من خطبه له فى سوء طباع الناس بزمانه:
ايها الناس، انا قد اصبحنا فى دهر عنود و زمن كنود
[العنود: الجائر. الكنود: الكفور.] يعد فيه المحسن مسيئا، و يزداد الظالم عتوا، لا ننتفع بما علمنا و لا نسال عما جهلنا و لا نتخوف قارعه حتى تحل بنا.
[القارعه: الخطب.] فالناس على اربعه اصناف:
منهم من لا يمنعهم الفساد الا مهانه نفسه و كلاله حده و نضيض و فره.
[اى: لا يقعد بهم عن طلب الاماره و السلطان الا حقاره نقوسهم و ضعف سلاحهم و قله مالهم.] و منهم المصلت لسيفه و المعلن بشره، قد اشرط نفسه و اوبق دينه لحطام ينتهزه او مقنب يقوده او منبر يفرعه.
[اصلت السيف: امتشقه. اشرط نفسه: هياها و اعدها للشر و الفساد فى الارض. اوبق دينه: اهلكه. الحطام، هنا: المال. ينتهزه: يغتنمه او يختلسه. المقنب: طائفه من الخيل، و انما يطلب قود المقنب تعززا على الناس و كبرا. فرع المنبر: علاه.] و لبئس المتجر ان ترى الدنيا لنفسك ثمنا. و منهم من يطلب الدنيا بعمل الاخره، و لا يطلب الاخره بعمل الدنيا: قد طامن من شخصه و قارب من خطوه و شمر من ثوبه و زخرف من نفسه للامانه، و اتخذ ستر الله ذريعه الى المعصيه. و منهم من ابعده عن طلب الملك ضووله نفسه و انقطاع سببه، فقصرته الحال على حاله فتحلى باسم القناعه و تزين بلباس اهل الزهاده!
و بقى رجال غض ابصارهم ذكر المرجع و اراق دموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد ناد و خائف مقموع و ساكت مكعوم و داع مخلص و ثكلان موجع.
[ناد: هارب من الجماعه الى الوحده. المقموع: المقهور. المكعوم، من كعم البعير، اى: شد فاه لئلا ياكل او يعض. الثكلان: الحزين.] قد اخملتهم التقيه
[اخمله: اسقط ذكره حتى لم يبق له بين الناس نباهه. التقيه: اتقاء الظلم باخفاء الحال.] و شملتهم الذله.
و قد وعظوا حتى ملوا و قهروا حتى ذلوا و قتلوا حتى قلوا. فاتعظوا بمن كان قبلكم، قبل ان يتعظ بكم من بعدكم، و ارفضوها ذميمه فانها رفضت من كان اشغف بها منكم!
ايها الناس، انا قد اصبحنا فى دهر عنود و زمن كنود
[العنود: الجائر. الكنود: الكفور.] يعد فيه المحسن مسيئا، و يزداد الظالم عتوا، لا ننتفع بما علمنا و لا نسال عما جهلنا و لا نتخوف قارعه حتى تحل بنا.
[القارعه: الخطب.] فالناس على اربعه اصناف:
منهم من لا يمنعهم الفساد الا مهانه نفسه و كلاله حده و نضيض و فره.
[اى: لا يقعد بهم عن طلب الاماره و السلطان الا حقاره نقوسهم و ضعف سلاحهم و قله مالهم.] و منهم المصلت لسيفه و المعلن بشره، قد اشرط نفسه و اوبق دينه لحطام ينتهزه او مقنب يقوده او منبر يفرعه.
[اصلت السيف: امتشقه. اشرط نفسه: هياها و اعدها للشر و الفساد فى الارض. اوبق دينه: اهلكه. الحطام، هنا: المال. ينتهزه: يغتنمه او يختلسه. المقنب: طائفه من الخيل، و انما يطلب قود المقنب تعززا على الناس و كبرا. فرع المنبر: علاه.] و لبئس المتجر ان ترى الدنيا لنفسك ثمنا. و منهم من يطلب الدنيا بعمل الاخره، و لا يطلب الاخره بعمل الدنيا: قد طامن من شخصه و قارب من خطوه و شمر من ثوبه و زخرف من نفسه للامانه، و اتخذ ستر الله ذريعه الى المعصيه. و منهم من ابعده عن طلب الملك ضووله نفسه و انقطاع سببه، فقصرته الحال على حاله فتحلى باسم القناعه و تزين بلباس اهل الزهاده!
و بقى رجال غض ابصارهم ذكر المرجع و اراق دموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد ناد و خائف مقموع و ساكت مكعوم و داع مخلص و ثكلان موجع.
[ناد: هارب من الجماعه الى الوحده. المقموع: المقهور. المكعوم، من كعم البعير، اى: شد فاه لئلا ياكل او يعض. الثكلان: الحزين.] قد اخملتهم التقيه
[اخمله: اسقط ذكره حتى لم يبق له بين الناس نباهه. التقيه: اتقاء الظلم باخفاء الحال.] و شملتهم الذله.
و قد وعظوا حتى ملوا و قهروا حتى ذلوا و قتلوا حتى قلوا. فاتعظوا بمن كان قبلكم، قبل ان يتعظ بكم من بعدكم، و ارفضوها ذميمه فانها رفضت من كان اشغف بها منكم!