تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
يتوهم البعض -من المتدينين وغيرهم- بأن الجلوس والإغتياب والضحك والقهقهة والسخرية والكلام عن ملذات الدنيا من الحب في الله والتزاور الذي يحث عليه الأئمة عليهم السلام، وآخرون يدعون أن سوء الخلق والإنقطاع المطلق عن الناس والرهبانية هو ما يرضاه الله، المطلوب منك أن تكون في الوسط؛ لا إفراط ولا تفريط.
سُئل السجّاد عليه السلام عن الكلام والسكوت أيّهما أفضل؟ فقال عليه السلام لكلّ واحدٍ منهما آفات، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت، قيل :كيف ذلك يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله؟! قال: لأنّ الله عزّ وجلّ ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنّما بعثهم بالكلام، ولا استحقّت الجنّة بالسكوت، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت، ولا تُوقّيت النار بالسكوت، إنّما ذلك كلّه بالكلام، ما كنت لأعدل القمر بالشمس، إنّك تصف فضل السكوت بالكلام، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت".
نعم السكوت له فضيلة إذا كان سكوتك لكف نفسك عن الغيبة والسُباب وغيرها من الآفات كالثرثرة التي تُعمي القلب وتصمه عن الهدى، ولكن الكلام أفضل إذا كان بالمقدار الذي لا يعمى معه القلب، بل الكلام الذي يحيي القلب هو المطلوب، ومن أمثلته هداية الآخرين لطريق الحق، التكلم بكلام المودة مع الأرحام والأصدقاء مما يوجب انبساط وانشراح في القلب وستشعر بالله أكثر!
ولاحظ أن للأئمة عليهم السلام أوقات معينة، فتارةً هم بين الناس يتكلمون وتارةً أخرى يعتزلون ويصمتون "فبهداهم اقتده".
كل إنسان عاقل غير متبع للهوى يعرف متى يصمت، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم" وللتوضيح يقول العارف الشيخ الأنصاري قدس سره "إن كُنت رجلاً فتزوج واجتمع مع الناس، كن في الناس ولا تكن معهم، هذا هو الفن" فالمزايلة المقصودة في الحديث هي أن تكون مع الناس ببدنك وأن يكون قلبك مع الله.
تعليق