والمخلصين من صحابته، على أن تكمل هذه المسيرة السماوية بالتحدي والصمود بإرادة المنتصر لدين الله والسالك لسبيل الحق والحقيقة، خطبة استمدتها من أمها الزهراء عليهما السلام عندما وقفت في مسجد الكوفة مخاطبة القوم تكشف للأمة ما قاموا به من جريمة لا يمكن السكوت عنها لما سيكون لها من الأثر السلبي في الأمة وما ستخلفه من ويلات وأنتكاسات على نفوس المسلمين، خطبة في أجلى مصاديق الرفض للظلم والتعدي على الحقوق وحفاظاً على التشريعات السماوية من التحريف، وهاهي تتمثل دور أمها الزهراء عليهما السلام وهي تقف بكل ثقة وتحدي وإصرار وعزيمة مخاطبة يزيد بن معاوية بكلمات ضج لها الحاضرون ترفع فيها الستار عن الواقع الحقيقي لنتائج قتلهم لأخيها وأهل بيته ..
[فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها «أي لا تغسله»، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!! يوم ينادي المنادي: ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين] وهي أمرأة مثكولة قُتل أخوتها وأبنائها وبني أخوتها وبني عمومتها وأحرق الأعداء خيامهم وشتت أهل بيتها، بعد مقتل أخيها الحسين غار الأعداء على الخيام لحرقها وتمزيقها وتشتيت النساء والأطفال، فتفاررنه النسوة والأطفال في البيداء في كل أتجاه هرباً من السياط والسلب والنهب والسبي، فما كان من السيدة زينب الا أن تجمعهم وتعيدهم فصارت تبحث عنهم في كل مكان، حتى إنها وجدت سكينة بنت الحسين لائذة بجسد أبيها وهي تبكي وتشكو له ما فعله الأعداء بهم من الظلم والجور والظيم والضرب والسبي والتشريد، فأحتظنتها وأعادتها إلى مكان المخيم..
”إنها زينب الكبرى، صوت الحق، صوت الرسالة، صوت الإعلام الثائر، فلولاها لبقيت ثورة كربلاء مدفونة في كربلاء، ولكن خطابها الإعلامي والرسالي في الكوفة وصل، ورسالتها التي كانت تريد إيصالها للعالم وصلت أيضًا، وها هو اليوم العالم يشاهد الملايين يجتمعون من كل الأقطار في كربلاء يعلنون ولائهم لرسول الله وأهل بيته ويستنكرون ما جرى لحفيد رسول الله وأهل بيته، فهام الباحثون والمفكرون والمثقفون والإعلامييون والصحفييون يأتون إلى كربلاء يتسائلون عن حقيقة قضية الإمام الحسين لتصل قضيته للعالم كله بكل تفاصيلها المؤلمة وأحداثها المفجعة، فلو لا زينب لبقيت شهادة الامام الحسين ومظلوميته طي الكتمان والنسيان“..
السلام على من أخجلت الصبر بصبرها وأسكتت الظلم بشجاعتها وحفظت الدين بحكمتها ووعيها، السلام عليها في كل صلاة ودعاء..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام على سيدة الصبر وأميرة العفة والطهارة، زينب بنت علي أمير المؤمنين التي تجسده الحكمة الإلهية في قوة شخصيتها وبيانها ومنطقها، وهي صاحبة نفس أبية وقلب صبور، فقد وقفت موقف الإيمان المطلق بقيم السماء وعدالة الله والعزة المستمدة من جبروت الله والكرامة التي أرادها الله لهم، في مجلس الطاغية خاطبة كل الضمائر الميته والعقول الخاوية والنفوس السوداء بكلمات هي أمتداد لخطبة أمها فاطمة عندما خاطبة القوم بكلمات لا يمكن أن ينكروا معرفتها أو يتجاهلوا حقها عندما أرادت أن تشير إلى عظيم مكانتها وعلوا منزلتها عند رسول الله ﷺ قالت: «أعلموا إني فاطمة وأبي محمد»، ولكن نظراتهم الحاقدة وعيونهم اليابسة رفضة معين الهدايا..
أما بعد.. يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر!! أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة..
وفي مقطع أخر..
ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون؟ وتنتحبون؟..
إي والله، فابكوا كثيرًا واضحكوا قليلًا..
فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدًا..
وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة؟ ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، ومنار حجتكم، ومدرة سنتكم..
ومن ثم توجهت إلى الطاغية قائلة: «أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءَك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهنّ، وأبديت وجوههنّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد، يستشرفهنّ أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههنّ القريب والبعيد، والدّنيّ والشريف،..» ”حاولت السيدة زينب في هذه الخطبة، استنهاض ضمائر الناس، وإيقاظهم من غفلتهم، وألقت عليهم الحجة واللوم وحملتهم مسؤولية ما جرى في كربلاء نتيجة تخاذلهم وتواطئهم مع أزلام وجواسيس بني أمية.. فلم يُسمع في ذلك المجلس إلا البكاء والندم والحسرة على ما سلّفوا من مواقفهم وشناعة أفعالهم وما اقترفوا بحق الحسين وأهل بيته ، هنا نظرت إليهم السيدة زينب نظرة لوم وعتب وأخبرتهم بأن بكاءهم لم يعد يجدي نفعًا فالله تعالى هو الحكم بيننا وبينكم يا أهل الكوفة.“
في مشهد دونه التاريخ بكل تفاصيله وأرشفه ضمير كل من حضر ليتشمت على أبناء وبنات الرسالة سبايا آل محمد ﷺ، يباركون لطاغيتهم ما أقترفه من الجريمة التي أصبحت وصمة عار على الإنسانية كلها، فقد تبرأ منها الضمير الإنساني اليقظ وبكى لعظمها كل من تحلى قلبه بالرأفة والرحمة، وأراد الله أن يبقى هذا الخطاب العظيم قنديل حقيقة يشع في كل زمان ومكان شاهداً على كل ما أُرتكب بحق الحسين وأهل بيته، وحجة على كل فعل صدر من القوم، ولكن يأبى الله ألا أن يسمع العالم كله خطبة السيدة العظيمة زينب بنت علي عليهما السلام في مجلس الطاغية وهي تعريه وتكشف زيفه وحقيقته ليشاهد العالم بأسره موقفها العظيم وصبرها الجميل وصمودها الراسخ وعزيمتها في مواصلة ما بدأه أخيها الحسين الشهيد وهو أمتداد للنهج السماوي الذي رسمه جدها رسول الله ﷺ، وسارى عليه أبيها أمير المؤمنين ، وأخيها الإمام الحسن المسموم الشهيد ، وضحى من أجله أخيها الإمام الحسين بنفسه وأبنائه وأهل بيته والمخلصين من صحابته، على أن تكمل هذه المسيرة السماوية بالتحدي والصمود بإرادة المنتصر لدين الله والسالك لسبيل الحق والحقيقة، خطبة استمدتها من أمها الزهراء عليهما السلام عندما وقفت في مسجد الكوفة مخاطبة القوم تكشف للأمة ما قاموا به من جريمة لا يمكن السكوت عنها لما سيكون لها من الأثر السلبي في الأمة وما ستخلفه من ويلات وأنتكاسات على نفوس المسلمين، خطبة في أجلى مصاديق الرفض للظلم والتعدي على الحقوق وحفاظاً على التشريعات السماوية من التحريف، وهاهي تتمثل دور أمها الزهراء عليهما السلام وهي تقف بكل ثقة وتحدي وإصرار وعزيمة مخاطبة يزيد بن معاوية بكلمات ضج لها الحاضرون ترفع فيها الستار عن الواقع الحقيقي لنتائج قتلهم لأخيها وأهل بيته ..
[فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها «أي لا تغسله»، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!! يوم ينادي المنادي: ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين] وهي أمرأة مثكولة قُتل أخوتها وأبنائها وبني أخوتها وبني عمومتها وأحرق الأعداء خيامهم وشتت أهل بيتها، بعد مقتل أخيها الحسين غار الأعداء على الخيام لحرقها وتمزيقها وتشتيت النساء والأطفال، فتفاررنه النسوة والأطفال في البيداء في كل أتجاه هرباً من السياط والسلب والنهب والسبي، فما كان من السيدة زينب الا أن تجمعهم وتعيدهم فصارت تبحث عنهم في كل مكان، حتى إنها وجدت سكينة بنت الحسين لائذة بجسد أبيها وهي تبكي وتشكو له ما فعله الأعداء بهم من الظلم والجور والظيم والضرب والسبي والتشريد، فأحتظنتها وأعادتها إلى مكان المخيم..
”إنها زينب الكبرى، صوت الحق، صوت الرسالة، صوت الإعلام الثائر، فلولاها لبقيت ثورة كربلاء مدفونة في كربلاء، ولكن خطابها الإعلامي والرسالي في الكوفة وصل، ورسالتها التي كانت تريد إيصالها للعالم وصلت أيضًا، وها هو اليوم العالم يشاهد الملايين يجتمعون من كل الأقطار في كربلاء يعلنون ولائهم لرسول الله وأهل بيته ويستنكرون ما جرى لحفيد رسول الله وأهل بيته، فهام الباحثون والمفكرون والمثقفون والإعلامييون والصحفييون يأتون إلى كربلاء يتسائلون عن حقيقة قضية الإمام الحسين لتصل قضيته للعالم كله بكل تفاصيلها المؤلمة وأحداثها المفجعة، فلو لا زينب لبقيت شهادة الامام الحسين ومظلوميته طي الكتمان والنسيان“..
السلام على من أخجلت الصبر بصبرها وأسكتت الظلم بشجاعتها وحفظت الدين بحكمتها ووعيها، السلام عليها في كل صلاة ودعاء..