إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أخلاق الامام الحسين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخلاق الامام الحسين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولكي نتعرف على أخلاق الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام من خلال مواعظه، وحكمه وبياناته،
    تعالوا نطالع بعقل متبصر، وقلب نير، وروح متفتحة.. هذه الروايات الشريفة، وتلك الجمل المنيفة، التي تخبرنا عن مواقف متعالية سامقة في دنيا الأخلاق،
    معبرة عن طيبة الإمام الحسين عليه السلام، إضافة إلى تعبيرها عن علمه الجم، ومعرفته النورانية.

    وهنا - وقبل عرض الأخلاق الحسينية - يحسن بنا أن نعرف:
    1. أولا: أن الإمام الحسين عليه السلام كان سلوكه كله أخلاقا قويمة طيبة، شهد بذلك العدو والصديق، حتى أن مبغضيه لم يستطيعوا أن يظفروا بشئ يعاب فيه، بل لم يملكوا إلا أن يمدحوه ويثنوا عليه - والفضل ما شهدت به الأعداء - وما كان منهم إلا التعبير عن حسدهم له، وحسدهم دال على فضله عليهم. وهذا التاريخ - رغم تسليطه لأضوائه على الإمام الحسين عليه السلام باعتباره شخصية كبيرة - لم يدون عليه إلا الفضائل والمناقب والمكارم.
    فالأخلاق الإلهية تجسدت فيه، فعبر عنها بشخصه الشريف، قبل منطقه
    الحكيم، لذا جاءت مواعظه نافعة أبلغ النفع، مؤثرة أبلغ التأثير، ليس في زمانه فحسب، بل تعدت حدود القرون والعصور. ثم إنها جاءت مفصحة عن مطاليب الشريعة الإسلامية وغاياتها.
    ثانيا: اتسمت أخلاق الإمام الحسين سلام الله عليه بالحكمة والمراعاة، فكانت موزونة أدق وزن، تراعي الظروف الموضوعية، وتراعي حالة السامع والناظر، من حيث مستواه وطبيعته ومدى استعداده وتقبله. لذا نجدها أساليب مفيدة في التربية والتوجيه، والإرشاد والتعليم.
    لنتأمل مثلا في هذه الرواية:
    عن الروياني، أن الحسن والحسين مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن،
    فأخذا في التنازع يقول كل واحد منهما: أنت لا تحسن الوضوء،
    فقالا: أيها الشيخ! كن حكما بيننا، يتوضأ كل واحد منا. فتوضئا ثم قالا: أينا يحسن؟
    قال: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن،
    وقد تعلم الآن منكما، وتاب على يديكما، ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما (١).
    أي أخلاق هي! وهما صغيران لم يحرجا شيخا يتوضأ ولا يعرف كيف ينبغي أن يتوضأ،
    فعلماه دون أن يخدشا شعوره.. يقول العالم الفاضل الشيخ جعفر التستري أعلا الله مقامه:
    (رأى رجلا لا يحسن الوضوء، فأراد أن يعلمه فاستحى من ذله حين يتعلم، فقال لأخيه:
    نحن نتوضأ قدامه ثم نسأله أي الوضوئين أحسن؟ ففعلا ذلك، فقال الأعرابي:

    كلاكما تحسنان الوضوء وأنا الجاهل الذي لا أعرف.) (2).
    وكأنه عليه السلام رأى الناس يملون النثر، ويأنسون بالشعر، ويستعذبون الكلام المقفى الموزون،

    حتى ليبقى في ذاكرتهم عقودا من الزمن، فجاراهم وجاء لهم بالحكم والمواعظ في صيغ شعرية جميلة وواضحة:

    فمما نسب إليه، ودونه التأريخ، قوله سلام الله عليه:
    إذا جادت الدنيا عليك فجد بها * على الناس طرا قبل أن تتفلت
    فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت * ولا البخل يبقيها إذا ما تولت (3)
    هذا في الحث على الجود.. أما في الاستغناء بالله تعالى عن الناس، فقد قال عليه السلام:
    إغن عن المخلوق بالخالق * تغن عن الكاذب والصادق
    واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير الله من رازق
    من ظن أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق
    أو ظن أن المال من كسبه * زلت به النعلان من حالق (4)
    ________________
    ١ - مناقب آل أبي طالب / للشيخ الفاضل لابن شهرآشوب ٣: ٤٠٠.*
    2 - الخصائص الحسينية / للشيخ جعفر التستري: ٢٢.*
    3 - تاريخ دمشق / لابن عساكر ٤: ٣٢٥.*
    4 - نفسه.*

    --------------------
    منقول


  • #2
    الأخ الفاضل الفقيه . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذه المشاركة القيمة عن أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X