طهارة القلب
إن التي سمت روحها وعلت همتها تبادر إلى الاستجابة لأوامر الله فتقول: سمعنا وأطعنا، وأمّا
من استحوذ عليها الشيطان وأحاطت بها الظلمات، فإنها تأبى الامتثال لأوامر لله فتقول: سمعنا
وعصينا، ولا تكتفي بذلك بل تورد الحجة؛ تلو الحجة لتبرر معاصيها وخطاياها ولتضل غيرها
من ضعيفات النفوس بتلك الحجج التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن الالتزام الكامل بما أوجبه الله تبارك وتعالى هو المبرئ للذمة، فلا تغني طهارة القلب وسلامة
النية تغني عن الحجاب، فالتي تخرج عن تعاليم الإسلام، ثم تدّعي أن طهارة القلب وسلامة النية
كافيتان لمرضاة الله جل وعلا عنها ولا داعي أن تلتزم بالحجاب أو الصلاة والصوم وغير ذلك
من الأمور الشرعية التي لا يصح الإسلام إلاّ بتطبيقها فهي واهمة كل الوهم؛ لأنها أعمت عينها
عن قوله عز من قائل.. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)/ (الذاريات:56)، وقوله تبارك
وتعالى.. (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ)/ (محمد:31)، فهذه الفئة من الناس
تتصور أن الله تعالى يوزع رحمته على الناس بمشيئتهم لا بمشيئته هو تقدست آلاؤه أو أن الله
العادل الحكيم الذي جعل الظلم من الكبائر وحرمه على نفسه قد تخلى عن صفاته حاشا لله
ان يساوى بين المسيء والمقصر، والمحسن والمجتهد في مرضاة الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا
كَبِيرًا)/ (الإسراء:43).
إن الحق سبحانه قد بيّن في سورة الفاتحة التي نقرؤها كل يوم ونكررها في كل صلاة بأنه
(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)/ (الفاتحة:4)، إشارة ليوم الحساب الذي يهرب منه المقصرون الذين يرفعون
شعار: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)/ (البقرة:173)، إنه حقاً غفور رحيم ولكن للتائبين القانتين وليس
للمذنبين المعاندين، ولو أننا تأملنا قول أمير المؤمنين( عليه السلام) : "دوام الطاعات وفعل
الخيرات والمبادرة إلى المكرمات من كمال الإيمان وأفضل الإحسان"، لوجدنا أن الإيمان
لا يكتمل إلاّ بالتزام الطاعات وفعل الخيرات فالقلب الذي يستقر فيه الإيمان لابد أن تظهر على
صاحبه آثاره، وأن الإنسان الذي يدّعي أن إيمانه القلبي يكفي لرضا الله تعالى عنه بلا تنفيذ
لأوامره هو كإبليس اللعين.
سهاد سعد عبد الأمير
تم نشره في العدد (45)
إن التي سمت روحها وعلت همتها تبادر إلى الاستجابة لأوامر الله فتقول: سمعنا وأطعنا، وأمّا
من استحوذ عليها الشيطان وأحاطت بها الظلمات، فإنها تأبى الامتثال لأوامر لله فتقول: سمعنا
وعصينا، ولا تكتفي بذلك بل تورد الحجة؛ تلو الحجة لتبرر معاصيها وخطاياها ولتضل غيرها
من ضعيفات النفوس بتلك الحجج التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن الالتزام الكامل بما أوجبه الله تبارك وتعالى هو المبرئ للذمة، فلا تغني طهارة القلب وسلامة
النية تغني عن الحجاب، فالتي تخرج عن تعاليم الإسلام، ثم تدّعي أن طهارة القلب وسلامة النية
كافيتان لمرضاة الله جل وعلا عنها ولا داعي أن تلتزم بالحجاب أو الصلاة والصوم وغير ذلك
من الأمور الشرعية التي لا يصح الإسلام إلاّ بتطبيقها فهي واهمة كل الوهم؛ لأنها أعمت عينها
عن قوله عز من قائل.. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)/ (الذاريات:56)، وقوله تبارك
وتعالى.. (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ)/ (محمد:31)، فهذه الفئة من الناس
تتصور أن الله تعالى يوزع رحمته على الناس بمشيئتهم لا بمشيئته هو تقدست آلاؤه أو أن الله
العادل الحكيم الذي جعل الظلم من الكبائر وحرمه على نفسه قد تخلى عن صفاته حاشا لله
ان يساوى بين المسيء والمقصر، والمحسن والمجتهد في مرضاة الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا
كَبِيرًا)/ (الإسراء:43).
إن الحق سبحانه قد بيّن في سورة الفاتحة التي نقرؤها كل يوم ونكررها في كل صلاة بأنه
(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)/ (الفاتحة:4)، إشارة ليوم الحساب الذي يهرب منه المقصرون الذين يرفعون
شعار: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)/ (البقرة:173)، إنه حقاً غفور رحيم ولكن للتائبين القانتين وليس
للمذنبين المعاندين، ولو أننا تأملنا قول أمير المؤمنين( عليه السلام) : "دوام الطاعات وفعل
الخيرات والمبادرة إلى المكرمات من كمال الإيمان وأفضل الإحسان"، لوجدنا أن الإيمان
لا يكتمل إلاّ بالتزام الطاعات وفعل الخيرات فالقلب الذي يستقر فيه الإيمان لابد أن تظهر على
صاحبه آثاره، وأن الإنسان الذي يدّعي أن إيمانه القلبي يكفي لرضا الله تعالى عنه بلا تنفيذ
لأوامره هو كإبليس اللعين.
سهاد سعد عبد الأمير
تم نشره في العدد (45)
تعليق