وصار الملعونون سلاطين هذه الامه
فكيف يلمعون صورهم ؟
وكيف قاوموا تاثير اللعن عليهم
رفضت قريش الدين الجديد وقاومت النبي واصحابه وعذبتهم اقسى انواع العذاب واستشهد تحت التعذيب ياسر وسميه
حتى قال رسول الله (ص) ما اوذي نبي مثلما اوذيت وحاربته قريش عسكريا وحاصرته اقتصاديا وتحالفت مع اليهود ضده ولم تبق شيئا تستطيع فعله لمقاومته ومحاربته لم تفعله
اعز الله دينه ونصر نبيه وفتحت مكه وانتشر الاسلام وصار اعداء الامس طلقاء اليوم وتسلقوا في مناصب الدوله الجديده ليبدءوا هذه المره نسف الاسلام من الداخل
كيف قاومت قريش تاثير اللعن على قادتها الملعونين
اولا: جمع احاديث رسول الله (ص) وحرقها
فما ان اغمض رسول الله (ص) عينيه والتحق بالرفيق الاعلى حتى بدات مساعيهم لطمس معالم الدين وحرق احاديث الرسول ومنع الامه من تداول الاحاديث ولاسيما تلك التي تلعن قادتهم
يقول احمد حسن يعقوب في كتابه (اين سنه الرسول وماذا فعلو بها ) في الصفحه 264
الخليفة الأول يحرق سنة الرسول التي جمعها بنفسه
كانت ” قريش ” أو ذلك النفر من قريش ينهى سرا عن كتابة ورواية سنة الرسول ، ويشكك بصحة وصواب جانب من سنة الرسول ، وأثناء مرض الرسول ، كشف ذلك النفر عن نفسه ، فأخذ ينهى عن كتابة سنة الرسول ويحرض علنا على عدم اتباعها ! معبرا عن قناعته الخاصة من خلال قوته ! وعندما استولى ذلك النفر على منصب الخلافة أعلن رسميا وعلى مستوى الدولة منع كتابة ورواية سنة الرسول
ويبدو أن أول أمر أو مرسوم قد أصدره الخليفة الأول كان يتضمن قراره بمنع رواية وكتابة سنة الرسول
قال الذهبي في ترجمة أبي بكر : إن الصديق – يعني أبا بكر – قد جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال :
( إنكم تحدثون عن رسول الله ( ص ) أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ) (1)
لم يكتف الخليفة بهذا المرسوم الذي منع بموجبه المسلمين من أن يحدثوا أي شئ من سنة رسول الله ، بل تناول الأحاديث التي جمعها بنفسه ، وسمعها بنفسه من رسول الله ، فأحرقها !
قال الذهبي :
( إن أبا بكر جمع أحاديث النبي ( ص ) في كتاب ، فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثم دعا بنار فأحرقها ) (2)
روى القاسم بن محمد أحد أئمة الزيدية عن الحاكم بسنده إلى عائشة قالت :
( جمع أبي الحديث عن رسول الله ، فكانت خمسمائة حديث فبات ليله يتقلب ، فلما أصبح قال أي بنية ، هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها فدعا بنار فأحرقها ) (3)
عمر يجمع الاحاديث من عامه المسلمين ويحرقها
واكتشف عمر أن بين أيدي الناس كتبا كثيرة ، فاستنكرها وكرهها وقال :
( أيها الناس إنه قد بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب ، فأحبها إلى الله أعدلها وأقومها . . . فلا يبقين أحد عنده كتابا إلا أتاني به فأرى فيه رأيي )
قال القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فظن الناس أنه يريد أن ينظر في هذه الكتب ، ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف فأتوه بها
لقد نجح الخليفة بإيهام المسلمين بأنه يريد أن يكتب سنة الرسول ، لذلك أتته الأكثرية من المسلمين بما هو مكتوب عندها من سنة الرسول ، ووضعوا هذه السنة المكتوبة بين يديه ، ليتمكن الخليفة من تدوينها كما وعد
والأقلية من المسلمين التي تعرف الخليفة وتعرف موقفه من سنة الرسول ونواياه نحوها هي التي احتفظت بسنة الرسول المكتوبة عندها ، وهي التي لم تسلم الكتب الموجودة لديها ، وكان الإمام علي وأهل بيت النبوة (ع) ومن والاهم هم القلة التي احتفظت بسنة الرسول المكتوبة عندها ، وبالكتب المحفوظة لديها
لما اعتقد الخليفة أن المسلمين قد أتوه بكامل سنة الرسول المكتوبة عندهم وبكل الكتب المحفوظة لديهم ، قام الخليفة بإحراقها بالنهار وحرقها فعلا ( 4)
وهكذا تمكن الخليفة من القضاء التام على سنة الرسول المكتوبة
وحتى الكتب المحفوظة لدي الأكثرية الساحقة من أهل المدينة المنورة
الخليفة يعمم على كافة الأمصار الخاضعة لحكمه لمحو سنة الرسول
لما نجح الخليفة عمر بن الخطاب بجمع ما لدى أكثرية المسلمين من سكان المدينة المنورة من سنة الرسول المكتوبة ، والكتب المحفوظة لديهم وإحراقها بالنار ، أصدر مرسوما عممه على كافة البلاد الخاضعة لحكمه هذا نصه :
(أن من كان عنده شئ من سنة الرسول المكتوبة فليمحه ) (5)
وهناك اطمئنت قريش ان كل الاحاديث التي تحدث بها رسول الله قد انتهت ومن ظمنها تلك الاحاديث التي لعن فيها كفار ومنافقي قريش
لتاتي بعد ذلك المرحله الاخرى وهي اختلاق احاديث تلمع صور الملعونين من ساده قريش
الناس لازالت تتناقل احاديث رسول الله بلعنهم
والناس لازالت تتذكر لعن رسول الله لهم في قنوته في الصلاه
اقدمت قريش على سلسله من الاجراءات لتلميع صور طغاتها الملعونين في الموارد التي ذكرناها انفا ومن بين تلك الاجراءات مايلي
ثانيا :الغاء القنوت في الصلاه لانه يذكر المسلمين بلعن رسول الله (ص) لعتاه قريش في قنوته
يقول الشيخ علي الكوراني في كتابه تدوين القران
من المعروف في سيرة النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقنت في صلاته، أي يرفع يديه أثناء الصلاة ويدعو الله تعالى.. وقد يدعو على أعداء الله ورسوله من المشركين والمنافقين، ويلعنهم ويسميهم بأسمائهم
وقد سار الناس على سيره رسول الله (ص)ولعن الكافرين والمنافقين من طغاه قريش في القنوت فكان لا بد من تشريع يلغى بموجبه القنوت لكي تموت معه هذه السنه بمرور الايام
وقد اقدم فقهاء السلطان على الغاء القنوت في الصلاه وحصره على صلاه الفجروالوتر او اذا نزلت بالناس نازله فيدعو الامام بشانها وجوز الإمام أحمد أن يقنت الأمراء فقط في صلاتهم ويدعوا، أما عامة المسلمين فلا
ثالثا - اختلاق احديث تخطأ رسول الله (ص) لانه لعن طغاه قريش
ويقول الشيخ الكوراني(وضعوا أحاديث مفادها أن النبي صلى الله عليه وآله قد اعترف بخطئه في لعن الذين لعنهم ودعا عليهم، لأنه بشر ! فدفع كفارة خطئة بأن دعا الله تعالى أن يجعل لعنته على من لعنه أو سبه أو آذاه (صلاة وقربة، زكاة وأجرا، زكاة ورحمة، كفارة له يوم القيامة، صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة، مغفرة وعافية وكذا وكذا.. بركة ورحمة ومغفرة وصلاة، فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح) على حد تعبير الروايات
عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة اليك يوم القيامة) (6)
وروى مسلم في صحيحه ج 8 ص 26
عن أبي هريرة أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة) (7)
وروى مسلم وكتب اخرى عشرات الاحاديث بنفس هذا المعنى
رابعا – اختلاق احاديث بان جبراشيل وبخ النبي (ص) للعنه عتاه قريش
من أعمال معالجة اللعن، أحاديث أكثر جرأة على مقام النبي صلى الله عليه وآله لأنها تصرح بأن النبي قد أخطأ في لعنه من لعن فبعث الله تعالى إليه جبرئيل فوبخه وقال له: إن الله يقول لك إني لم أبعثك سبابا ! بل بعثتك رحمة للعالمين، والقرشيون قومك وأهلك أولى بالرحمة الإلهية، فلماذا تسبهم وتلعنهم ؟ ! وعلمه دعاء عاما يقوله في قنوته ليس فيه ما يمس قريش
عن خالد بن أبي عمران قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر (يعني قريش) إذ جاءه جبرئيل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا ! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذابا، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون(8)
خامسا- وضعوا تفسيرا لايه من القران ينسجم واهدافهم
قال الله تعالى
( ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون)
(آل عمران – 128 )
(… عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية، قال فنزلت الايه: ليس لك من الأمر شئ، أو يتوب عليهم، فتاب عليهم فأسلموا وحسن إسلامهم (9)
أما البخاري فقد عقد للآية أربعة أبواب ! روى فيها كلها أن الله تعالى رد دعاء نبيه على المشركين والمنافقين أو لعنه إياهم، ولم يسم البخاري الملعونين في أكثرها حفظا على كرامتهم
قال حميد وثابت عن أنس: شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ فنزلت: ليس لك من الأمر شئ (10)….
عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله عزوجل: ليس لك من الأمر شئ الى قوله… فانهم ظالمون
وقد حرفوا تفسير الايه والتفسير الصحيح لها مايلي
ورد في البرهان في تفسير القران للسيد هاشم الحسيني البحراني
العياشي: عن جابر الجعفي، قال: قرأت عند أبي جعفر (عليه السلام) قول الله: { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ
قال: ” بلى و الله، إن له من الأمر شيئا و شيئا و شيئا، و ليس حيث ذهبت، و لكني أخبرك أن الله تبارك و تعالى لما أمر نبيه (صلى الله عليه و آله) أن يظهر ولاية علي (عليه السلام) فكر في عداوة قومه له، و معرفته بهم. و ذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله: كان أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه و آله) و بمن أرسله، و كان أنصر الناس لله تعالى و لرسوله (صلى الله عليه و آله)، و أقتلهم لعدوهما، و أشدهم بغضا لمن خالفهما، و فضل علمه الذي لم يساوره أحد، و مناقبه التي لا تحصى شرفا
فلما فكر النبي (صلى الله عليه و آله) في عداوة قومه له في هذه الخصال، و حسدهم له عليها ضاق عن ذلك، فأخبر الله تعالى أنه ليس له من هذا الأمر شيء، إنما الأمر فيه إلى الله أن يصير عليا (عليه السلام) وصيه و ولي الأمر بعده، فهذا عني الله، و كيف لا يكون له من الأمر شيء، و قد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال، و ما حرم فهو حرام، قوله
( الحشر 7){ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ }
وتفسر الايه التاليه حرج رسول الله وتخوفه من تبليغ الامه بامامه علي (ع) وولايته
قال الله تعالى
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
سادسا: الفتوى بالجنة للمنافقين
فقد صدر قرار قبول المنافقين واعتبارهم مسلمين من أهل الجنة، وكتبوا تحته توقيع النبي صلى الله عليه وآله، فظهرت الروايات التي تشهد بذلك ! ومن أجل عيون مشركي قريش ومنافقيها صدرت الفتاوي باستحقاق منافقي المدينة من غير قريش لدخول الجنة
روى أحمد في مسنده قصة مالك بن الدخشم الذي كان رأس المنافقين بعد ابن أبي سلول فقال:
(قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأصحابه يتحدثون بينهم، فجعلوا يذكرون ما يلقون من المنافقين فأسندوا أعظم ذلك الى مالك بن دخشم،فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ فقال قائل بلى وما هو من قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فلن تطعمه النار أو قال لن يدخل النار)(11)
سابعا: اعطاء المنافقين(وبعضهم ملعون بالاسم) شهاده حسن سلوك واختلاق احاديث توجب لهم الجنه
وإعطاءهم مناصب هامة في الدولة الإسلامية وأول من فتح هذا الباب وأعطى مناصب الدولة للمنافقين هو الخليفة عمر.. وكان يبرر ذلك تبريرا عصريا فيقول إن مسألة الدين أمر بين الإنسان وربه.. والمنافق إثمه عليه
عن عمر قال: (نستعين بقوة المنافق، وإثمه عليه !)(12)
(عن الحسن أن حذيفة قال لعمر: إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال عمر: إني لاستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قفائه )(13)
ثامنا:وضع احاديث تمنع لعن شارب الخمرلكي لايلعن شارب الخمر (الملعون على لسان النبي ) او اللاحق منهم
عن عمر أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله ، وكان يلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، قال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ، فو الله ما علمت ، إلا أنه يحب الله ورسوله(14)
تاسعا: لانهم واولادهم فاسقون وضعوا احاديث بعدم جواز لعن الفاسق المعين ورو بذلك احاديث مختلقه عن النبي (ص)
وبذلك يحق لك ان تلعن الفاسقين عموما اما ان تعين فاسقا باسمه فذلك ممنوع لكي يكونوا في مأمن من اللعن
قال ابن تيمية في “مجموع الفتاوى6/511
(واللعنة تجوز مطلقا لمن لعنه الله ورسوله ، وأما لعنة المعين فإن علم أنه مات كافرا جازت لعنته ، وأما الفاسق المعين فلا تنبغي لعنته لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يلعن عبد الله بن حمار الذي كان يشرب الخمر ، مع أنه قد لعن شارب الخمر عموما ، مع أن في لعنة المعين إذا كان فاسقا أو داعيا إلى بدعة نزاعاً)
وقال الشيخ ابن عثيمين في “القول المفيد1/226
الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم ؛ فالأول (لعن المعين) ممنوع ، والثاني (لعن أهل المعاصي على سبيل العموم جائز ، فإذا رأيت محدثا ، فلا تقل لعنك الله ، بل قل : لعنة الله على من آوى محدثا ، على سبيل العموم ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقوله : (اللهم ! العن فلانا وفلانا وفلانا ) نهي عن ذلك بقوله تعالى : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) رواه البخاري
عاشرا: اختلاق حديث اعتبار كل الصحابه هداه مهديون
الصحابه فيهم من قتل العشرات وفيهم الزاني وفيهم من تخلف عن جيش اسامه وفيهم من قذف المحصنات وفيهم من كل الاصناف التي لعنها الله ورسوله ولذلك وضعوا احاديث كاذبه تمنح الصحابه قدسيه وحصانه من النقد واللعن لا بل ترشحهم لكي يكونوا قدوه للامه تهتدي بهم فرووا الاحديث الطوال في ذلك واسندوها للنبي (ص) ومنها على سبيل المثال
قالوا :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )
احد عشر: ولكي يغلق باب اللعن نهائيا رفعوه حتى عن ابليس
وقالوا:
( لا تلعنوا الشيطان واستعيذوا بالله منه لانكم اذا لعنتموه تعاظم في نفسه ) …سبحان الله اي جراه على الله يمتلك هؤلاء ام انهم لم يقراوا القران
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم لعن الشيطان فاجاب بقوله
(لم نؤمر بلعن الشيطان وانما امرنا بالاستعاذه منه)
وهكذا اغلق باب اللعن الا بحق الامام علي (ع) فانه مستحب اذا لم يكن واجبا وفي بعض الحالات تطير الرقاب بتركه
(تذكره الحفاظ للذهبي ج1 ص 2و3) (1)
(2) تذكره الحفاظ للذهبي ج1 ص5 وعلوم الحديث ص 39
(3) كنز العمال ج1ص285 وتدوين السنه الشريفه ص 264
( الطبقات الكبرى لابن سعدج5 ص140 ) (4)
( (5) كنز العمال ج10 ص291
(6) صحيح البخاري ج 7 ص 157
(7) صحيح مسلم ج 8 ص 26
(8) سنن البيهقي ج 2 ص 210
(9) قال الترمذي في ج 4 ص 295
(10)صحيح البخاري ج 5 ص 35
(11) مسند احمد ج 3 ص 135
(12) كنز العمال ج 4 ص 614
(13) كنز العمال ج 5 ص 771
(14) البخاري 6780
فكيف يلمعون صورهم ؟
وكيف قاوموا تاثير اللعن عليهم
رفضت قريش الدين الجديد وقاومت النبي واصحابه وعذبتهم اقسى انواع العذاب واستشهد تحت التعذيب ياسر وسميه
حتى قال رسول الله (ص) ما اوذي نبي مثلما اوذيت وحاربته قريش عسكريا وحاصرته اقتصاديا وتحالفت مع اليهود ضده ولم تبق شيئا تستطيع فعله لمقاومته ومحاربته لم تفعله
اعز الله دينه ونصر نبيه وفتحت مكه وانتشر الاسلام وصار اعداء الامس طلقاء اليوم وتسلقوا في مناصب الدوله الجديده ليبدءوا هذه المره نسف الاسلام من الداخل
كيف قاومت قريش تاثير اللعن على قادتها الملعونين
اولا: جمع احاديث رسول الله (ص) وحرقها
فما ان اغمض رسول الله (ص) عينيه والتحق بالرفيق الاعلى حتى بدات مساعيهم لطمس معالم الدين وحرق احاديث الرسول ومنع الامه من تداول الاحاديث ولاسيما تلك التي تلعن قادتهم
يقول احمد حسن يعقوب في كتابه (اين سنه الرسول وماذا فعلو بها ) في الصفحه 264
الخليفة الأول يحرق سنة الرسول التي جمعها بنفسه
كانت ” قريش ” أو ذلك النفر من قريش ينهى سرا عن كتابة ورواية سنة الرسول ، ويشكك بصحة وصواب جانب من سنة الرسول ، وأثناء مرض الرسول ، كشف ذلك النفر عن نفسه ، فأخذ ينهى عن كتابة سنة الرسول ويحرض علنا على عدم اتباعها ! معبرا عن قناعته الخاصة من خلال قوته ! وعندما استولى ذلك النفر على منصب الخلافة أعلن رسميا وعلى مستوى الدولة منع كتابة ورواية سنة الرسول
ويبدو أن أول أمر أو مرسوم قد أصدره الخليفة الأول كان يتضمن قراره بمنع رواية وكتابة سنة الرسول
قال الذهبي في ترجمة أبي بكر : إن الصديق – يعني أبا بكر – قد جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال :
( إنكم تحدثون عن رسول الله ( ص ) أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ) (1)
لم يكتف الخليفة بهذا المرسوم الذي منع بموجبه المسلمين من أن يحدثوا أي شئ من سنة رسول الله ، بل تناول الأحاديث التي جمعها بنفسه ، وسمعها بنفسه من رسول الله ، فأحرقها !
قال الذهبي :
( إن أبا بكر جمع أحاديث النبي ( ص ) في كتاب ، فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثم دعا بنار فأحرقها ) (2)
روى القاسم بن محمد أحد أئمة الزيدية عن الحاكم بسنده إلى عائشة قالت :
( جمع أبي الحديث عن رسول الله ، فكانت خمسمائة حديث فبات ليله يتقلب ، فلما أصبح قال أي بنية ، هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها فدعا بنار فأحرقها ) (3)
عمر يجمع الاحاديث من عامه المسلمين ويحرقها
واكتشف عمر أن بين أيدي الناس كتبا كثيرة ، فاستنكرها وكرهها وقال :
( أيها الناس إنه قد بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب ، فأحبها إلى الله أعدلها وأقومها . . . فلا يبقين أحد عنده كتابا إلا أتاني به فأرى فيه رأيي )
قال القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فظن الناس أنه يريد أن ينظر في هذه الكتب ، ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف فأتوه بها
لقد نجح الخليفة بإيهام المسلمين بأنه يريد أن يكتب سنة الرسول ، لذلك أتته الأكثرية من المسلمين بما هو مكتوب عندها من سنة الرسول ، ووضعوا هذه السنة المكتوبة بين يديه ، ليتمكن الخليفة من تدوينها كما وعد
والأقلية من المسلمين التي تعرف الخليفة وتعرف موقفه من سنة الرسول ونواياه نحوها هي التي احتفظت بسنة الرسول المكتوبة عندها ، وهي التي لم تسلم الكتب الموجودة لديها ، وكان الإمام علي وأهل بيت النبوة (ع) ومن والاهم هم القلة التي احتفظت بسنة الرسول المكتوبة عندها ، وبالكتب المحفوظة لديها
لما اعتقد الخليفة أن المسلمين قد أتوه بكامل سنة الرسول المكتوبة عندهم وبكل الكتب المحفوظة لديهم ، قام الخليفة بإحراقها بالنهار وحرقها فعلا ( 4)
وهكذا تمكن الخليفة من القضاء التام على سنة الرسول المكتوبة
وحتى الكتب المحفوظة لدي الأكثرية الساحقة من أهل المدينة المنورة
الخليفة يعمم على كافة الأمصار الخاضعة لحكمه لمحو سنة الرسول
لما نجح الخليفة عمر بن الخطاب بجمع ما لدى أكثرية المسلمين من سكان المدينة المنورة من سنة الرسول المكتوبة ، والكتب المحفوظة لديهم وإحراقها بالنار ، أصدر مرسوما عممه على كافة البلاد الخاضعة لحكمه هذا نصه :
(أن من كان عنده شئ من سنة الرسول المكتوبة فليمحه ) (5)
وهناك اطمئنت قريش ان كل الاحاديث التي تحدث بها رسول الله قد انتهت ومن ظمنها تلك الاحاديث التي لعن فيها كفار ومنافقي قريش
لتاتي بعد ذلك المرحله الاخرى وهي اختلاق احاديث تلمع صور الملعونين من ساده قريش
الناس لازالت تتناقل احاديث رسول الله بلعنهم
والناس لازالت تتذكر لعن رسول الله لهم في قنوته في الصلاه
اقدمت قريش على سلسله من الاجراءات لتلميع صور طغاتها الملعونين في الموارد التي ذكرناها انفا ومن بين تلك الاجراءات مايلي
ثانيا :الغاء القنوت في الصلاه لانه يذكر المسلمين بلعن رسول الله (ص) لعتاه قريش في قنوته
يقول الشيخ علي الكوراني في كتابه تدوين القران
من المعروف في سيرة النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقنت في صلاته، أي يرفع يديه أثناء الصلاة ويدعو الله تعالى.. وقد يدعو على أعداء الله ورسوله من المشركين والمنافقين، ويلعنهم ويسميهم بأسمائهم
وقد سار الناس على سيره رسول الله (ص)ولعن الكافرين والمنافقين من طغاه قريش في القنوت فكان لا بد من تشريع يلغى بموجبه القنوت لكي تموت معه هذه السنه بمرور الايام
وقد اقدم فقهاء السلطان على الغاء القنوت في الصلاه وحصره على صلاه الفجروالوتر او اذا نزلت بالناس نازله فيدعو الامام بشانها وجوز الإمام أحمد أن يقنت الأمراء فقط في صلاتهم ويدعوا، أما عامة المسلمين فلا
ثالثا - اختلاق احديث تخطأ رسول الله (ص) لانه لعن طغاه قريش
ويقول الشيخ الكوراني(وضعوا أحاديث مفادها أن النبي صلى الله عليه وآله قد اعترف بخطئه في لعن الذين لعنهم ودعا عليهم، لأنه بشر ! فدفع كفارة خطئة بأن دعا الله تعالى أن يجعل لعنته على من لعنه أو سبه أو آذاه (صلاة وقربة، زكاة وأجرا، زكاة ورحمة، كفارة له يوم القيامة، صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة، مغفرة وعافية وكذا وكذا.. بركة ورحمة ومغفرة وصلاة، فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح) على حد تعبير الروايات
عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة اليك يوم القيامة) (6)
وروى مسلم في صحيحه ج 8 ص 26
عن أبي هريرة أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة) (7)
وروى مسلم وكتب اخرى عشرات الاحاديث بنفس هذا المعنى
رابعا – اختلاق احاديث بان جبراشيل وبخ النبي (ص) للعنه عتاه قريش
من أعمال معالجة اللعن، أحاديث أكثر جرأة على مقام النبي صلى الله عليه وآله لأنها تصرح بأن النبي قد أخطأ في لعنه من لعن فبعث الله تعالى إليه جبرئيل فوبخه وقال له: إن الله يقول لك إني لم أبعثك سبابا ! بل بعثتك رحمة للعالمين، والقرشيون قومك وأهلك أولى بالرحمة الإلهية، فلماذا تسبهم وتلعنهم ؟ ! وعلمه دعاء عاما يقوله في قنوته ليس فيه ما يمس قريش
عن خالد بن أبي عمران قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر (يعني قريش) إذ جاءه جبرئيل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا ! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذابا، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون(8)
خامسا- وضعوا تفسيرا لايه من القران ينسجم واهدافهم
قال الله تعالى
( ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون)
(آل عمران – 128 )
(… عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية، قال فنزلت الايه: ليس لك من الأمر شئ، أو يتوب عليهم، فتاب عليهم فأسلموا وحسن إسلامهم (9)
أما البخاري فقد عقد للآية أربعة أبواب ! روى فيها كلها أن الله تعالى رد دعاء نبيه على المشركين والمنافقين أو لعنه إياهم، ولم يسم البخاري الملعونين في أكثرها حفظا على كرامتهم
قال حميد وثابت عن أنس: شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ فنزلت: ليس لك من الأمر شئ (10)….
عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله عزوجل: ليس لك من الأمر شئ الى قوله… فانهم ظالمون
وقد حرفوا تفسير الايه والتفسير الصحيح لها مايلي
ورد في البرهان في تفسير القران للسيد هاشم الحسيني البحراني
العياشي: عن جابر الجعفي، قال: قرأت عند أبي جعفر (عليه السلام) قول الله: { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ
قال: ” بلى و الله، إن له من الأمر شيئا و شيئا و شيئا، و ليس حيث ذهبت، و لكني أخبرك أن الله تبارك و تعالى لما أمر نبيه (صلى الله عليه و آله) أن يظهر ولاية علي (عليه السلام) فكر في عداوة قومه له، و معرفته بهم. و ذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله: كان أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه و آله) و بمن أرسله، و كان أنصر الناس لله تعالى و لرسوله (صلى الله عليه و آله)، و أقتلهم لعدوهما، و أشدهم بغضا لمن خالفهما، و فضل علمه الذي لم يساوره أحد، و مناقبه التي لا تحصى شرفا
فلما فكر النبي (صلى الله عليه و آله) في عداوة قومه له في هذه الخصال، و حسدهم له عليها ضاق عن ذلك، فأخبر الله تعالى أنه ليس له من هذا الأمر شيء، إنما الأمر فيه إلى الله أن يصير عليا (عليه السلام) وصيه و ولي الأمر بعده، فهذا عني الله، و كيف لا يكون له من الأمر شيء، و قد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال، و ما حرم فهو حرام، قوله
( الحشر 7){ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ }
وتفسر الايه التاليه حرج رسول الله وتخوفه من تبليغ الامه بامامه علي (ع) وولايته
قال الله تعالى
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
سادسا: الفتوى بالجنة للمنافقين
فقد صدر قرار قبول المنافقين واعتبارهم مسلمين من أهل الجنة، وكتبوا تحته توقيع النبي صلى الله عليه وآله، فظهرت الروايات التي تشهد بذلك ! ومن أجل عيون مشركي قريش ومنافقيها صدرت الفتاوي باستحقاق منافقي المدينة من غير قريش لدخول الجنة
روى أحمد في مسنده قصة مالك بن الدخشم الذي كان رأس المنافقين بعد ابن أبي سلول فقال:
(قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأصحابه يتحدثون بينهم، فجعلوا يذكرون ما يلقون من المنافقين فأسندوا أعظم ذلك الى مالك بن دخشم،فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ فقال قائل بلى وما هو من قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فلن تطعمه النار أو قال لن يدخل النار)(11)
سابعا: اعطاء المنافقين(وبعضهم ملعون بالاسم) شهاده حسن سلوك واختلاق احاديث توجب لهم الجنه
وإعطاءهم مناصب هامة في الدولة الإسلامية وأول من فتح هذا الباب وأعطى مناصب الدولة للمنافقين هو الخليفة عمر.. وكان يبرر ذلك تبريرا عصريا فيقول إن مسألة الدين أمر بين الإنسان وربه.. والمنافق إثمه عليه
عن عمر قال: (نستعين بقوة المنافق، وإثمه عليه !)(12)
(عن الحسن أن حذيفة قال لعمر: إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال عمر: إني لاستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قفائه )(13)
ثامنا:وضع احاديث تمنع لعن شارب الخمرلكي لايلعن شارب الخمر (الملعون على لسان النبي ) او اللاحق منهم
عن عمر أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله ، وكان يلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، قال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ، فو الله ما علمت ، إلا أنه يحب الله ورسوله(14)
تاسعا: لانهم واولادهم فاسقون وضعوا احاديث بعدم جواز لعن الفاسق المعين ورو بذلك احاديث مختلقه عن النبي (ص)
وبذلك يحق لك ان تلعن الفاسقين عموما اما ان تعين فاسقا باسمه فذلك ممنوع لكي يكونوا في مأمن من اللعن
قال ابن تيمية في “مجموع الفتاوى6/511
(واللعنة تجوز مطلقا لمن لعنه الله ورسوله ، وأما لعنة المعين فإن علم أنه مات كافرا جازت لعنته ، وأما الفاسق المعين فلا تنبغي لعنته لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يلعن عبد الله بن حمار الذي كان يشرب الخمر ، مع أنه قد لعن شارب الخمر عموما ، مع أن في لعنة المعين إذا كان فاسقا أو داعيا إلى بدعة نزاعاً)
وقال الشيخ ابن عثيمين في “القول المفيد1/226
الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم ؛ فالأول (لعن المعين) ممنوع ، والثاني (لعن أهل المعاصي على سبيل العموم جائز ، فإذا رأيت محدثا ، فلا تقل لعنك الله ، بل قل : لعنة الله على من آوى محدثا ، على سبيل العموم ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقوله : (اللهم ! العن فلانا وفلانا وفلانا ) نهي عن ذلك بقوله تعالى : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) رواه البخاري
عاشرا: اختلاق حديث اعتبار كل الصحابه هداه مهديون
الصحابه فيهم من قتل العشرات وفيهم الزاني وفيهم من تخلف عن جيش اسامه وفيهم من قذف المحصنات وفيهم من كل الاصناف التي لعنها الله ورسوله ولذلك وضعوا احاديث كاذبه تمنح الصحابه قدسيه وحصانه من النقد واللعن لا بل ترشحهم لكي يكونوا قدوه للامه تهتدي بهم فرووا الاحديث الطوال في ذلك واسندوها للنبي (ص) ومنها على سبيل المثال
قالوا :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )
احد عشر: ولكي يغلق باب اللعن نهائيا رفعوه حتى عن ابليس
وقالوا:
( لا تلعنوا الشيطان واستعيذوا بالله منه لانكم اذا لعنتموه تعاظم في نفسه ) …سبحان الله اي جراه على الله يمتلك هؤلاء ام انهم لم يقراوا القران
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم لعن الشيطان فاجاب بقوله
(لم نؤمر بلعن الشيطان وانما امرنا بالاستعاذه منه)
وهكذا اغلق باب اللعن الا بحق الامام علي (ع) فانه مستحب اذا لم يكن واجبا وفي بعض الحالات تطير الرقاب بتركه
(تذكره الحفاظ للذهبي ج1 ص 2و3) (1)
(2) تذكره الحفاظ للذهبي ج1 ص5 وعلوم الحديث ص 39
(3) كنز العمال ج1ص285 وتدوين السنه الشريفه ص 264
( الطبقات الكبرى لابن سعدج5 ص140 ) (4)
( (5) كنز العمال ج10 ص291
(6) صحيح البخاري ج 7 ص 157
(7) صحيح مسلم ج 8 ص 26
(8) سنن البيهقي ج 2 ص 210
(9) قال الترمذي في ج 4 ص 295
(10)صحيح البخاري ج 5 ص 35
(11) مسند احمد ج 3 ص 135
(12) كنز العمال ج 4 ص 614
(13) كنز العمال ج 5 ص 771
(14) البخاري 6780