بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واعظم الله احجركم بذكرى شهادة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله الامين صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الطاهرين المظلومين
لو سئل سائل
هل اغتيل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؟.
الجواب:
قال الله تعالى : ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ... ﴾ 1.
فهذه الآية الكريمة قد بينت إمكانية ارتكاب جريمة قتل في حق الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك يزيف أي ادعاء يهدف إلى تضليل الناس عن حقيقة موت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، بدعوى أن استشهاده غير ممكن . . أياً كانت دوافع أو مبررات ادعاءات كهذه . .
وقد جاءت الأحداث لتؤكد هذه الحقيقة ، فبينت أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد تعرض للاغتيال أكثر من مرة ، ومن أكثر من جهة : من المشركين ، ومن اليهود ، ومن المتظاهرين بالإسلام أيضاً . .
وقد يمكن القول أيضاً : بأن الفئات المختلفة ـ أحياناً ـ قد تعاونت على ذلك ، بعد أن رأت أن مصالحها تلتقي على هذا الأمر . فبذلوا المحاولة ، وربما فشلت مرة أو أكثر ، ولكنهم استطاعوا في نهاية المطاف أن يصلوا إلى مبتغاهم ، فمات ( صلى الله عليه وآله ) شهيداً بالسم ، كما سيأتي . .
نماذج من محاولات اغتياله
وفي جميع الأحوال نقول : إنه قد بذلت محاولات كثيرة لاغتياله ( صلى الله عليه وآله ) ، نذكر منها ما يلي :
1 ـ ما روي من تهديدات قريش لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بدء الدعوة ، وعرضهم على أبي طالب أن يقتلوه ، وأن يعطوه بعض فتيانهم بدلاً عنه . . وقد ذكرنا ذلك في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فراجع . .
وذكرنا أيضاً : أن أبا طالب ( عليه السلام ) حين حصر المشركون المسلمين في شعب أبي طالب ، كان ينيم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في موضع يراه الناس ، ثم إنه حينما تهدأ الرِّجل يقيمه ، وينيم ولده الإمام علياً ( عليه السلام ) مكانه ، حذراً من أن تغتاله قريش .
فقال له الإمام علي ( عليه السلام ) ، إني مقتول ؟! . .
فقال له أبو طالب ( عليه السلام ) :
اصبرن يـا بني ، فالصبر أحجى *** كل حي مصيره لــشعوب
قـدر الله و الـبلاء شـديـد *** لنداء الحبيب و ابـن الحبيب
[الأبيات] 2 . .
2 ـ محاولة اغتياله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة الهجرة ، حيث بات الإمام علي ( عليه السلام ) في فراشه ( صلى الله عليه وآله ) . . وكانوا قد انتدبوا عشرة من الرجال من عشر قبائل في قريش ليقتلوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) . . فأنجاه الله سبحانه منهم . وتتبعوه إلى الغار ، فصرفهم الله عنه .
3 ـ محاولة اغتياله من قبل بني النضير 3 . .
4 ـ تنفيرهم برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة العقبة 4 . .
وقال « يعني ابن حزم » : إن حذيفة لم يصل على أبي بكر ، وعمر ، وعثمان . . « وكان لا يصلي على من أخبره ( صلى الله عليه وآله ) بأمرهم » .
5 ـ محاولة قتله ( صلى الله عليه وآله ) في خيبر بالسم ، وسنذكر بعض نصوص هذه الحادثة . . فيما يأتي إن شاء الله تعالى . .
6 ـ محاولة قتله ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة بالسم أيضاً ، وسنذكر النصوص المرتبطة بذلك أيضاً .
وبعدما تقدم نقول : إننا إذا أردنا الاقتراب من الإجابة على السؤال الوارد ، فلا بد لنا من إيراد النصوص ، والنظر فيها ، ولذلك ، فنحن نتابع الحديث على النحو التالي :
نصوص مأثورة عامة
1 ـ روي عن ابن مسعود أنه قال : لأن أحلف تسعاً : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل قتلاً أحب إلي من أن أحلف واحدة .
وذلك أن الله سبحانه وتعالى ، اتخذه نبياً ، وجعله شهيداً 5 . .
2 ـ روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه : أن الإمام الحسن ( عليه السلام ) قال لأهل بيته : إني أموت بالسم ، كما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . .
قالوا : ومن يفعل ذلك ؟! . .
قال : امرأتي جعدة بنت الأشعث 6 . .
3 ـ عن الشعبي قال : لقد سم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسم أبو بكر الخ . . 7 .
ومن أقوال العلماء نذكر :
ما قاله الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) : قبض ( صلى الله عليه وآله ) مسموماً يوم الاثنين لليلتين بقيتا من الهجرة سنة عشر الخ 8 . .
وقال الشيخ المفيد : قبض بالمدينة مسموماً 9 . .
وراجع ما قاله العلامة الحلي ( رحمه الله ) حول ذلك أيضاً 10 .
المصدر
1.لقران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 144، الصفحة: 68.
2. راجع : شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص64 وما روته العامة من مناقب أهل البيت ^ للشراوني ص61 و62 والدرجات الرفيعة ص42 .
3. راجع كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ج8 ص40 ـ 50 .
4. راجع : السيرة الحلبية ج3 ص143 ط دار التراث ـ بيروت ، وأسد الغابة ج1 ص468 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص260 ـ 262 والمغازي للواقدي ج3 ص1042 ـ 1045 وإمتاع الأسماع ص477 ومجمع البيان ج3 ص46 وإرشاد القلوب للديلمي ص330 ـ 333 والمحلى ج11 ص225 .
5. طبقات ابن سعد ج2 ص201 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص303 ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص172 والمستدرك على الصحيحين ج3 ص58 وصححه على شرط الشيخين ، هو والذهبي في تلخيص المستدرك ( مطبوع بهامشه ) ، وراجع فيض القدير للمناوي ج5 ص448 وطبقات ابن سعد ج2 قسم2 ص7 ط دار التحرير بالقاهرة سنة 1388 هـ .
6. مناقب آل أبي طالب ج3 ص25 والبحار ج44 ص153 .
7. المستدرك على الصحيحين ج3 ص59 وتلخيص المستدرك للذهبي بهامشه .
8. البحار ج22 ص514 وتهذيب الأحكام ج6 ص1 .
9. المقنعة ص456 .
10. منتهى المطلب ج2 ص887 .
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واعظم الله احجركم بذكرى شهادة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله الامين صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الطاهرين المظلومين
لو سئل سائل
هل اغتيل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؟.
الجواب:
قال الله تعالى : ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ... ﴾ 1.
فهذه الآية الكريمة قد بينت إمكانية ارتكاب جريمة قتل في حق الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك يزيف أي ادعاء يهدف إلى تضليل الناس عن حقيقة موت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، بدعوى أن استشهاده غير ممكن . . أياً كانت دوافع أو مبررات ادعاءات كهذه . .
وقد جاءت الأحداث لتؤكد هذه الحقيقة ، فبينت أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد تعرض للاغتيال أكثر من مرة ، ومن أكثر من جهة : من المشركين ، ومن اليهود ، ومن المتظاهرين بالإسلام أيضاً . .
وقد يمكن القول أيضاً : بأن الفئات المختلفة ـ أحياناً ـ قد تعاونت على ذلك ، بعد أن رأت أن مصالحها تلتقي على هذا الأمر . فبذلوا المحاولة ، وربما فشلت مرة أو أكثر ، ولكنهم استطاعوا في نهاية المطاف أن يصلوا إلى مبتغاهم ، فمات ( صلى الله عليه وآله ) شهيداً بالسم ، كما سيأتي . .
نماذج من محاولات اغتياله
وفي جميع الأحوال نقول : إنه قد بذلت محاولات كثيرة لاغتياله ( صلى الله عليه وآله ) ، نذكر منها ما يلي :
1 ـ ما روي من تهديدات قريش لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بدء الدعوة ، وعرضهم على أبي طالب أن يقتلوه ، وأن يعطوه بعض فتيانهم بدلاً عنه . . وقد ذكرنا ذلك في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فراجع . .
وذكرنا أيضاً : أن أبا طالب ( عليه السلام ) حين حصر المشركون المسلمين في شعب أبي طالب ، كان ينيم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في موضع يراه الناس ، ثم إنه حينما تهدأ الرِّجل يقيمه ، وينيم ولده الإمام علياً ( عليه السلام ) مكانه ، حذراً من أن تغتاله قريش .
فقال له الإمام علي ( عليه السلام ) ، إني مقتول ؟! . .
فقال له أبو طالب ( عليه السلام ) :
اصبرن يـا بني ، فالصبر أحجى *** كل حي مصيره لــشعوب
قـدر الله و الـبلاء شـديـد *** لنداء الحبيب و ابـن الحبيب
[الأبيات] 2 . .
2 ـ محاولة اغتياله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة الهجرة ، حيث بات الإمام علي ( عليه السلام ) في فراشه ( صلى الله عليه وآله ) . . وكانوا قد انتدبوا عشرة من الرجال من عشر قبائل في قريش ليقتلوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) . . فأنجاه الله سبحانه منهم . وتتبعوه إلى الغار ، فصرفهم الله عنه .
3 ـ محاولة اغتياله من قبل بني النضير 3 . .
4 ـ تنفيرهم برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة العقبة 4 . .
وقال « يعني ابن حزم » : إن حذيفة لم يصل على أبي بكر ، وعمر ، وعثمان . . « وكان لا يصلي على من أخبره ( صلى الله عليه وآله ) بأمرهم » .
5 ـ محاولة قتله ( صلى الله عليه وآله ) في خيبر بالسم ، وسنذكر بعض نصوص هذه الحادثة . . فيما يأتي إن شاء الله تعالى . .
6 ـ محاولة قتله ( صلى الله عليه وآله ) في المدينة بالسم أيضاً ، وسنذكر النصوص المرتبطة بذلك أيضاً .
وبعدما تقدم نقول : إننا إذا أردنا الاقتراب من الإجابة على السؤال الوارد ، فلا بد لنا من إيراد النصوص ، والنظر فيها ، ولذلك ، فنحن نتابع الحديث على النحو التالي :
نصوص مأثورة عامة
1 ـ روي عن ابن مسعود أنه قال : لأن أحلف تسعاً : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل قتلاً أحب إلي من أن أحلف واحدة .
وذلك أن الله سبحانه وتعالى ، اتخذه نبياً ، وجعله شهيداً 5 . .
2 ـ روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه : أن الإمام الحسن ( عليه السلام ) قال لأهل بيته : إني أموت بالسم ، كما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . .
قالوا : ومن يفعل ذلك ؟! . .
قال : امرأتي جعدة بنت الأشعث 6 . .
3 ـ عن الشعبي قال : لقد سم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسم أبو بكر الخ . . 7 .
ومن أقوال العلماء نذكر :
ما قاله الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) : قبض ( صلى الله عليه وآله ) مسموماً يوم الاثنين لليلتين بقيتا من الهجرة سنة عشر الخ 8 . .
وقال الشيخ المفيد : قبض بالمدينة مسموماً 9 . .
وراجع ما قاله العلامة الحلي ( رحمه الله ) حول ذلك أيضاً 10 .
المصدر
1.لقران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 144، الصفحة: 68.
2. راجع : شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص64 وما روته العامة من مناقب أهل البيت ^ للشراوني ص61 و62 والدرجات الرفيعة ص42 .
3. راجع كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ج8 ص40 ـ 50 .
4. راجع : السيرة الحلبية ج3 ص143 ط دار التراث ـ بيروت ، وأسد الغابة ج1 ص468 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص260 ـ 262 والمغازي للواقدي ج3 ص1042 ـ 1045 وإمتاع الأسماع ص477 ومجمع البيان ج3 ص46 وإرشاد القلوب للديلمي ص330 ـ 333 والمحلى ج11 ص225 .
5. طبقات ابن سعد ج2 ص201 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص303 ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص172 والمستدرك على الصحيحين ج3 ص58 وصححه على شرط الشيخين ، هو والذهبي في تلخيص المستدرك ( مطبوع بهامشه ) ، وراجع فيض القدير للمناوي ج5 ص448 وطبقات ابن سعد ج2 قسم2 ص7 ط دار التحرير بالقاهرة سنة 1388 هـ .
6. مناقب آل أبي طالب ج3 ص25 والبحار ج44 ص153 .
7. المستدرك على الصحيحين ج3 ص59 وتلخيص المستدرك للذهبي بهامشه .
8. البحار ج22 ص514 وتهذيب الأحكام ج6 ص1 .
9. المقنعة ص456 .
10. منتهى المطلب ج2 ص887 .
تعليق