بسم الله الرحمن الرحيم
مذكراتي العزيزة :
كعادتي رجعت من المدرسة ولكني مهموم والحزن بادي على وجهي
سلمت على امي العزيزة ،فردت سلامي وسألتني : مابك عزيزي ؟؟؟
فقلت لها : أمي لقد استلمنا درجات السعي اليوم ،
وقد كانت درجاتي ممتازة ياأمي ولكني بعض المواد لم تكن درجاتي
كاملة كلها وإنما اقل بدرجة أو درجتين
وقد تألمت لذلك ، ولكني عندما سمعت بدرجات صديقي مهدي
القليلة وبعضها تحت النجاح تألمت له كثيراً لأنه ظل يبكي طول الدرس
ويقول لي إن والدي سوف يضربني إن علم بذلك ....وانا اصبره وأتالم
له كثيراً ،فقلت له : حبيبي مهدي ، كم مرة قلت لك أدرس
وأجتهد وكنت تقول لي سأنجح انا احب العب كثيراً ومشاهدة التلفاز
والآن هل نفعك اللعب أو التلفاز؟؟؟
فقالت أمي :
عزيزي : صديقك هذا مقصر كثيراً في دروسه ، فلو كان قد درس
أول بأول ... لكان الآن ناجح وفرح بنجاحه كثيراً ولكن الآن لاينفع
الندم
ولكنه يمكنه ان يتدارك حبيبي .... يمكنه أن يراجع ويدرس
مادام عنده وقت قبل الأمتحانات
وأريدك أن تنصحه بذلك
ثم قالت أمي : هل تألم مهدي عندما ذكر المعلم درجاته القليلة امام
الطلاب ؟؟؟ نعم يا امي لقد بان الخجل على وجهه وغطى وجهه
بيديه وقتها ..........
أنظر حبيبي أتدري إن حال صديقك مهدي ودرجاته هو حالنا يوم القيامة ...
فقلت لأمي: وكيف ذلك حبيبتي ؟وضحي لي إن سمحتي ياامي ؟؟؟
فقالت امي : حبيبي هذه الدنيا هي بالحقيقة مزرعة لللآخرة ،كما قال الأمام
علي {عليه السلام} فمهما عملنا في هذه الدنيا من خير او شر سنجده
أمامنا يوم الحساب ،وكما ان صديقك مهدي خجل من نفسه ومن أصدقائه
عندما سمع الكل درجاته القليلة ، سوف نخجل ونغطي وجوهنا أمام
كل من في المحشر بسبب أعمالنا القليلة والأخطاء التي إرتكبناها
فكما ان لصديقك مهدي وقت لكي يتدارك درجاته
ويجتهد لكي ينجح في النهاية
نحن أيضاً لدينا متسع من الوقت ،فإن كل يوم يمنحنا الله تعالى فرصة لتصحيح أعمالنا وتدارك الاخطاء بالأستغفار والتوبة قبل فوات الأوان ،
وبذلك نزيد من حسناتنا وحتى نفوز بالأخرى بالجنة
إن شاء الله
فقلت لأمي :
أشكرك ياأمي لقد فهمت ما قلتي ،نعم إن نجاح الآخرة أهم بكثير
من نجاح الدنيا ،وإن شاء الله تعالى نفوز بالدنيا
والآخرة
تعليق