إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آيات القرآن تتجلّى في الأربعين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آيات القرآن تتجلّى في الأربعين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    وبدأت نسائم الأربعين تنشر عبقها لعشّاق زوّار الإمام الحسين ، تلك الزيارة المليونية التي ليس لها نظيرٌ في تاريخ البشرية، والتي عدّها إمامنا الحسن العسكري علامة من علامات المؤمن الخمس، حيث قال - سلام الله عليه: «عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ: صَلَاةُ إِحدى وخَمْسِينَ، وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ، وَتَعْفِيرُ الْجَبِينِ، وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ».

    والمتأمل في هذه الزيارة العظيمة تنكشف له تجلّيات آيات القرآن الحكيم فيها:

    أولاً - يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ﴾، وهذه الآية تتجلى بوضوح في مسيرة الأربعين الخالدة حيث الملايين الذين يتّجهون ناحية كربلاء المقدّسة من مختلف الجهات وبمسافات شاسعة، ورغم المخاطر التي قد تعترضهم في الطريق إلا أنهم يؤدّون هذا النُسك العظيم في أمن وأمان ببركات سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين .

    ثانياً - يقول تعالى:
    ﴿لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾، وتجلّيات هذه الآية أكثر وضوحاً، فكلُّ من يتوجّه لزيارة الأربعين يشهد المنافع، سواءً كان غنيّاً أم فقيراً معدماً، فمائدة الإمام الحسين تمتد لمئات الكيلومترات فلا يجوع زائر قد توجّه بقلبه للإمام الحسين ، وكذلك من يُمارس التجارة فإن موسم الأربعين فيه من الخيرات الكثير، والتاجر فيها رابحٌ بكلّ تأكيد، ومن يبذلون العلم والمعرفة يشهدون من المنافع ما لا يستطيعون إحصاءها، فبركات الأربعين أكبر من أن يستوعبها مقالٌ في صفحات، ولا حتى كتابٌ في مجلّدات.

    ثالثاً - يقول تعالى:
    ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾، وهذه الآية الشريفة تعكس الجائزة الكُبرى التي ينالها زوّار الإمام الحسين والباكين لمصابه، وقد يسأل سائلٌ ما علاقة زيارة الإمام الحسين والبكاء لمصابه بهذه الآية، ولماذا يُساقون إلى الجنة؟ أوليس من يُبشّر بالجنّة يسير إليها على عجل، فلماذا زوّار الإمام الحسين يُساقون إلى الجنّة؟


    وفي هذا العام حيث يحول الظرف دون وصول جمعٌ كبير من عشّاق زيارة الإمام الحسين إلى تلك المشاهد الشريفة، والمراقد المقدّسة، والكرامات الإلهية، إلا أننا نرجو أن نكون مشمولين بالرحمة التي تنال زوّار أبي عبد الله الحسين ، وأن يُشركنا الله سبحانه في صالح دعواتهم، ونحن بذلك نكون بذات المبدأ الذي تجسّد مع الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري «رض» والذي سار من المدينة المنوّرة إلى كربلاء المقدّسة بعد شهادة الإمام الحسين ووصلها في يوم الأربعين، وكان من فقرات زيارته: السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلَّت بفناء الحسين وأناخت برحله، أشهد أنكم أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً بالحقّ، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.

    قال عطية: فقلت لجابر: فكيف ولم نهبط وادياً، ولم نعلُ جبلاً، ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرِّق بين رؤوسهم وأبدانهم، وأوتمت أولادهم، وأرملت الأزواج؟! فقال لي: يا عطيَّة! سمعت حبيبي رسول الله ﷺ يقول: من أحبَّ قوماً حُشر معهم، ومن أحبَّ عمل قوم أُشرك في عملهم، والذي بعث محمداً ﷺ بالحقّ، إن نيّتي ونيَّة أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحابه.


    ونحن عشّاق الإمام الحسين في هذا الظرف نيّتنا جميعاً مع زوّار الإمام الحسين وقلوبنا معهم، وأيادينا نرفعها لربّ العزّة والجلال بأن يحفظ زوّار الإمام الحسين ويحميهم من كلّ مكروه، وأن يجعلنا في العام القادم ممن يحظى بزيارته المباركة إن شاء الله تعالى.

    اللهم اكشف هذه الغمّة عن هذه الأمة، بحضور سيّدنا ومولانا صاحب العصر والزمان، وعجّل يا إلهي في ظهوره، واجعلنا من أنصاره والمجاهدين بين يديه وتحت لوائه، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً برحمتك يا أرحم الراحمين، والحمد لله ربّ العالمين.

  • #2
    شكرا لاختنا الفاضله عطر الولاية لماتنشر من كتابات قيمه
    بارك الله فيكم
    وجعلنا الله واياكم من خدام مولانا سيد الشهداء عليه السلام

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X