بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يروي الشيخ محمد باقر المجلسي في البحار ج 30 / ص ٤٢٧
قال أصحابنا رضوان الله عليهم : كان أبو بكر وعمر وعثمان من جيش أسامة ، وقد كرر رسول الله صلىاللهعليه وآله وسلم ـ لما اشتد مرضه ـ الأمر بتجهيز جيش أسامة ولعن المتخلف عنه ، فتأخروا عنه واشتغلوا بعقد البيعة في سقيفة بني ساعدة ، وخالفوا أمره ، وشملهم اللعن ، وظهر أنهم لا يصلحون للخلافة.
قالوا : ولو تنزلنا عن هذا المقام وقلنا بما ادعاه بعضهم من عدم كون أبي بكر من الجيش.
نقول : لا خلاف في أن عمر منهم ، وقد منعه أبو بكر من النفوذ معهم ، وهذا كالأول في كونه معصية ومخالفة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أما أنهم كانوا من جيش أسامة ، فلما ذكره السيد الأجل رضياللهعنه في الشافي من : أن كون أبي بكر في جيش أسامة ، قد ذكره أصحاب السير والتواريخ : قال روى البلاذري في تاريخه ـ وهو معروف ثقة كثير الضبط وبريء من ممالأة الشيعة ـ : أن أبا بكر وعمر كانا معا في جيش أسامة.
وروى سعيد بن محمد بن مسعود الكازراني ـ من متعصبي الجمهور ـ في تاريخه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر الناس بالتهيؤ لغزو الروم لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة ، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد ، فقال له : سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم [ مد ] الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، فلما كان يوم الأربعاء بدأ رسول الله صلىاللهعليهوآله فحم وصدع ، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ، ثم قال : أغز بسم الله في سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله. فخرج وعسكر بالجرف ، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزاة ، فيهم أبو بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة وقتادة بن النعمان ، فتكلم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟! فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآله غضبا شديدا ، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس! فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة فقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ، وايم الله إنه كان للإمارة لخليقا ، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم.
ثم نزل فدخل بيته ، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول ، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلىاللهعليهوآله ويمضون إلى العسكر بالجرف ، وثقل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلما كان يوم الأحد اشتد برسول الله صلىاللهعليهوآله وجعه ، فدخل أسامة من معسكره والنبي صلىاللهعليهوآله مغمى عليه ، وفي رواية : قد أصمت وهو لا يتكلم فطأطأ رأسه فقبله رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة. قال : فعرفت أنه يدعو لي ، ورجع أسامة إلى معسكره ، فأمر الناس بالرحيل ، فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أمه ـ أم أيمن ـ قد جاءه يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله يموت .. إلى آخر القصة.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يروي الشيخ محمد باقر المجلسي في البحار ج 30 / ص ٤٢٧
قال أصحابنا رضوان الله عليهم : كان أبو بكر وعمر وعثمان من جيش أسامة ، وقد كرر رسول الله صلىاللهعليه وآله وسلم ـ لما اشتد مرضه ـ الأمر بتجهيز جيش أسامة ولعن المتخلف عنه ، فتأخروا عنه واشتغلوا بعقد البيعة في سقيفة بني ساعدة ، وخالفوا أمره ، وشملهم اللعن ، وظهر أنهم لا يصلحون للخلافة.
قالوا : ولو تنزلنا عن هذا المقام وقلنا بما ادعاه بعضهم من عدم كون أبي بكر من الجيش.
نقول : لا خلاف في أن عمر منهم ، وقد منعه أبو بكر من النفوذ معهم ، وهذا كالأول في كونه معصية ومخالفة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أما أنهم كانوا من جيش أسامة ، فلما ذكره السيد الأجل رضياللهعنه في الشافي من : أن كون أبي بكر في جيش أسامة ، قد ذكره أصحاب السير والتواريخ : قال روى البلاذري في تاريخه ـ وهو معروف ثقة كثير الضبط وبريء من ممالأة الشيعة ـ : أن أبا بكر وعمر كانا معا في جيش أسامة.
وروى سعيد بن محمد بن مسعود الكازراني ـ من متعصبي الجمهور ـ في تاريخه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر الناس بالتهيؤ لغزو الروم لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة ، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد ، فقال له : سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم [ مد ] الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، فلما كان يوم الأربعاء بدأ رسول الله صلىاللهعليهوآله فحم وصدع ، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ، ثم قال : أغز بسم الله في سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله. فخرج وعسكر بالجرف ، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزاة ، فيهم أبو بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة وقتادة بن النعمان ، فتكلم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟! فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآله غضبا شديدا ، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس! فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة فقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ، وايم الله إنه كان للإمارة لخليقا ، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم.
ثم نزل فدخل بيته ، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول ، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلىاللهعليهوآله ويمضون إلى العسكر بالجرف ، وثقل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلما كان يوم الأحد اشتد برسول الله صلىاللهعليهوآله وجعه ، فدخل أسامة من معسكره والنبي صلىاللهعليهوآله مغمى عليه ، وفي رواية : قد أصمت وهو لا يتكلم فطأطأ رأسه فقبله رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة. قال : فعرفت أنه يدعو لي ، ورجع أسامة إلى معسكره ، فأمر الناس بالرحيل ، فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أمه ـ أم أيمن ـ قد جاءه يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله يموت .. إلى آخر القصة.