إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هدية الامام السجاد عليه السلام الى ضيوفه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هدية الامام السجاد عليه السلام الى ضيوفه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    روي أن رجلا من بلخ كان يحج بيت الله الحرام ويزور قبر النبي صلى الله عليه وآله في أكثر الأعوام، وكان يأتي إلى علي بن الحسين عليهما السلام فيزوره ويحمل إليه الهدايا والتحف، يأخذ مصالح دينه منه، ثم يرجع إلى بلاده،

    فقالت له زوجته: أراك تهدي تحفا كثيرة، ولا أراه يجازيك عنها بشئ، فقال: إن هذا الرجل الذي نهدي إليه هدايانا هو ملك الدنيا والآخرة، وجميع ما في أيدي الناس تحت ملكه،
    لأنه خليفة الله في أرضه وحجته على عباده، وهو ابن رسول الله، هو إمامنا ومولانا ومقتدانا، فلما سمعت ذلك منه، أمسكت عن ملامته.

    قال: ثم إن الرجل تهيأ للحج مرة أخرى في السنة القابلة، وقصد دار علي بن الحسين عليهما السلام فاستأذن عليه بالدخول، فأذن له، ودخل فسلم عليه وقبل يديه، ووجد بين يديه طعاما فقربه إليه وأمره بالاكل معه فأكل الرجل حسب كفايته، ثم استدعى بطشت وإبريق فيه ماء، فقام الرجل فأخذ الإبريق وصب الماء على يدي الامام.

    فقال الامام عليه السلام: يا شيخ أنت ضيفنا فكيف تصب على يدي الماء؟ فقال: إني أحب ذلك.
    فقال الامام عليه السلام: حيث إنك أحببت ذلك فوالله لأريك ما تحب وترضى وتقربه عيناك،.
    فصب الرجل الماء على يديه حتى امتلأ ثلث الطست.
    فقال الامام: عليه السلام للرجل: ما هذا؟ قال: ماء.
    فقال الامام: بل ياقوت أحمر.
    فنظر الرجل إليه فإذا هو قد صار ياقوتا أحمر بإذن الله تعالى.

    ثم قال الامام عليه السلام: يا رجل صب الماء أيضا فصب على يدي الامام مرة أخرى حتى امتلأ ثلثا الطست.
    فقال عليه السلام له: ما هذا؟ قال: هذا ماء.
    فقال الامام بل هو زمرد أخضر.
    فنظر الرجل فإذا هو زمرد أخضر.

    ثم قال الامام - عليه السلام أيضا صب الماء يا رجل،
    فصب الماء على يدي الامام - عليه السلام حتى امتلأ الطست، فقال للرجل: ما هذا؟ فقال: هذا ماء.
    قال: بل هو در أبيض، فنظر الرجل إليه فإذا هو در أبيض بإذن الله تعالى،
    وصار الطست ملانا من ثلاثة ألوان در وياقوت وزمرد فتعجب الرجل غاية العجب، وانكب علي يدي الامام يقبلهما.

    فقال له الامام عليه السلام: يا شيخ لم يكن عندنا شئ نكافئك على هداياك إلينا فخذ هذه الجواهر، فإنها عوض هديتك إلينا، واعتذر لنا عند زوجتك، لأنها عتبت علينا.
    فأطرق الرجل رأسه خجلا، وقال:
    يا سيدي ومن أنبأك بكلام زوجتي؟ فلا شك أنك من بيت النبوة.

    ثم إن الرجل ودع الامام عليه السلام وأخذ الجواهر، وسار بها إلى زوجته وحدثها بالقصة، فقالت:
    ومن أعلمه بما قلت؟
    فقال: ألم أقل لك: أنه من بيت العلم والآيات الباهرات؟ فسجدت لله شكرا، وأقسمت على بعلها بالله العظيم أن يحملها معه إلى زيارته والنظر إلى طلعته.

    فلما تجهز بعلها للحج في السنة القابلة، أخذها معه، فمرضت المرأة في الطريق وماتت قريبا من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فجاء الرجل إلى الامام باكيا حزينا وأخبره بموت زوجته وأنها كانت قاصدة إلى زيارته وإلى زيارة جده رسول الله صلى الله عليه وآله.

    فقام الامام - عليه السلام وصلى لله تعالى ركعتين ودعا الله سبحانه وتعالى بدعوات (لم تحجب من رب السماوات) ثم التفت الرجل، فقال له: قم وارجع إلى زوجتك،
    فإن الله عز وجل قد أحياها بقدرته وحكمته، وهو يحيي العظام وهي رميم،

    فقام الرجل مسرعا وهو فرح [بين] مصدق مكذب، فدخل إلى خيمته فرأى زوجته جالسة في الخيمة على حال الصحة فزاد سروره واعتقد ضميره، وقال لها: كيف أحياك الله تعالى؟
    فقالت: والله لقد جائني ملك الموت، وقبض روحي، وهم أن يصعد بها، وإذا أنا برجل صفته كذا وكذا وجعلت تعد أوصافه الشريفة عليه السلام وبعلها يقول لها: نعم صدقت هذه صفة سيدي ومولاي علي بن الحسين عليهما السلام،

    قالت: فلما رآه ملك الموت مقبلا انكب على قدميه يقبلهما، ويقول السلام عليك يا حجة الله في أرضه،
    السلام عليك يا زين العابدين، فرد عليه السلام، وقال له:
    يا ملك الموت، أعد روح هذه المرأة إلى جسدها، فإنها قاصدة إلينا، وإني قد سألت ربي تعالى أن يبقيها ثلاثين سنة أخرى، ويحييها حياة طيبة لقدومها إلينا زائرة لنا،
    فإن للزائر علينا حقا واجبا.

    فقال له الملك: سمعا وطاعة، لك يا ولي الله ثم أعاد روحي إلى جسدي، وأنا أنظر إلى ملك الموت قد قبل يده الشريفة عليه السلام وخرج عني فأخذ الرجل بيد زوجته، وأتى بها إلى مجلس الامام عليه السلام وهو بين أصحابه وانكبت على ركبتيه، تقبلهما، وهي تقول:
    والله هذا سيدي ومولاي، هذا الذي أحياني الله ببركة دعائه.

    قال: ولم تزل المرأة مع بعلها مجاورين عند الامام علي بن الحسين عليهما السلام بقية أعمارهما بعيشة طيبة في البلدة الطيبة إلى أن ماتا رحمة الله عليهما.
    _____________________________
    المنتخب: فخر الدين الطريحي النجفي: ص٣٤٩،
    بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج٤٦، ص٤٧_٤٩
    مدينة المعاجز: السيد هاشم البحراني،ج٤ ص٣١٢_٣١٥
    وكذلك أورده السيد البحراني أيضا في كتابه حلية الأبرار، ج٣ ص٢٦٩_٢٧٢، ح٢ وفي مصدر آخر: هو فرح مصدق.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X