بسم الله الرحمن الرحيم
عادةً ما نغفل نحن عن محاسبة أنفسنا والتّدقيق في دوافعنا ونوايانا والحِيل التي تمرّ في باطننا.
فالناس يُظهرون سلوكيّاتٍ خاصّة على أساس سلسلة عوامل طبيعيّة ونفسيّة واجتماعيّة. فما يأكلونه أو يقولونه أو يفعلونه كردّة فعل و... كلّ ذلك يرتبط بالعوامل المذكورة؛ لأجل ذلك، فإنّنا نخطئ في الكثير من الحالات، حين نقوم بأعمالٍ غير مدروسة وغير عقلانيّة، ثمّ نندم على ما فعلناه؛ ينطق لساننا بكلامٍ غير موزون ويؤدّي إلى إيذاء الآخرين و...
فالذي يريد أن يكون سلوكه عقلانيًّا يجب:
1- أوّلًا أن يحسب النفع والضرر في ذلك العمل،
2- وثانيًا عليه أن يفكّر جيّدًا في كيفيّة القيام بذلك العمل حتى يصل إلى الشّكل المطلوب فيه.
يوصي الإمام الصادق (عليه السلام) أصحابه بأن لا يعجلوا في أيّ حالٍ من الأحوال، بل عليهم أن يتريّثوا قليلًا لكي يطمئنّوا أنّ نفع ذلك أكبر من ضرره، وكذلك ليروا كيف ينبغي أن يقوموا بذلك العمل لكي يصلوا إلى النتيجة المطلوبة. فهذه وصيّةٌ عامّة تجري في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة أيضًا. فالإنسان المؤمن لا يحصر حساباته في المنافع والأضرار المادّيّة والدنيويّة، بل يأخذ بعين الاعتبار الأهداف الأخرويّة.
من هنا، فإنّه لا يتحرّك باتّجاه المعصية أبدًا لأنّه يعلم أنّه قد يتحمّل عذاب آلاف السنين بسبب لذّةٍ عابرة. إنّ ارتكاب المعصية إنّما يحصل بسبب أنّنا لم نحسب المنافع والأضرار جيّدًا، أي أنّنا لم نتعامل بشكلٍ عقلانيّ مع الأمر. وإذا تجاوزنا هذا فإنّنا أيضًا لم نحسب بدقّة طريق الدخول والخروج منه حين أردنا القيام بذاك العمل.
على سبيل المثال، لأجل أداء فريضة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، نفكّر أنّنا إذا قلنا لمرتكب المعصية لا تفعل ذلك يكون التّكليف قد سقط عنّا، في حين أنّنا لو أردنا أن ننجي ذاك الشخص من مستنقع المعصية انطلاقًا من الحرص الواقعيّ عليه، فينبغي أن نتحدّث معه بطريقة يتقبّلها منّا ولا يفكّر بتكرار تلك المعصية بعناد.
بناءً عليه، فإنّ الشخص المؤمن يجب أن يكون عاقلًا وبعيد النظر ويشخّص جيّدًا النفع والضّرر في كلّ أمر، وكذلك طريق الدخول والخروج منه بشكلٍ جيّد لكيلا يندم بعد القيام بالعمل
-------------------------------------------
مقتطف من كتاب: وصايا الإمام الصادق (عليه السلام) للسالك الصادق للفقيه الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (حفظه اللّٰهُ)*
عادةً ما نغفل نحن عن محاسبة أنفسنا والتّدقيق في دوافعنا ونوايانا والحِيل التي تمرّ في باطننا.
فالناس يُظهرون سلوكيّاتٍ خاصّة على أساس سلسلة عوامل طبيعيّة ونفسيّة واجتماعيّة. فما يأكلونه أو يقولونه أو يفعلونه كردّة فعل و... كلّ ذلك يرتبط بالعوامل المذكورة؛ لأجل ذلك، فإنّنا نخطئ في الكثير من الحالات، حين نقوم بأعمالٍ غير مدروسة وغير عقلانيّة، ثمّ نندم على ما فعلناه؛ ينطق لساننا بكلامٍ غير موزون ويؤدّي إلى إيذاء الآخرين و...
فالذي يريد أن يكون سلوكه عقلانيًّا يجب:
1- أوّلًا أن يحسب النفع والضرر في ذلك العمل،
2- وثانيًا عليه أن يفكّر جيّدًا في كيفيّة القيام بذلك العمل حتى يصل إلى الشّكل المطلوب فيه.
يوصي الإمام الصادق (عليه السلام) أصحابه بأن لا يعجلوا في أيّ حالٍ من الأحوال، بل عليهم أن يتريّثوا قليلًا لكي يطمئنّوا أنّ نفع ذلك أكبر من ضرره، وكذلك ليروا كيف ينبغي أن يقوموا بذلك العمل لكي يصلوا إلى النتيجة المطلوبة. فهذه وصيّةٌ عامّة تجري في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة أيضًا. فالإنسان المؤمن لا يحصر حساباته في المنافع والأضرار المادّيّة والدنيويّة، بل يأخذ بعين الاعتبار الأهداف الأخرويّة.
من هنا، فإنّه لا يتحرّك باتّجاه المعصية أبدًا لأنّه يعلم أنّه قد يتحمّل عذاب آلاف السنين بسبب لذّةٍ عابرة. إنّ ارتكاب المعصية إنّما يحصل بسبب أنّنا لم نحسب المنافع والأضرار جيّدًا، أي أنّنا لم نتعامل بشكلٍ عقلانيّ مع الأمر. وإذا تجاوزنا هذا فإنّنا أيضًا لم نحسب بدقّة طريق الدخول والخروج منه حين أردنا القيام بذاك العمل.
على سبيل المثال، لأجل أداء فريضة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، نفكّر أنّنا إذا قلنا لمرتكب المعصية لا تفعل ذلك يكون التّكليف قد سقط عنّا، في حين أنّنا لو أردنا أن ننجي ذاك الشخص من مستنقع المعصية انطلاقًا من الحرص الواقعيّ عليه، فينبغي أن نتحدّث معه بطريقة يتقبّلها منّا ولا يفكّر بتكرار تلك المعصية بعناد.
بناءً عليه، فإنّ الشخص المؤمن يجب أن يكون عاقلًا وبعيد النظر ويشخّص جيّدًا النفع والضّرر في كلّ أمر، وكذلك طريق الدخول والخروج منه بشكلٍ جيّد لكيلا يندم بعد القيام بالعمل
-------------------------------------------
مقتطف من كتاب: وصايا الإمام الصادق (عليه السلام) للسالك الصادق للفقيه الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (حفظه اللّٰهُ)*