اللهم صل على محمد وآل محمد
و قد وردت العديد من الروايات في الرضا بالذنب منها قول الأمام الجواد (عليه السلام) : " من إستحسن قبيحا كان شريكا فيه "(1) ، و قول امير المؤمنين ( عليه السلام ) : « الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم وعلى كلّ داخلٍ في باطلٍ اثمان ، إثم العمل به ، واثم الرضى به » (2). و إذا كان الرضا بالذنب يوجب أن يكون الراضي شريكا فيه مع من ارتكبه و بالتالي يترتب على ذلك شموله بالعقوبة الالهية ، فإن الرضا بإرتكاب الذنب بحق أولياء الله (تعالى) يوجب خدشا في تولي أوليائه (عز وجل) فضلا عن التبري من أعدائهم و لذا شمل اللعن في زيارة الاربعين للإمام الحسين (عليه السلام) من سمع بمقتل الامام الحسين و رضي به « ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به » .
و لا يقتصر الإشراك بالعمل و آثاره على الرضا بأعمال الشر و حسب بل و يشمل حتى الرضا بأعمال الخير . فقد روي عن الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « من شهد امراً فكرهه كان كمن غاب عنه ، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده » (3) . كما روي أنّ الامام عليّ (عليه السلام) لمّا أظفره اللّه بأصحاب الجمل، قال له بعض أصحابه: وددت أنّ أخي فلاناً كان شاهدنا ليرى ما نصرك اللّه به على أعدائك. فقال له (عليه السلام) : «أهوى أخيك معنا؟» فقال: نعم. قال: «فقد شهدنا. ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء سيرعف بهم الزمان، ويقوى بهم الاِيمان». (4)
و قد يُتساءل عن الفائدة المرجوة في إشراك الراضي بعمل ما مع العامل لمجرد رضاه به . و الجواب يكمن في نقطتين :
أولا : لاهتمام الاِسلام البالغ في مسألة تصفية الباطن ، و الترغيب إلى النية الخالصة والابتعاد عن النية المشوبة، و ذلك لأن النية مصدر العمل وروحه.
ثانيا : من رحمة الله (تعالى) بالمؤمنين و لطفه بمن لم يكن قادرا على القيام بأعمال الخيرات فقد أقام النية الخالصة مقام العمل .
إنتهى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
*(1) ميزان الحكمة ج3 ص218*
*(2) غرر الحكم و درر الكلم ج1 ص229*
*(3) ميزان الحكمة ج3 ص218*
*(4) المصدر السابق.*