بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
نص الشبهة:
هل اغتيل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؟...
الجواب:
بالنسبة للسؤال عن اغتيال الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) نقول :
قال الله تعالى : ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ... ﴾ (1).
فهذه الآية الكريمة قد بينت إمكانية ارتكاب جريمة قتل في حق الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك يزيف أي ادعاء يهدف إلى تضليل الناس عن حقيقة موت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، بدعوى أن استشهاده غير ممكن . . أياً كانت دوافع أو مبررات ادعاءات كهذه . .
وقد جاءت الأحداث لتؤكد هذه الحقيقة ، فبينت أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد تعرض للاغتيال أكثر من مرة ، ومن أكثر من جهة : من المشركين ، ومن اليهود ، ومن المتظاهرين بالإسلام أيضاً . .
وقد يمكن القول أيضاً : بأن الفئات المختلفة ـ أحياناً ـ قد تعاونت على ذلك ، بعد أن رأت أن مصالحها تلتقي على هذا الأمر . فبذلوا المحاولة ، وربما فشلت مرة أو أكثر ، ولكنهم استطاعوا في نهاية المطاف أن يصلوا إلى مبتغاهم ، فمات ( صلى الله عليه وآله ) شهيداً بالسم ، كما سيأتي . .
نماذج من محاولات اغتياله
وفي جميع الأحوال نقول : إنه قد بذلت محاولات كثيرة لاغتياله ( صلى الله عليه وآله ) ، نذكر منها ما يلي :
1 ـ ما روي من تهديدات قريش لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بدء الدعوة ، وعرضهم على أبي طالب أن يقتلوه ، وأن يعطوه بعض فتيانهم بدلاً عنه . . وقد ذكرنا ذلك في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فراجع . .
وذكرنا أيضاً : أن أبا طالب ( عليه السلام ) حين حصر المشركون المسلمين في شعب أبي طالب ، كان ينيم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في موضع يراه الناس ، ثم إنه حينما تهدأ الرِّجل يقيمه ، وينيم ولده الإمام علياً ( عليه السلام ) مكانه ، حذراً من أن تغتاله قريش .
فقال له الإمام علي ( عليه السلام ) ، إني مقتول ؟! . .
فقال له أبو طالب ( عليه السلام ) :
اصبرن يـا بني ، فالصبر أحجى *** كل حي مصيره لــشعوب
قـدر الله و الـبلاء شـديـد *** لنداء الحبيب و ابـن الحبيب
[الأبيات] (2) . .
2 ـ محاولة اغتياله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة الهجرة ، حيث بات الإمام علي ( عليه السلام ) في فراشه ( صلى الله عليه وآله ) . . وكانوا قد انتدبوا عشرة من الرجال من عشر قبائل في قريش ليقتلوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) . . فأنجاه الله سبحانه منهم . وتتبعوه إلى الغار ، فصرفهم الله عنه .
3 ـ محاولة اغتياله من قبل بني النضير (3) . .
4 ـ تنفيرهم برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة العقبة (4) . .
وقال « يعني ابن حزم » : إن حذيفة لم يصل على أبي بكر ، وعمر ، وعثمان . . « وكان لا يصلي على من أخبره ( صلى الله عليه وآله ) بأمرهم » .
5 ـ محاولة قتله ( صلى الله عليه وآله ) في خيبر بالسم ، وسنذكر بعض نصوص هذه الحادثة . . فيما يأتي إن شاء الله تعالى . .
6 ـ محاولة قتله ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة بالسم أيضاً ، وسنذكر النصوص المرتبطة بذلك أيضاً .
وبعدما تقدم نقول : إننا إذا أردنا الاقتراب من الإجابة على السؤال الوارد ، فلا بد لنا من إيراد النصوص ، والنظر فيها ، ولذلك ، فنحن نتابع الحديث على النحو التالي :
نصوص مأثورة عامة
1 ـ روي عن ابن مسعود أنه قال : لأن أحلف تسعاً : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل قتلاً أحب إلي من أن أحلف واحدة .
وذلك أن الله سبحانه وتعالى ، اتخذه نبياً ، وجعله شهيداً (5) . .
2 ـ روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه : أن الإمام الحسن ( عليه السلام ) قال لأهل بيته : إني أموت بالسم ، كما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . .
قالوا : ومن يفعل ذلك ؟! . .
قال : امرأتي جعدة بنت الأشعث (6) . .
3 ـ عن الشعبي قال : لقد سم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسم أبو بكر الخ . . (7) .
ومن أقوال العلماء نذكر :
ما قاله الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) : قبض ( صلى الله عليه وآله ) مسموماً يوم الاثنين لليلتين بقيتا من الهجرة سنة عشر الخ (8) . .
وقال الشيخ المفيد : قبض بالمدينة مسموماً (9) . .
وراجع ما قاله العلامة الحلي ( رحمه الله ) حول ذلك أيضاً (10) . .
الروايات حول سم النبي ( صلى الله عليه وآله )
وبعدما تقدم نقول :
لقد وردت روايات محاولة اغتيال النبي ( صلى الله عليه وآله ) بواسطة السم عند السنة والشيعة على حد سواء ، وهي تنقسم إلى قسمين :
أحدهما يقول : إن يهودية دست السم إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . .
والآخر يقول : إنه ( صلى الله عليه وآله ) قد استشهد بالسم على يد بعض زوجاته . .
ونحن نذكر هنا نصوصاً من هذا القسم وذاك . . مع بعض التوضيح أو التصحيح ، فنقول :
روايات السنة في سم اليهودية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله )
إننا نذكر من الروايات التي أوردها أهل السنة في مجاميعهم الحديثية والتاريخية ، وتحدثت عن سم اليهودية له ( صلى الله عليه وآله ) ما يلي :
1 ـ عن عائشة أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال في مرضه الذي توفي فيه : إني أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر ، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم (11) . .
2 ـ عن أبي هريرة أنه حين فتحت خيبر ، أهديت له ( صلى الله عليه وآله ) شاة فيها سم ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إجمعوا من كان ههنا من اليهود ، فجمعوا ، فقال لهم : إني سائلكم عن شيء . . إلى أن قال : أجعلتم في هذه الشاة سماً ؟
قالوا : نعم .
قال : فما حملكم على ذلك ؟! . .
قالوا : أردنا إن كنت كاذباً أن نستريح منك ، وإن كنت نبياً لم يضرك (12) . .
3 ـ عن أنس : أن يهودية أتت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بشاة مسمومة ، فأكل منها ، فجيء بها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسألها عن ذلك ، فقالت : أردت لأقتلك . .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ما كان الله ليسلطك على ذلك . أو قال : علي . .
قالوا : ألا نقتلها ؟
قال ( صلى الله عليه وآله ) : لا .
فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (13) . .
4ـ في سيرة ابن هشام : أن التي سمته هي زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لاك من الشاة مضغة فلم يسغها ، فلفظها ، ثم قال : إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم . . وكان معه بشر بن البراء بن معرور ، وقد أخذ منها وأساغها . . فسأل النبي ( صلى الله عليه وآله ) تلك اليهودية عن ذلك . . إلى أن قال : فتجاوز عنها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومات بشر من أكلته التي أكل (14) . .
في نص آخر أضاف قوله : فلما مات بشر أمر بها فقتلت ، وقيل : صلبت كما في أبي داود وروى أبو داود : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قتلها .
وفي كتاب شرف المصطفى : أنه قتلها وصلبها وقيل : تركها لأنها أسلمت ، فلما مات بشر دفعها إلى أوليائه ، فقتلوها به . . كما في الإمتاع ، وفي صحيح مسلم أنه قتلها . وعند ابن إسحاق : أجمع أهل الحديث على ذلك ، وقال مغلطاي : لم يقتلها (15) . .
وعند الدارمي ، عن الزهري : أنه عفا عنها (16) . .
5 ـ زاد في بعض المصادر قوله : « فلما ازدرد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لقمته ازدرد بشر ما كان في فيه ، وأكل القوم .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ارفعوا أيديكم ، فإن هذه الذراع ، أو الكتف يخبرني : أنها مسمومة .
فقال له بشر : والذي أكرمك ، لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت ، فما منعني أن ألفظها إلا أن أنغص عليك طعامك ، فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ، ورجوت أن لا تكون ازدردتها . .
فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيلسان [أي أسود] . وماطله وجعه سنة ، لا يتحول إلا ما حول ، حتى مات . .
وطرح منها لكلب فمات (17) . .
6 ـ وفي رواية : أنه بعد أن اعترفت اليهودية بتسميم الشاة ، بسط النبي ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى الشاة ، وقال : كلوا باسم الله ، فأكلوا وقد سموا بالله ، فلم يضر ذلك أحداً منهم (18) . .
7 ـ عن أبي هريرة : ما زالت أكلة خيبر تعتادني في كل عام ، حتى كان هذا أوان قطع أبهري (19) .
وفي المنتقى : ولاكها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلفظها ، فأخذها بشر بن البراء ، فمات من ساعته ، وقيل : بعد سنة (20) . .
8 ـ وعند ابن سعد ، عن الواقدي : أن اليهودية اعتذرت عن ذلك بأنه ( صلى الله عليه وآله ) قد قتل أباها ، وزوجها ، وعمها ، وأخاها ، ونال من قومها . فأرادت الانتقام لهم (21) . .
9 ـ وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أكل من الشاة المسمومة ، هو وأصحابه ، فمات منهم بشر بن البراء ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمر باليهودية فقتلت (22) . .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
نص الشبهة:
هل اغتيل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؟...
الجواب:
بالنسبة للسؤال عن اغتيال الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) نقول :
قال الله تعالى : ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ... ﴾ (1).
فهذه الآية الكريمة قد بينت إمكانية ارتكاب جريمة قتل في حق الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك يزيف أي ادعاء يهدف إلى تضليل الناس عن حقيقة موت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، بدعوى أن استشهاده غير ممكن . . أياً كانت دوافع أو مبررات ادعاءات كهذه . .
وقد جاءت الأحداث لتؤكد هذه الحقيقة ، فبينت أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد تعرض للاغتيال أكثر من مرة ، ومن أكثر من جهة : من المشركين ، ومن اليهود ، ومن المتظاهرين بالإسلام أيضاً . .
وقد يمكن القول أيضاً : بأن الفئات المختلفة ـ أحياناً ـ قد تعاونت على ذلك ، بعد أن رأت أن مصالحها تلتقي على هذا الأمر . فبذلوا المحاولة ، وربما فشلت مرة أو أكثر ، ولكنهم استطاعوا في نهاية المطاف أن يصلوا إلى مبتغاهم ، فمات ( صلى الله عليه وآله ) شهيداً بالسم ، كما سيأتي . .
نماذج من محاولات اغتياله
وفي جميع الأحوال نقول : إنه قد بذلت محاولات كثيرة لاغتياله ( صلى الله عليه وآله ) ، نذكر منها ما يلي :
1 ـ ما روي من تهديدات قريش لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بدء الدعوة ، وعرضهم على أبي طالب أن يقتلوه ، وأن يعطوه بعض فتيانهم بدلاً عنه . . وقد ذكرنا ذلك في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فراجع . .
وذكرنا أيضاً : أن أبا طالب ( عليه السلام ) حين حصر المشركون المسلمين في شعب أبي طالب ، كان ينيم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في موضع يراه الناس ، ثم إنه حينما تهدأ الرِّجل يقيمه ، وينيم ولده الإمام علياً ( عليه السلام ) مكانه ، حذراً من أن تغتاله قريش .
فقال له الإمام علي ( عليه السلام ) ، إني مقتول ؟! . .
فقال له أبو طالب ( عليه السلام ) :
اصبرن يـا بني ، فالصبر أحجى *** كل حي مصيره لــشعوب
قـدر الله و الـبلاء شـديـد *** لنداء الحبيب و ابـن الحبيب
[الأبيات] (2) . .
2 ـ محاولة اغتياله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة الهجرة ، حيث بات الإمام علي ( عليه السلام ) في فراشه ( صلى الله عليه وآله ) . . وكانوا قد انتدبوا عشرة من الرجال من عشر قبائل في قريش ليقتلوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) . . فأنجاه الله سبحانه منهم . وتتبعوه إلى الغار ، فصرفهم الله عنه .
3 ـ محاولة اغتياله من قبل بني النضير (3) . .
4 ـ تنفيرهم برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة العقبة (4) . .
وقال « يعني ابن حزم » : إن حذيفة لم يصل على أبي بكر ، وعمر ، وعثمان . . « وكان لا يصلي على من أخبره ( صلى الله عليه وآله ) بأمرهم » .
5 ـ محاولة قتله ( صلى الله عليه وآله ) في خيبر بالسم ، وسنذكر بعض نصوص هذه الحادثة . . فيما يأتي إن شاء الله تعالى . .
6 ـ محاولة قتله ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة بالسم أيضاً ، وسنذكر النصوص المرتبطة بذلك أيضاً .
وبعدما تقدم نقول : إننا إذا أردنا الاقتراب من الإجابة على السؤال الوارد ، فلا بد لنا من إيراد النصوص ، والنظر فيها ، ولذلك ، فنحن نتابع الحديث على النحو التالي :
نصوص مأثورة عامة
1 ـ روي عن ابن مسعود أنه قال : لأن أحلف تسعاً : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل قتلاً أحب إلي من أن أحلف واحدة .
وذلك أن الله سبحانه وتعالى ، اتخذه نبياً ، وجعله شهيداً (5) . .
2 ـ روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه : أن الإمام الحسن ( عليه السلام ) قال لأهل بيته : إني أموت بالسم ، كما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . .
قالوا : ومن يفعل ذلك ؟! . .
قال : امرأتي جعدة بنت الأشعث (6) . .
3 ـ عن الشعبي قال : لقد سم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسم أبو بكر الخ . . (7) .
ومن أقوال العلماء نذكر :
ما قاله الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) : قبض ( صلى الله عليه وآله ) مسموماً يوم الاثنين لليلتين بقيتا من الهجرة سنة عشر الخ (8) . .
وقال الشيخ المفيد : قبض بالمدينة مسموماً (9) . .
وراجع ما قاله العلامة الحلي ( رحمه الله ) حول ذلك أيضاً (10) . .
الروايات حول سم النبي ( صلى الله عليه وآله )
وبعدما تقدم نقول :
لقد وردت روايات محاولة اغتيال النبي ( صلى الله عليه وآله ) بواسطة السم عند السنة والشيعة على حد سواء ، وهي تنقسم إلى قسمين :
أحدهما يقول : إن يهودية دست السم إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . .
والآخر يقول : إنه ( صلى الله عليه وآله ) قد استشهد بالسم على يد بعض زوجاته . .
ونحن نذكر هنا نصوصاً من هذا القسم وذاك . . مع بعض التوضيح أو التصحيح ، فنقول :
روايات السنة في سم اليهودية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله )
إننا نذكر من الروايات التي أوردها أهل السنة في مجاميعهم الحديثية والتاريخية ، وتحدثت عن سم اليهودية له ( صلى الله عليه وآله ) ما يلي :
1 ـ عن عائشة أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال في مرضه الذي توفي فيه : إني أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر ، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم (11) . .
2 ـ عن أبي هريرة أنه حين فتحت خيبر ، أهديت له ( صلى الله عليه وآله ) شاة فيها سم ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إجمعوا من كان ههنا من اليهود ، فجمعوا ، فقال لهم : إني سائلكم عن شيء . . إلى أن قال : أجعلتم في هذه الشاة سماً ؟
قالوا : نعم .
قال : فما حملكم على ذلك ؟! . .
قالوا : أردنا إن كنت كاذباً أن نستريح منك ، وإن كنت نبياً لم يضرك (12) . .
3 ـ عن أنس : أن يهودية أتت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بشاة مسمومة ، فأكل منها ، فجيء بها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسألها عن ذلك ، فقالت : أردت لأقتلك . .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ما كان الله ليسلطك على ذلك . أو قال : علي . .
قالوا : ألا نقتلها ؟
قال ( صلى الله عليه وآله ) : لا .
فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (13) . .
4ـ في سيرة ابن هشام : أن التي سمته هي زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لاك من الشاة مضغة فلم يسغها ، فلفظها ، ثم قال : إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم . . وكان معه بشر بن البراء بن معرور ، وقد أخذ منها وأساغها . . فسأل النبي ( صلى الله عليه وآله ) تلك اليهودية عن ذلك . . إلى أن قال : فتجاوز عنها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومات بشر من أكلته التي أكل (14) . .
في نص آخر أضاف قوله : فلما مات بشر أمر بها فقتلت ، وقيل : صلبت كما في أبي داود وروى أبو داود : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قتلها .
وفي كتاب شرف المصطفى : أنه قتلها وصلبها وقيل : تركها لأنها أسلمت ، فلما مات بشر دفعها إلى أوليائه ، فقتلوها به . . كما في الإمتاع ، وفي صحيح مسلم أنه قتلها . وعند ابن إسحاق : أجمع أهل الحديث على ذلك ، وقال مغلطاي : لم يقتلها (15) . .
وعند الدارمي ، عن الزهري : أنه عفا عنها (16) . .
5 ـ زاد في بعض المصادر قوله : « فلما ازدرد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لقمته ازدرد بشر ما كان في فيه ، وأكل القوم .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ارفعوا أيديكم ، فإن هذه الذراع ، أو الكتف يخبرني : أنها مسمومة .
فقال له بشر : والذي أكرمك ، لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت ، فما منعني أن ألفظها إلا أن أنغص عليك طعامك ، فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ، ورجوت أن لا تكون ازدردتها . .
فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيلسان [أي أسود] . وماطله وجعه سنة ، لا يتحول إلا ما حول ، حتى مات . .
وطرح منها لكلب فمات (17) . .
6 ـ وفي رواية : أنه بعد أن اعترفت اليهودية بتسميم الشاة ، بسط النبي ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى الشاة ، وقال : كلوا باسم الله ، فأكلوا وقد سموا بالله ، فلم يضر ذلك أحداً منهم (18) . .
7 ـ عن أبي هريرة : ما زالت أكلة خيبر تعتادني في كل عام ، حتى كان هذا أوان قطع أبهري (19) .
وفي المنتقى : ولاكها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلفظها ، فأخذها بشر بن البراء ، فمات من ساعته ، وقيل : بعد سنة (20) . .
8 ـ وعند ابن سعد ، عن الواقدي : أن اليهودية اعتذرت عن ذلك بأنه ( صلى الله عليه وآله ) قد قتل أباها ، وزوجها ، وعمها ، وأخاها ، ونال من قومها . فأرادت الانتقام لهم (21) . .
9 ـ وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أكل من الشاة المسمومة ، هو وأصحابه ، فمات منهم بشر بن البراء ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمر باليهودية فقتلت (22) . .
تعليق