* العدل * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــقال الامام الصادق (عليه السلام) : " العدل أحلى من الشهد ، وألين من الزبد وأطيب زيحاً من المسك ". الحمد لله الذي بنعمته وجدت الخلائق ، وبفضله تتنزل الخيرات والبركات ، وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات ، والصلاة والسلام على سيدنا وقدوتنا محمد وعلى آله . ان الله سبحانه وتعالى عندما بدء خلقه الأول في هذا الكون ووضع قواعده التي تسير عليها الخلائق فجعل بعدله ميزان لخلقه يسيرون عليه نحو كمال أنفسهم الإنسانية ، حيث خصص بعدله رزق كل مخلوق من خلقه ولم يظلم احداً فأعطى كل إنسان حقه ومستحقه وإنطلاقاً من هذه الصفة الإلهية العظيمة ألا وهي العدل التي فطر الناس على حبها وأمر بها الناس جميعاً دون استثناء ، فتأسست القواعد الإلهية وسرت رحمته على عباده وشملت كل شيء وكان أمر الله بهذه الصفة لأنها تأسس مناعة نفسية تردع صاحبها عن الظلم وتحفزه على العدل ، وكذلك تحفز كل شخص على إداء حقوقه وواجباته ، قال تعالى : {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء : 58] ، فعدل الناس فيما بينهم ينشر الفضيلة والمحبة ، ويبني قواماً لمجتمع متماسك ومتحضر، ويأسس لطريق مبني على السعادة . ووضع الإمام علي (عليه السلام) منهاجاً للعدل حين وصى ولده الإمام الحسن (عليه السلام) حيث قال : «يَا بُنَيَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا وَلَا تَظْلِمْ كَمَا لا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ وَلَا تَقُلْ مَا لا تَعْلَمُ وَإِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ وَلَا تَقُلْ مَا لا تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ ». (1) فهذا الحث من قبل القرآن والسنة على أهمية العدل في نفوس الناس يؤدي الى تمازج هذه الصفة الكبيرة المعنى في ما تبتغيه وما ترمي إليه مع كل عمل يفكر الأنسان القيام به على جميع الأصعدة ، فعدل الإنسان يؤدي الى دوام نعمته التي انعم الله به عليه وهذا نوع من العدل أتجاه خالق كل نعمة متنعمين بها شكراً له وإذعاناً منا بهذه النعم معترفين بها غير منكرين لها . وعدل الإنسان له صور يعبر عنها في القرآن والسنة منها : مثلاً عدل الانسان مع ربه وهذا أعظم انواع العدل تتصور بهذه الصورة شكر العبد وحمده لربه المنعم عليه بكل نعمة أنعمها الله على عبده ، وكذلك صورة عدل الحاكم على رعيته ومراعاة أمورهم وكف الأذى عن رعيته ومراعاة حقوقهم فهؤلاء هم ساسة الرعية وولاة أمرهم وهم أجدر الناس بالعدل . وقد ورد شعر عن أبي الحديد يقول : أبدأُ بالحمد لذي المحامد الحاكم العدل الإله الواحد ثم أثنى بعدُ بالتسليم على النبي الطاهر المعصوم (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16/48 ، ط مكتبة المرعشي النجفي - قم. |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
* العدل *
تقليص
X
-
* العدل *
(الخـفــاجــي)
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
تعليق