بسم الله الرحمن الرحيم
*قال الإمام السجاد صلوات الله عليه لجابر:*
-يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب ثالثا ثم معرفة الأنام رابعا ثم معرفة الأركان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا وهو قوله تعالى: " لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا "
وتلا أيضا: " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم " .
يا جابر إثبات التوحيد ومعرفة المعاني: أما إثبات التوحيد معرفة الله القديم الغائب الذي لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير، وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه.
وأما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم، اخترعنا من نور ذاته وفوض إلينا أمور عباده، فنحن نفعل باذنه ما نشاء، ونحن إذا شئنا شاء الله، وإذا أردنا أراد الله ونحن أحلنا الله عز وجل هذا المحل واصطفانا من بين عباده وجعلنا حجته في بلاده.
فمن أنكر شيئا ورده فقد رد على الله جل اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله يا جابر من عرف الله تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد لأن هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى: " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ليس كمثله شئ وهو السميع العليم " وقوله تعالى: " لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " .
قال جابر: يا سيدي ما أقل أصحابي؟ قال (عليه السلام): هيهات هيهات أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك؟ قلت: يا بن رسول الله كنت أظن في كل بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كل ما بين الألف إلى الألفين بل كنت أظن أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيها، قال (عليه السلام): يا جابر خالف ظنك وقصر رأيك أولئك المقصرون وليسوا لك بأصحاب.
قلت: يا بن رسول الله ومن المقصر؟ قال: الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من امره وروحه، قلت: يا سيدي وما معرفة روحه؟ قال (عليه السلام): أن يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح فقد فوض إليه أمره يخلق باذنه
ويحيي باذنه ويعلم الغير ما في الضمائر ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وذلك أن هذا الروح من أمر الله تعالى، فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهذا كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن الله، يسير من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة، يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض ويفعل ما شاء وأراد.
قلت: يا سيدي أوجدني بيان هذا الروح من كتاب الله تعالى وإنه من أمر خصه الله تعالى بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: نعم اقرأ هذه الآية: " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وقوله تعالى: " أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه " .
قلت: فرج الله عنك كما فرجت عني ووقفتني على معرفة الروح والامر ثم قلت:
يا سيدي صلى الله عليك فأكثر الشيعة مقصرون، وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة واحدا، قال: يا جابر فإن لم تعرف منهم أحدا فاني أعرف منهم نفرا قلائل يأتون ويسلمون ويتعلمون مني سرنا ومكنوننا وباطن علومنا.
قلت: إن فلان ابن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إن شاء الله تعالى، وذلك أني سمعت منهم سرا من أسراركم وباطنا من علومكم ولا أظن إلا وقد كملوا وبلغوا قال: يا جابر ادعهم غدا وأحضرهم معك، قال: فأحضرتم من الغد فسلموا على الإمام (عليه السلام) وبجلوه ووقروه ووقفوا بين يديه.
فقال (عليه السلام): يا جابر أما إنهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقية أتقرون أيها النفر أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون؟ قالوا: نعم إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، قلت: الحمد لله قد استبصروا وعرفوا وبلغوا، قال: يا جابر لا تعجل بما لا تعلم، فبقيت متحيرا.
فقال (عليه السلام): سلهم هل يقدر علي بن الحسين أن يصير صورة ابنه محمد؟ قال جابر:
فسألتهم فأمسكوا وسكتوا: قال (عليه السلام): يا جابر سلهم هل يقدر محمد أن يصير بصورتي؟
قال جابر: فسألتهم فأمسكوا وسكتوا.
قال: فنظر إلي وقال: يا جابر هذا ما أخبرتك أنهم قد بقي عليهم بقية فقلت لهم: ما لكم ما تجيبون إمامكم؟ فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال: يا جابر هذا ما أخبرتك به: قد بقيت عليهم بقية، وقال الباقر (عليه السلام): ما لكم لا تنطقون؟ فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا: يا بن رسول الله لا علم لنا فعلمنا.
قال: فنظر الامام سيد العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) إلى ابنه محمد الباقر (عليه السلام) وقال لهم: من هذا؟ قالوا: ابنك، فقال لهم: من أنا؟ قال: أبوه علي بن الحسين، قال: فتكلم بكلام لم نفهم فإذا محمد بصورة أبيه علي بن الحسين وإذا علي بصورة ابنه محمد، قالوا: لا إله إلا الله.
-------------------
يتبع
*قال الإمام السجاد صلوات الله عليه لجابر:*
-يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب ثالثا ثم معرفة الأنام رابعا ثم معرفة الأركان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا وهو قوله تعالى: " لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا "
وتلا أيضا: " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم " .
يا جابر إثبات التوحيد ومعرفة المعاني: أما إثبات التوحيد معرفة الله القديم الغائب الذي لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير، وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه.
وأما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم، اخترعنا من نور ذاته وفوض إلينا أمور عباده، فنحن نفعل باذنه ما نشاء، ونحن إذا شئنا شاء الله، وإذا أردنا أراد الله ونحن أحلنا الله عز وجل هذا المحل واصطفانا من بين عباده وجعلنا حجته في بلاده.
فمن أنكر شيئا ورده فقد رد على الله جل اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله يا جابر من عرف الله تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد لأن هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى: " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ليس كمثله شئ وهو السميع العليم " وقوله تعالى: " لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " .
قال جابر: يا سيدي ما أقل أصحابي؟ قال (عليه السلام): هيهات هيهات أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك؟ قلت: يا بن رسول الله كنت أظن في كل بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كل ما بين الألف إلى الألفين بل كنت أظن أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيها، قال (عليه السلام): يا جابر خالف ظنك وقصر رأيك أولئك المقصرون وليسوا لك بأصحاب.
قلت: يا بن رسول الله ومن المقصر؟ قال: الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من امره وروحه، قلت: يا سيدي وما معرفة روحه؟ قال (عليه السلام): أن يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح فقد فوض إليه أمره يخلق باذنه
ويحيي باذنه ويعلم الغير ما في الضمائر ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وذلك أن هذا الروح من أمر الله تعالى، فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهذا كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن الله، يسير من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة، يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض ويفعل ما شاء وأراد.
قلت: يا سيدي أوجدني بيان هذا الروح من كتاب الله تعالى وإنه من أمر خصه الله تعالى بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: نعم اقرأ هذه الآية: " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وقوله تعالى: " أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه " .
قلت: فرج الله عنك كما فرجت عني ووقفتني على معرفة الروح والامر ثم قلت:
يا سيدي صلى الله عليك فأكثر الشيعة مقصرون، وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة واحدا، قال: يا جابر فإن لم تعرف منهم أحدا فاني أعرف منهم نفرا قلائل يأتون ويسلمون ويتعلمون مني سرنا ومكنوننا وباطن علومنا.
قلت: إن فلان ابن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إن شاء الله تعالى، وذلك أني سمعت منهم سرا من أسراركم وباطنا من علومكم ولا أظن إلا وقد كملوا وبلغوا قال: يا جابر ادعهم غدا وأحضرهم معك، قال: فأحضرتم من الغد فسلموا على الإمام (عليه السلام) وبجلوه ووقروه ووقفوا بين يديه.
فقال (عليه السلام): يا جابر أما إنهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقية أتقرون أيها النفر أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون؟ قالوا: نعم إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، قلت: الحمد لله قد استبصروا وعرفوا وبلغوا، قال: يا جابر لا تعجل بما لا تعلم، فبقيت متحيرا.
فقال (عليه السلام): سلهم هل يقدر علي بن الحسين أن يصير صورة ابنه محمد؟ قال جابر:
فسألتهم فأمسكوا وسكتوا: قال (عليه السلام): يا جابر سلهم هل يقدر محمد أن يصير بصورتي؟
قال جابر: فسألتهم فأمسكوا وسكتوا.
قال: فنظر إلي وقال: يا جابر هذا ما أخبرتك أنهم قد بقي عليهم بقية فقلت لهم: ما لكم ما تجيبون إمامكم؟ فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال: يا جابر هذا ما أخبرتك به: قد بقيت عليهم بقية، وقال الباقر (عليه السلام): ما لكم لا تنطقون؟ فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا: يا بن رسول الله لا علم لنا فعلمنا.
قال: فنظر الامام سيد العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) إلى ابنه محمد الباقر (عليه السلام) وقال لهم: من هذا؟ قالوا: ابنك، فقال لهم: من أنا؟ قال: أبوه علي بن الحسين، قال: فتكلم بكلام لم نفهم فإذا محمد بصورة أبيه علي بن الحسين وإذا علي بصورة ابنه محمد، قالوا: لا إله إلا الله.
-------------------
يتبع
تعليق