- بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: (مَن أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكلِّ خُطْوَةٍ ألفَ حسنة، ومحا عنه ألفَ سيّئة، ورفع له ألف دَرَجة).
الزيارة الاربعينية
هي تمثل نقطة تلاق بين الشيعة أنفسهم ومن شتى بقاع العالم وبين مبادئهم الإنسانية التي تم اختصارها بنقطة تدعى "طف كربلاء".
وتعمل الزيارة الاربعينية على تكريس ثقافة العمل التطوعي وروح المواطنة التي أسهمت في بناء الكثير من الدول الحديثة وتقدمها والعراق يحتاج لمثل هذه الثقافة.
وتمتلك زيارة الأربعين بما لها من خلفية دينية عاطفية فكرية قدرا كبيرا من الدافع على العمل التطوعي يفوق كل الإمكانات المؤسساتية في هذا المجال. فعلى مدى آلاف الكيلو مترات ومن جميع الاتجاهات المؤدية إلى كربلاء ولعدة أيام تجد الشيبة والشباب؛ الرجال والنساء في حركة متواصلة يبذلون جهودا جبارة وأموالا طائلة عن قناعة وإخلاص دون أدنى تذمر أو إحباط ودون أي أجر مادي دنيوي في قبال ما يبذلونه.
وتعمل الزيارة الاربعينية على تكريس ثقافة التكافل الاجتماعي بما يمثله من قيمة إنسانية عالية قبل أن تكون مبدأ دينيا، فالشارع المقدس قننها وارشد إليها؛ كما ويعد هذا المبدأ من أهم المبادئ التي تضمن للإنسان حد الكفاف على اقل التقادير بما يمنحه حياة كريمة بعيدة عن الذل والامتهان.
وزيارة الأربعين عندما تجمع بين العمل التطوعي من جهة والعطاء المادي والروحي اللامحدود ودون مقابل من جهة أخرى بذلك تبلغ ذروة التكافل؛ إذ من أهم السمات التي يكتسبها الانسان في زيارة الاربعين هي سمة العطاء الذي يورث بدوره خصالا اخلاقية وانسانية كثيرة من قبيل الكرم والجود والايثار وتغييب البخل والانانية والحب المفرط للذات.
وتعمل الزيارة الاربعينية على القضاء على التمييز العنصري وتكريس ثقافة المساواة والتواضع والتذكير بالأخوة الانسانية عامة والاسلامية خاصة بما تستمده من الامام الحسين عليه السلام من قيم دينية ومبادئ انسانية ورصيد فكري رصين.
فهي في جمعها لهذه الاعداد المليونية ذات الهدف الموحد، تمكنت من اذابة جميع الفوارق العنصرية بين هذه الاعداد الزاحفة الى كربلاء، اذ تجد فيهم شتى الجنسيات والقوميات والاديان والاتجاهات الفكرية كما تجد الاسود والابيض وقد تساوى الجميع في (الملبس، المطعم، المجلس، المنام، الخدمة)، بل يسير بعضهم الى جنب بعض في اجواء مشحونة بالأخوة والمحبة ونسيان الذات وكأنهم تخلوا عن جميع الفوارق وانتزع الغل من قلوبهم بمجرد ان وضعوا اقدامهم على طريق كربلاء حتى يبلغ ذلك ذروته عندما تجد ان هذه القوميات والاعراق والالوان كل منها يفتخر بان يكون خادما للآخر بروح ملئها المحبة والعطاء.
وهي ايضا تمنح الفرد الكثير من القيم الانسانية التي تساعد في بناء مجتمع متماسك وتمنحه القدرة على الصمود بوجه كثير من المزالق ومن هذه القيم (ترسيخ الإيمان، الحرية، العدالة، الصبر)
وغيرها الكثير.
⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕
⭕⭕⭕⭕
تعليق