اللهم صل على محمد وآل محمد
إنَّ مهمَّة التمهيد للظهور المبارك لا تنحصر بشخص دون آخر، بل هي مهمَّة جميع المؤمنين.ولا شكَّ أنَّ للموظَّف في الدوائر المختلفة دوراً ما في عملية التمهيد المبارك.
هنا عدَّة نقاط تنفع في هذا المجال:
النقطة الأُولى: أن يضع نفسه في موضعها المناسب، فلا يترقّى المناصب من دون خبرة واختصاص.
وكلُّ موظَّف يعرف أنَّ الشخص إذا وضع نفسه في غير ما تخصَّص فيه، فإنَّ النتائج ستكون سلبية لا محالة.
وهذا هو مفاد ما روي عن رسول الله الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم): «من وضع نفسه في غير الموضع الذي وضعه الله فيه مقته الله، ومن دعا إلى نفسه، فقال: أنا رئيسكم، وليس هو كذلك، لم ينظر الله إليه حتَّى يرجع عمَّا قال ويتوب إلى الله ممَّا ادَّعى»
(تحف العقول لابن شعبة الحراني: ٤٤).
النقطة الثانية: أن يكون أميناً في أدائه الوظيفي، سواء على مستوى (حفظ الأموال العامَّة) التي تكون تحت يديه، أو في (خدمة) من يراجعه، أو في (أدائه) الوظيفي.
ولا بدَّ من اجتماع هاتين النقطتين معاً في الموظَّف المهدوي، وقد جمعهما قوله تعالى حكايةً عن النبيِّ يوسف (عليه السلام): (قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (يوسف: ٥٥).
فقوله: (حَفِيظٌ) إشارة إلى الأمانة، وقوله: (عَلِيمٌ) إشارة إلى التخصّص.
وأكثر تقصير الموظَّفين ناشئ من فقدان إحدى هاتين النقطتين أو كليهما.
النقطة الثالثة: المــوازنة، وتـعني التــالي:
أوَّلاً: أن يوازن بين أدائه (الوظيفي) وأدائه (الأُسري)، فلا بدَّ أن يكون الموظَّف مهنياً بصورة لا تمنعه عن ممارسة دوره كأبٍ وزوج وأخ. بالإضافة إلى موازنته للعمل المهني مع علاقاته العامَّة التي تجمعه بأقاربه وجيرانه وأصدقائه.
ثانياً: أن يوازن بين أدائه (الوظيفي) وأدائه (العبادي)، من خلال سلوكه اليومي، فيحاول قدر الإمكان أن يُصلّي الصلاة في وقتها، ولا يتناسى بعض الأدعية والزيارات، وأن يعمل على أن يكون مبلِّغاً لدينه بوسيلة وبأُخرى، ولو من خلال تعليقه لبعض البوسترات الأخلاقية أو الفقهية وما شابه، وعليه أن يكون مهدوياً في هذا أيضاً، فيعمل على نشر الفكر المهدوي بين زملائه في العمل، ومن الواضح أنَّ عليه أن يتسلَّح أوَّلاً بالمعلومات المهدوية حتَّى يتمكَّن من فتح الموضوعات المهدوية معهم.
ثالثاً: الموازنة بين جميع مقتضيات الحياة غير ما تقدَّم، فلا ينسى أن يريح جسده من التعب، ولا ينهمك بالعمل إلى الحدِّ الذي يصل إلى الإعياء أو الإرهاق، وأن لا ينسى بعض السفرات الترفيهية العبادية منها أو التي تكون للنزهة المحلَّلة، وأن يأخذ عائلته معه فيها، ليُغيِّر من الروتين اليومي القاتل في حياة بعض الموظَّفين.
تعليق