إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفة مع الامام الرضا على السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفة مع الامام الرضا على السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حياة الإمام علي بن موسى الرضا مدرسة تفيض بالعطاء، وتشع بالعلم، وتلهم الأجيال أروع دروس الكمال البشري، هذه الشخصية العظيمة كانت قدوة في الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة والخصال الكريمة مما جعلها تتسنم مقام الذروة من الكمال الإنساني.
    ومن الطبيعي يكون الإمام المنصوص عليه من قبل الله تعالى يتصف بصفات لا يتصف بها أحد من الناس وقد حبا آلله الإمام بصفات الهية جعلته أعلم الناس وأعدلهم وأزهدهم وأفقههم وأكملهم في أخلاقه وشيمه وجميع صفاته، وهذا ما يلمسه المتتبع لتاريخ الأئمة الطاهرين من أهل البيت (ع) والمستقرء لحياتهم ومنهجهم.
    حيث يروي لنا التاريخ الكثير من الأحاديث والروايات والمواقف التي تشهد بفضلهم وعلمهم وتفوقهم على من خالفهم وناوئهم، وجاءت بعض هذه الأحاديث والروايات حتى في خصومهم الذين لم يجدوا بدأ من الاعتراف بفضلهم، والإقرار بعلمهم.
    وسنقتصر هنا ببعض هذه الأحاديث فيما يخص الإمام الرضا، فقد روي عن إبراهيم بن العباس الصولي انه قال: ما رأيت الرضا سئل عن شيء إلا علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه وكان جوابه كله انتزاعا من القرآن المجيد.
    وقال رجاء بن أبي الضحاك: كان قد بعثه المأمون لأشخاص الرضا: والله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله منه ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته ولا أشد خوفاً لله عز وجل... ومضى يقول: كان لا ينزل بلداً إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم، فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن آبائه عن علي عن رسول الله (ص) فلما وردت على المأمون سألني عن حاله في طريقه فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره وظعنه وأقامته، فقال: بلى يا أبن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم.
    وقال أبن الجوزي في تذكرته والحاكم في تاريخ نيسابور: لقد أخذ العلم والحديث عن أبيه، وكان يجلس في مسجد رسول الله (ص) فيفتي الناس وهو أبن نيف وعشرين سنة، وقال المأمون لمن ثقل عليهم اختياره ولياً لعهده من بني العباس، كما جاء في البحار عن الحاكم الحافظ النيسابوري قال: وأما ما ذكرتم من استبصار المأمون في البيعة لأبي الحسن الرضا فما بايعت له إلا مستبصراً في أمره عالماً بأنه لم يبق احد على ظهرها أبين فضلاً ولا أظهر عفة ولا أروع زهداً في الدنيا، ولا أطلق نفساً ولا أرضى للخاصة والعامة ولا أشد في ذات الله منه، الى غيرها من الأحاديث الكثيرة في فضل الإمام الرضا على من سواه.
    ولد الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في المدينة المنور سنة (148هـ) أمه جارية أسمها (تكتم) ولقبها الإمام الكاظم (ع) بالطاهرة وكانت معروفة بعظيم خلقها وسمو دينها وكثرة عبادتها، نشأ الإمام الرضا (ع) في ظل أبيه الكاظم (ع) وتلقى علومه على يده مدة وجودة معه (35) سنة فلما توفى الإمام موسى بن جعفر(ع) انتقلت الإمامة اليه وتولى زعامة المدرسة المحمدية التي أرست للأمة دعائم الإسلام.
    عايش الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في فترة إمامته الكثير من الفتن والمحن القاسية، فإلى جانب موقف السلطة المتعصب والمتشدد من الأئمة (ع) كانت هناك انقسامات واضطرابات أثارها البعض من الذين أظهروا البدع وأنكروا إمامة الإمام الرضا (ع).
    فأول ما واجهه الرضا (ع) في مسلسل المحن هي محنة الواقفية الضالة التي ابتدعها بعض المنحرفين الذين شذوا عن الصراط القويم، وتزاغوا عن طريق الحق المتمثل بأهل البيت (ع) في سبيل مصالحهم الشخصية وأغراضهم الدنيوية فقد ادعت هذه الفرقة أن الإمام الكاظم (ع) لم يمت بل رفع الى السماء كما رفع عيسى بن مريم وأنه المهدي ولا أمام بعده.
    لقد كانت هذه الفرقة من اشد الناس عناداً للحق فأنكروا موت الإمام الكاظم (ع) مع أنهم رأوا تشييعه وتغسيله وتكفينه ودفنه ولم تقتصر ضلالتهم على أنفسهم بل عمدوا جاهدين على حرف الشيعة عن الإمام الحق وهو الإمام الرضا (ع) وكان الدافع الى دعوتهم هو الاستئثار بأموال كانت عندهم، ذلك أن الإمام الكاظم (ع) كان قد عهد اليهم بجباية الأخماس من شيعته، وقد اجتمع لديهم مبلغ كبير من المال خلال الشطر الأخير من حياة الكاظم (ع) وهو في غياهب السجون، فلما استشهد (ع) في السجن طالبهم الإمام الرضا (ع) بما عندهم من الأموال ففرت بهم الدنيا وأنكروا موت الإمام موسى بن جعفر (ع) وأدعى بعضهم رجوعه من (غيبته) كما رجع موسى بن عمران، وكان أقطاب هذه الفرقة علي بن أبي حمزة البطائني وعنده ثلاثون ألف دينار وزياد بن مروان القندي وعنده سبعون ألف دينار وعثمان بن عيسى الرواسي وعنده ثلاثون ألف دينار وأحمد بن ابي بثر السراج وعنده عشرة ألاف دينار.
    وقد حاول هؤلاء الضالون إغراء احد أصحاب الكاظم (ع) بالأموال ولكنهم فشلوا، فقد روى الكشي في رجاله: ان يونس بن عبد الرحمن قال: مات أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) وليس من قوامه احد الا وعنده المال الكثير وذلك بسبب وقوفهم وجحودهم موته -ثم ذكروا أسمائهم والأموال التي عندهم - ثم مضى يقول فلما رأيت ذلك وتبين لي الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا (ع) ما علمت تكلمت في ذلك، ودعوت الناس إليه فبعثا لي وضمنا لي عشرة آلاف دينار على أن اكف واترك هذا الأمر فقلت لهما: إنا روينا عن الصادقين أنهما قالا: اذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب الله عنه نور الإيمان وما كنت ادع الجهاد وأمر الله على كل حال، فناصباني وأظهرا لي العداوة.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X