إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دروس مدرسة كربلاء الحسين - رضيع الحسين (ع): أصغر شهيد وأكبر شاهد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دروس مدرسة كربلاء الحسين - رضيع الحسين (ع): أصغر شهيد وأكبر شاهد


    . المقدمة

    تفاوت الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الظالمون من ظالم إلى آخر بالنسبة والانتساب، فعندما نقارن الظلم الذي يقع على المسلم مِمّن لا دين له ولا قيم يؤمن بها، وليس له مدد من السماء يمدّه بتوجيهات ومواعظ، مع الظلم الذي يقع على المسلم من مسلم مماثل، يماثله في الدين، وفي الإدعاء، ويحمل ذات القيم التي يحملها المظلوم، فهنا ستختلف الجريمة عن سابقتها، وستكون الجريمة أعظم وأكبر


    المحور الاول : السهم الفاصل- القاتل

    ان النهضة الحسينية التي تركت آثارها في الضمير والوجدان العالمي، حملت كمّاً هائلاً من الصدق والشفافية المتناهيةو غيرت مفاهيم و افكار سادت عقود وقرون من الزمن، وأضاءت للانسانية طريقاً جديداً يكتشف من خلالها كيفية الوصول الى الحب الحقيقي وتجنّب الكراهية؟ ومتى يكون شديداً؟ ومتى يكون ليَناً؟ ثم أين تكمن القوة في شخصية الانسان؟ وما هي علائم الضعف؟
    هذه الاسئلة كانت حائرة دون جواب قاطع حتى سقط ذلك السهم في عنق رضيع الامام الحسين، عليه السلام، وذبحه من الوريد الى الوريد، وأريق دمه الطاهر، وارتفع ذلك الدم الثائر الى السماء من كفّ الامام، عليه السلام، ليكون شاهداً على حقبة طويلة من نزعة انسانية مريرة.


    المحور الثاني : عمق الجريمة وثقافة الإجرام

    جريمة قتل الطفل الرضيع (ع) على أرض كربلاء لها أبعاد فكرية وثقافية عامة، تجعلها من حيث النوع جريمة عميقة، فإن المداليل الثقافية مهمة في معرفة نوع الجريمة، وفي الجريمة التي نحن بصدد الحديث عنها، تحمل بين طياتها بعدين آخرين، أكثر أهمية مما ذكر، وهما بعد انتهاك حقوق الطفولة، وبعد التعدّي على ذرية رسول الله (ص)، وفي هذا القسم نسلط الضوء على هذين البعدين:

    انتهاك الطفولة:

    من أوضح الانتهاكات التي لا يمكن أن تبرّر بأي حال من الأحوال، هي انتهاك حقوق الأطفال، لأنهم النفوس البريئة التي لم تع ما يجري حولها من الأحداث، وليست قادرة على اختيار مواقف لها، فهي في طور النمو، فلم يجب عليها تكليف، ولا تُعزى إليها مهام، فهي أحوج ما تحتاج إليه الرعاية من قبل المحيطين بها كالوالدين، بل وسائر أطراف المجتمع هم مسئولون عن سلامة ورعاية الطفولة، لكي تأخذ حقها في النمو وسط مجتمع صالح.
    وقد جاءت الرسالة الإسلامية لتشرّع لهذا المسار وتدعم حق الطفولة في الرعاية والعيش بسلام، فعن النبي (ص): "الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين..".
    وجاء عن أبي عبد الله (ع): "دع ابنك يلعب سبع سنين، ,ألزمه نفسك سبع سنين..". ودعه هنا أي لا تلزمه بعمل يؤثر على حقوقه الطبيعية في النمو، ولا تعكر صفو براءة الطفولة بالقسر والإلزام بما يشق عليه.

    التعدّي على ذرية النبي (ص)

    وما يضيف إلى جريمة قتل الرضيع معنى أعمق، هو انتساب الرضيع إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، فهو من أشرف سلالة على وجه الأرض، حيث فضلهم الله تعالى على العالمين، وطهرهم تطهيراً، وإن قتل الرضيع من سلالتهم الطاهرة، لهو تعد على أصل المنبت، وإساءة إلى النبي وأهل بيته.
    وإن هذا الجانب لا يقلل من انتهاك حقوق الأطفال الآخرين، وإنما يضيف مداليل أخرى لهذه المصيبة، وهي حالة الكراهية والانتقام من الرسول (ص) في أهل بيته الطاهرين، وهذه الجنبة تعطي هذه المصيبة ما لن تجدها في غيرها من المصائب أبداً، باعتبار أن نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص) هو الذي جاءهم بالرسالة التي انتشلتهم من وحل الجاهلية إلى عز الإسلام، وأن رسول الله (ص) هو أعظم رجل في التاريخ، وكل المسلمين يعتقدون أنه الأعظم في المخلوقات على الإطلاق، فكان من الواجب حفظه في أهل بيته وفي ولده، لأن المرء يكرم في ولده.

    المحور الثالث:
    الموقف الرسالي
    فأمام حقائق التاريخ الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، لابد أن يكون هنالك وضوح في الموقف الرسالي لمن يقرأ التاريخ، ويتصفح المظالم التي وقعت فيه، ويقف وقفة صادقة مخلصة مع قلبه وعقله، فيتخذ المجرمين أعداء، فلا يكفي أن يؤمن إيماناً قلبياً بالحقائق، إذ لابد أن يتبع ذلك موقف، فإن الله تعالى يقول: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) ومن يتخذ المجرم عدواً فهذا يعني أن يعلن البراءة منه، ومن أفعاله، ويقف مع المظلوم ويحمل رايته.
    وفي حادثة عظيمة كحادثة قتل الطفل الرضيع (ع)، تحتّم على العاقل أن يجري مع الأمور إلى اكتشاف عمق الجريمة، وإلى اكتشاف المتسببين والمؤسسين لهذا النوع من الجرائم في حق أهل بيت النبوة، وفي زيارة عاشوراء تأخذنا النصوص إلى هذه الحقيقة من الاعتبار من التاريخ ومن مآسيه وجراحاته


    ----------------
    منقول


    أين استقرت بك النوى

  • #2
    الأخ الفاضل مصباح الدجى . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على نقل ونشر هذه المشاركة القيمة عن الشاهد والشهيد إبن الشهيد المظلوم الطفل عبد الله الرضيع الإمام الحسين (عليهما السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X