إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طلب الثار - ثقافة الإنتظار - الجزء الثاني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طلب الثار - ثقافة الإنتظار - الجزء الثاني


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وهنا مجموعة أمور لابدّ أن تؤخذ بعين الإعتبار لأجل أن نلمس هذه الحقيقة:-
    ١- إنّ العيش بين سنتين حتميتين، وهما سنة عدم ديمومة الإصلاح والمصلحين على طول خط الزمن وسنة انتهاء الكون بإصلاح شامل يحتّم علينا الإيمان بانتظار آخذ الثار والتمهيد له.
    ٢- إنّنا لم نشهد على طول خط التاريخ أن شخصا حقق جميع أمنياته بل وأهدافه في زمان وجوده وفاعلية حركته الإصلاحية. لذلك تجد حتى سنة الله في الإرسال لأجل الإصلاح وإرساء دعائم القانون الإلهي، أنه تعالى يرسل أشخاصاً ويكملهم بأشخاص آخرين، قال تعالى: (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْويلاً).
    ٣- إنّنا لابد أن نعلم أننا لسنا أصحاب القرار ومصدر الإرادة في هذا الوجود، بل أنّ هناك قوة تسيطر على حركتنا بمقدار معين وتؤثر في حركاتنا الإصلاحية وهي قدرة الله تعالى وإرادته، إذ ليس للفرد القدرة المطلقة ولا العجز التام في هذا الوجود, بل هو خاضع لشيء ما وراء إرادته وقدرته وهو عين نظرية الأمر بين الأمرين.
    فلابدّ على الإنسان الذي يريد أن تعيش حركته الفكرية أو العملية في وجدان الناس أن يخرج عن الآفاق الضيقة، وينظر إلى الأفق الرحب، ويطلق أفكاره أو سلوكياته التي يراها صائبة وسيكفل له المستقبل بقاءها.
    ٤- إنّ المتتبع لما صدر من الحسين عليه السلام من أفعال وأقوال -مع علمه اليقيني من خلال كل المعطيات أن الحرب عسكريا خاسرة- يجد ومنذ اللحظات الأولى أن الحسين عليه السلام يصنع إصلاحا انتظاريا (إذ يقول عليه السلام: اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على من ظلمنا) بمعنى أن الحسين عليه السلام أوقد في نفوس الناس وفي ضمير الوجدان البشري فضلا عن الوجدان الديني أن الإصلاح الحسيني هو إصلاح انتظاري (إنما خرجت لطلب الإصلاح) وإنّ هناك شعورا سيوجد بعد هذه النهضة يعطي ثمارا ولكن ثماره لاتجنى بشكل كامل إلاّ بعد انتظار وصبر، وإن هذا الخروج سيبقى محركا للحس البشري وداعيا له لأن يمهد للإصلاح الشامل.
    ٥- إننا نجد هذا الإصلاح رُسمت له معالم تحرك الأفراد المؤمنين به على طول خط الوجود البشري وهذا المعلم يتمثل في ان ذلك المصلح مظلوم وخرج لأجل إصلاحنا، فيجب أن نرفع ظلامته ونأخذ بثأره .....وقد طالعتنا النصوص عن ذلك.. إذ تقول: يا أبا عبد الله لقد عظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات... لعن الله أمة قتلتكم... ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم يا أبا عبد الله اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة ...فاسأل الله ..أن.. يرزقني طلب ثأرك مع إمام منصور من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويصف الحسين بانه ثار الله وابن ثاره..
    فهذا النص يجمع بين عظم المصيبة على أهل الأرض وأهل السماء وبين توصيف الحسين عليه السلام المقتول المظلوم بأنه ثار الله، وبين الدعاء من كل فرد أن يجعله الله تعالى ممن يرزقون طلب الثار, حيث جعل طلب الثار رزقا، وأن يكون طلب الثار هذا مع الإمام المنصور, وأكّد المقطع كذلك على أنّ هناك من مهد لمن يقاتل الحسين عليه السلام المظلوم وعليه بالمقابلة يجب علينا أن نمهد لطالب الثار، وهذا من عناصر الانتظار: أن تكون لك قضية وأن تنتظر حصولها وأن تمهد لها.

    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X