اللهم صل على محمد وآل محمد
عن الإمام الصادق عليه السلام "مجاملة الناس ثلث العقل" وقال النبي صلى الله عليه وآله: "التودد إلى الناس نصف العقل".
بضم الحديثين معاً نستنتج أن المجاملة هي ثلثي التودد للناس، والعقل كما في الروايات "ما عبد به الرحمن" فأنت تحرز نصف عقلك بالتودد للآخرين والتآلف معهم، ولكن ما هي المجاملة؟ يتبادر في الذهن ما هو رائج في زمننا هذا وهو أن المجاملة هي الكذب والنفاق.
المجاملة في اللغة هي حسن العشرة لا كما هو رائج في العُرف اليوم، يقول الراوي؛
كنا عند الصادق عليه السلام والبيت غاصٌّ بأهله، فقال عليه السلام: "إنّه ليس منّا مَن لم يُحسن صحبة مَن صحبه، ومرافقة مَن رافقه، وممالحة مَن مالحه، ومخالقة مَن خالقه". كيف تتوقع أن تستمر العلاقة مع صديقك وأنت لا تبذل له مثل ما يبذله لك من مودته؟ الرواية تقول "ليس منا" أي أنت لست على طريق أهل البيت عليهم السلام إن لم تمالح من يمالحك.
عندما تتحدث مع صديقك أصغ إليه وأبدِ اهتمامك، خصوصاً عندما يطلعك على بعض الأمور أو عندما يحصل له شيء يفرحه ويأتي ليخبرك، هو لم يخبرك بذلك إلا وهو يريدك أن تفرح معه وتهتم بما يقوله، هكذا تصبح العلاقة أقوى.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمْه، فإنه أصلح لذات البين".
في رواية أخرى؛ مرّ رجلٌ في المسجد وأبو جعفر عليه السلام جالسٌ وأبو عبد الله عليه السلام، فقال له بعض جلسائه: والله إنّي لأحبّ هذا الرجل، قال له أبو جعفر الباقر عليه السلام: "ألا فأعلمه، فإنّه أبقى للمودّة وخير في الأُلفة".
هكذا تدوم العلاقات، الحياء ليس عذراً، يجب ان تكون "مليحاً" لا صعب العشرة وخشن الطباع؛ قال النبي صلى الله عليه وآله: "من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطّفه بها، أو قضى له حاجة، أو فرّج عنه كربة، لم تزل الرحمة ظلاً عليه مجدولاً ما كان في ذلك من النظر في حاجته".