بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
جاء في رواية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يا عمر ابن الخطاب أتدري من أنا؟ أنا الذي خلق الله أول كل شئ نوري، فسجد له فبقي في سجوده سبعمائة عام، فأول كل شئ سجد له نوري ولا فخر.يا عمر أتدري من أنا؟ أما الذي خلق الله العرش من نوري والكرسي من نوري واللوح والقلم من نوري، والشمس والقمر من نوري، ونور الأبصار من نوري والعقل الذي في رؤوس الخلائق من نوري، ونور المعرفة في قلوب المؤمنين من نوري ولا فخر)
والطبقات الكبرى: .الحقيقة المحمدية هي حقيقة بسيطة، يعني حقيقة كلية جامعة لكل بداية ونهاية وهي كذلك القائمة بكل شيء.من عرف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عرف معه كل شيء وأدرك نفسه.الحقيقة المحمدية هي ذلك النور الإلهي المطلق الرحماني الذي كان أويس القرني رضوان الله عليه يراه بين الأرض والسماء ،فأويس الساكن أرض اليمن لم يلتق قط بجسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنه رأى حقيقة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ونوره الأبهر في حقيقة الأمر ، بينما الذين جاورت أجسادهم جسد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم انقلبوا على أعقابهم بمجرد خروج هذا الجسد الشريف الطاهر المطهر من دار الغرور إلى دار البقاء.الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم نوره ملأ أركان الوجود كله في قوله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )).الرسالة الخاتمة المحمدية هي رسالة وجودية مطلقة في كل العوالم، لذا فهي خاتمة وشاملة ومهيمنة وجامعة وباقية بقاء الحي القيوم تقدست أسماؤه في العالمين.فسلام الله على رسولنا الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
الرسالة المحمدية التشريعية ختمت بنزول الفرقان العظيم على مدى 23 سنة من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم غير أن حقيقة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هي مستمرة وباقية ومطلقة لأنها خارجة عن حدي الزمان والمكان.معرفة النفس هي ذاتها معرفة حقيقة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن عرف نفسه عرف رسوله ومن عرف رسوله عرف إمامه ومن عرف إمامه عرف ربه.((أَللّهمَّ عرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، أَللّهمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، أَللّهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي.)) دعاء زمن الغيبة.العرفاء المحققين الذين تحيرت قلوبهم في بحر الحقيقة الإلهية الأحدية لا يرون إلا الحقيقة المحمدية سارية في كل نفس وتجل ومكان وآن.يا من ملأت حقيقته لب كل شيء وجوهر كل شيء، يا من به يدرك كل شيء، أعني على أن أكون موافقا لحقيقة رسولك الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، حجابك الأعظم ونورك الأبهر الأبهج بحق رسولك الأعظم وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام ،تلك البيوت المرفوعة والنفوس الطاهرة التي بهم فتحت وبهم ختمت ،عميت عيون الحاقدين وأبصرت قلوب العارفين الوالهين.
لم تقابل الألوهة بالعبودية الكاملة إلا مع رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فهو عبده ورسوله.عندما نعرض المرآة لأشعة الشمس تعكس بقدر مساحة سطحها ضوء الشمس.( قانون في الفيزياء البصرية).العبودية هي المرآة والألوهة هي الشمس فهذا مثال يقرب المعنى من جهة ويبعده من جهة أخرى فليس المعنى الحقيقي كما هو في هذا المثال.توحيد الله حقيقة هو توحيد رسولنا الأعظم صلى الله عليه واله وسلم، لذا جاءت الاية الكريمة بهذا المعنى (( فاتبعوني يحببكم الله )).كيف نتبع رسولنا الأعظم صلى الله عليه واله وسلم؟على طول 20 سنة جلست مع كل الجماعات الإسلامية وجميع الطرق الصوفية وجميع اتباع مراجع الشيعة رحلة طويلة جدا وشاقة في سبيل محبة رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ،فما وجدت محبة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلا في الوحدة والطبيعة وعلى لسان رعاة الأغنام.الكل يحب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فحبه مفطور عليه الإنسان والمكان والزمان.راعي الأغنام يذكرني برحلة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من الطفولة إلى سن الأربعين والوحدة تذكرني بوحدته في غار حيراء. والطبيعة تختزل في كياني زوجته خديجة الكبرى عليها السلام، فالطبيعة إمراة كبيرة.لقد حيرني ثغرك المبتسم المشرق يوم رأيتك في سبيل المحبة الإلهية، يومها غرقت في بحرك السرمدي المحمدي في سر سرك الأوحدي، يا حبيبا ما فارقنا ، ويا مرشدا ما تركنا ، ويا إنسانا كلم ذاتنا في ذاتنا. فباحت من روح الوحي بكل علم وسر وحياة، كتبت بدمع ما قالته محبة فينا وما أوجبته حقيقتك في سر وجودك فينا، فسلام المحبة عليك يا حبيب الله وعبده وحقيقته.
ولد الهدى فالكائنات ضياء ***وفم الزمان تبسم وثناء
الحقيقة ذات مراتب مشككة.الشك مرض روح.الشرك مرض القلب.الشك والشرك مرضان لا يستطيع معهما أي شخص معرفة أي حقيقة، مهما كانت أو تكون.الشريعة الخاتمة المحمدية جاءت لبناء الإنسان الإلهي القويم لتلقي السر الإلهي، لذا نجد علماء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الذين جمعوا بين الظاهر والباطن يقولون كلاما قد لا يصدقه الكثير من العباد حيث قالوا (( جزنا بحارا وقف عند ساحلها الأنبياء والرسل)).فبقدر الفتنة التي يشعر بها الإنسان في قرننا هذا نجد في المقابل أناس قد تعمقوا في أسرار التوحيد الإلهي.كل من تعمق في التوحيد الإلهي يصطلم بالحقيقة الأحمدية المحمدية التي تفرض على الإنسان السالك العارف كما تفرض عليه نظرية وحدة الوجود التوحيدية وكل من لا يقول بذلك فهو إما يستعمل التقية وإما أنه غير واصل إلى حقيقة التوحيد الإلهي.الحب المفرط العاطفي الروحاني لشخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ليس هو الحقيقة التي نتكلم عنها في الحقيقة المحمدية فمن وصل إلى هذا الحب المفرط العاطفي الروحاني قد يكفر كل من يقول بوحدة الوجود، فالحقيقة ذات مراتب مشككة فرغم أن هذا الشخص حصَّل في حبه هذا على مقام رفيع جدا جدا جدا إلا أن حجاب المحبة يحجبه عن رؤية أمور أخرى غاية في الدقة والسرية والخلوص.لذا نجد أصحاب وحدة الوجود يبتهجون غاية الابتهاج كلما رأوا شخصا مؤمنا بالله يسبهم ويشتهمهم، ففي ذلك سرهم وخلوصهم.من آمن بالله الأحد الصمد وحده يصل إلى وحدة وجودية إيمانية فالعلو الشامخ يراه الكثير من المؤمنين كفر لاستحالة كشف ما هم عليه أصحاب هذا الإيمان الشامخ في سماء الحقيقة المحمدية الأحمدية
من أراد معرفة ماذا تعني الحقيقة المحمدية حقا؟، عليه أن يجرب الصلاة على النبي وآله تحت إشراف مرشد روحاني متحقق ليدرك في باطنه هذه الحقيقة الغائبة الحاضرة في الواقع.الصلاة على النبي بقلب تملؤه المحبة الوجودية الإلهية توصل المريد السالك العارف إلى أقصى مقامات القرب الإلهي فيصير محبوبا من الله.الله كان باطنا ثم ظهر، بالخلق أولا ثم بالصفات والأسماء.(( الحمد لله رب العالمين )).محبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم تخرج الإنسان المحب من حدي الزمان والمكان ،فيكون قبل أن يكون.عندما تكون قبل أن تكون تدرك في هذا، سر حقيقتك الأزلية فتعطفها على سر حقيقتك الأبدية فتخرج من الدهر كله.”سكرنا من قبل أن يخلق الكرم” هي مقولة المحبين العاشقين لأنهم رأوا أعيانهم في العهد الأول الإلهي.هذا الإنسان الأرضي التائه في العولمة هو طفل الوجود كله ،مسكين لا يعلم ماذا يجري بالضبط ، يظن أنه وصل إلى رشده وهو في نقطة الصفر يلهت تحت قهر سلطان الوهم.لقد خلق الله ألف آدم وألف عالم، وخلق الخلق قبل أن يخلقه. وخلق ثماني عشر ألف عالم، وكل هذا الخلق الإلهي إلى ذاك الجمال المحمدي هو سائر.
((اللهمَّ صلِّ على مَنْ منهُ انشقَّت الأسرارُ ، وانفلقَتِ الأنوارُ ، وفيهِ ارتقَتِ الحقائقُ ، وتنـزَّلتْ عُلومُ آدمَ فأعجزَ الخلائقَ ، ولهُ تضاءَلتِ الفُهومُ فَلمْ يُدْرِكْهُ منّا سابقٌ ولا لاحِقٌ ، فرياضُ الملكوتِ بزهرِ جماله مونِقةٌ ، وحياضُ الجبروتِ بِفيضٍ أنوارِهِ مُتدفّقةٌ ، ولا شيءَ إلا وهوَ به منوطٌ ، إذ لولا الواسِطةُ لذهَبَ كما قيلَ الموسوطُ ، صلاةً تليقُ بكَ مِنكَ إليهِ كما هو أهلهُ …))
الصلاة المشيشية للقطب المغربي عبد السلام بن مشيش الساكن جبل العلم.
إن المقصود بالحقيقة المحمدية عند جميع العرفاء المحققين هي معرفة الإنسانية الكبرى الكاملة المتمثلة في إسم الله الجامع محمد صلى الله عليه وآله وسلم.فحقيقة الدين الإسلامي هي حقيقة الإنسان ومقامات الصلاة هي مقامات الإنسان كذلك.( انظر لكتاب الأداب المعنوية للصلاة للمقدس المجاهد الخميني رضوان الله عليه ).فبقدر التعرف على الصلاة بعد التعرف على القرآن يتعرف الإنسان على إنسانيته الكاملة بشفاعة الإنسان الكامل الإلهي.يقول الشيخ الأكبر ابن عربي (رضوان الله عليه):”الوجود كله هو الحقيقة المحمدية ، وإن النزول منها إليها وبها عليها ، وإن الحقيقة المحمدية في كل شيء لها وجهان : وجه محمدي ، ووجه أحمدي .
فالمحمدي : علمي جبرائيلي ، والأحمدي : إيماني روحي أمي ،وإن التنزيل للوجه المحمدي ، والتجلي للوجه الأحمدي .” انتهى كلامه.كل من دخل في الإسلام الكوني التسليمي لقدرة الله الصانعة في الخلق كل كرامة يرى نفسه في صنع أخر كله تجليات إلهية مشاهدا الإسم الإلهي في باطنه قبل رسمه في ظاهره فيخرج من العدم الظاهر إلى التعين المكلف في انجاح أسمائه تعالى.كل من لم يخرج من ظلمات العدم يرى الحقيقة المحمدية وكل النظريات العرفانية ضرب من الكفر والزندقة والتهريج لمسخ الشريعة أو لتقويد الدين. فالسر لا يطاق ،كما لا يطاق أكل العسل مع علة الجسد.يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (((ما أوذي نبي مثل ما أوذيت). صدق رسول الله.كل كلام الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو وحي يوحى ،وما ينطق عن الهوى، وما جاء إلا رحمة للعالمين .الرسول الأعظم صلى الله عليه آله وسلم هو الرحمة الرحمانية المطلقة وهو ناطق بإسم الله وباسمه الجامع عالما بدقائق الأمور. ومع ذلك نجد من كان يعترض عليه ويقول أن- نبينا يهجر-.لقد أوذي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في بضعته الزهراء سلام الله عليها ،وفي وصه علي أمير المؤمنين عليه السلام وفي ابنه الحسن عليه السلام وفي حبيبه الحسين عليه السلام.لم يشهد تاريخ الوحي الإلهي، أن نبيا أوذي مثل هذا الأذى ، لقد كان هذا الأذى كبيرا وشاملا لكل من يحبه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.عندما افتتن أتباع الدين الإسلامي بالدنيا والقصور والجواري ، هاجر أولياء الله إلى باطن الدين الإسلامي فوجدوا الرحمة العالمة العارفة الشاملة الجامعة المانعة، فرجعوا بالحب الإلهي والمحبة الإنسانية لمن أرادوا تخريب أخر رسالة سماوية شاملة ومخلصة.فعندما حوصر الدين الإسلامي ظاهريا كان العرفاء يوسعون الدين الإسلامي باطنا، فوالله لن يمحوا ذكر الله ولا ذكر أهل البيت عليهم السلام فمشيئة الله هي المشيئة وهي قلب أولياء الله كذلك.
(( اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَيْنِ ذَاتِكَ العَلِيَّةِ، بِأَنْوَاعِ كَمَالاَتِكَ البَهِيَّةِ فِي حَضْرَةِ ذَاتِكَ الأَبَدِيَّةِ، عَلَى عَبْدِكَ القَائِمِ بِِكَ مِنْكَ لَكَ إِلَيْكَ بِأَتَمِّ الصَّلَوَاتِ الزَّكِيَّةِ، المُصَلّي ِفِي مِحْرَابِ عَيْنِ هَاءِ الهُوِيَّةِ، التَّالِي السَّبْعَ المَثَانِي بِصِفَاتِكَ النَّفْسِيَّةِ، المُخَاطَبِ بِقَوْلِكَ لَهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ، الدَّاعِي بِكَ لَكَ بِإِذْنِكَ، لِكَافَّةِ شُؤُونِكَ العلمِيَّةِ، فَمَنْ أَجَابَ اصْطَُفِيَ وَقُرِّبَ، المُفِيضِ عَلَى كَافَّةِ مَنْ أَوْجَدْتَهُ بِقَيُّومِيَّةِ سِرِّكَ المَدَدِ السَّارِي فِي كُلِيَّةِ أَجْزَاءِ مَوْهِبَةِ فَضْلِكَ، المُتَجَلِّى عَلَيْهِ فِي مِحْرَابِ قُدْسِكَ وَأُنْسِكَ، بِكَمَالاَتِ أُلُوهِيَّتِكَ فِي عَوَالِمِكَ وَبَرِّكَ وَبَحْرِكَ . فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ صَلاَةً كَامِلَةً تَامَّةً بِكَ وَمِنْكَ وَإِلَيْكَ وَعَلَيْكَ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ سَلاَماً تَامّاً عَامّاً شَامِلاً، لأَنْوَاعِ كَمَالاَتِ قُدْسِكَ، دَائِمَيْنِ مُتَّصِلََيْنِِ عَلَى خَلِيلِكَ وَحَبِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، عَدَدَ مَا فِي عِلْمِكَ القَدِيمِ، وَعَمِيمِ فَضْلِكَ العَظِيمِ، وَنُبْ عَنَّا بِمَحْضِ فَضْلِكَ الكَرِيمِ، فِي الصَّلاَةِ عَلَيْهِ صَلاَتَكَ التِي صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فِي مِحْرَابِ قُدْسِكَ وَهُوِيَّةِ أُنْسِكَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَةِ رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ تَسْلِيماً عَدَدَ إِحَاطَةِ عِلْمِكَ.)) .