~~ سؤال ~~

[بيرق]

السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته
في القرآن الكريم ذكر الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه ابراهيم على نبينا وعليه السﻻم انه قد اسكن زوجته وولده في واد غير زرع ..فهل كان ذلك امرا اللهي ؟
وهل ظهرت نبوة اسماعيل عليه السﻻم بوقت مبكر ؟
ارجو الجواب ولكم اﻻجر والثواب

[مرتضى علي الحلي 12]

حيّاكمُ اللهُ تعالى

ما ورد في قوله تعالى

(( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )) (37) إبراهيم

يدلُ على أنَّ إبراهيم كان نبيّاً في وقت الحادثة وقد أو حى إليه اللهُ تعالى بنقل زوجته هاجر وابنه اسماعيل من الشام إلى مكة بعد ابتلائه بذلك .

والروايات من طرق أهل البيت المعصومين تُثبِت ذلك وممكن الرجوع إلى كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي :ج12:ص98.

وكذلك أمر نبوة اسماعيل يظهر بحسب الروايات أنّها جاءت مبكرة بدليل وفاة النبي اسماعيل قبل أبيه إبراهيم وممكن أيضا مراجعة الروايات بشأن ذلك في كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي ج13:ص390.

وعذرا عن التقصير في الإجابة

[خادم الامام الحجة عج]

بسم الله الرحمن الرحيم
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
وعليكم ايها الاخ الكريم
حبا وكرامة
اما سبب ذلك دون ادنى شك انه ابتلاء رباني وامر الالهي واذكر لكم حادثة وقعت بين سارة وهاجر زوجات ابراهيم عليه السلام وما ترتب عليهما ازاء ذلك جملة من الامور كختان اسحق عليه السلام وكذلك الامر الالهي بالفصل بين سارة وهاجر مع الصبي عند واد غير ذي زرع ببكة .
عن محمد بن مجوب عن محمد بن قذعة قال قلت لأبى عبد الله عليه السلام ان من عندنا يقولون ان ابراهيم عليه السلام ختن نفسه فقال سبحان الله ليس كما يقولون كذبوا على ابراهيم عليه السلام فقلت كيف ذلك قال ان الأنبياء كانت تسقط عنهم غلفتهم مع سررهم اليوم السابع فلما ولد لأبراهيم من هاجر عيرت سارة هاجر بما تعير به الأماء فبكت هاجر واشتد ذلك عليها فلما راها اسمعيل تبكي بكى لبكائها فدخل ابراهيم عليه السلام فقال ما يبكيك يااسمعيل فقال له ان سارة عيرت امي بكذا وكذا فبكت فبكيت لبكائها فقام ابراهيم عليه السلام الى مصلاه فناجى فيه ربه وسئله ان يلقى ذلك عن هاجر فالقاه الله عنها فلما ولدت سارة اسحق وكان يوم السابع سقطت عن اسحق سرته ولم تسقط عنه غلفته فجزعت من ذلك سارة فلما دخل ابراهيم عليه السلام قالت له ما هذا الحادث الذي حدث في ال ابراهيم واولاد الانبياء هذا ابني اسحق قد سقطت عنه سرته ولم تسقط عنه غلفته الى ان قال فاوحى الله عز وجل اليه ان ياابراهيم هذا لما عيرت سارة هاجر فاليت ان لا اسقط ذلك عن احد من اولاد الانبياء لتعيير سارة هاجر فاختن اسحق بالحديد واذقه حر الحديد قال فختنه ابراهيم عليه السلام بالحديد وجرت السنة بالختان في اولاد اسحق فجرت السنة بالناس بعد ذلك .

اما قوله سبحانه وتعالى بسورة ابراهيم عليه السلام ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون صدق الله العلي العظيم .
عن معوية بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال ان ابراهيم عليه السلام لما خلف اسمعيل عليه السلام بمكة عطش الصبي وكان بين الصفا والمروة شجر فخرجت امه حتى قامت على الصفا فقالت هل بالوادي من انيس فلم يجبها احد فمضت حتى انتهت الى المروة فقالت هل بالوادي من انيس فلم يجبها احد ثم رجعت الى الصفا فقالت كذلك حتى صنعت ذلك سبعا فاجرى الله ذلك سنة على عباده.

اما نبوة اسمعيل عليه السلام فكانت عندما بلغ ان سعى مع ابيه ابراهيم عليهما السلام في اشتغاله وحوائج بني ابراهيم عليه السلام
عن الامام جعفر الصادق عن ابائه عليهم السلام ان اسمعيل لما بلغ ان سعى مع ابيه ابراهيم عليهما السلام في اشتغاله وحوائج بنى ابراهيم عليه السلام الكعبة شرفها الله تعالى واسمعيل يعينه فلما تم البناء حج البيت وفرغ من مناسك الحج فراى ابراهيم عليه السلام ليلة التروية كأن قائلا يقول ان الله يامرك بذبح ابنك هذا فلما اصبح روى ذلك اي تفكر من الصباح الى الرواح امن الله امن الشيطان فمن هذا سمي ذلك اليوم التروية فلما امسى راى مثل ذلك فعرف انه من الله فسمي ذلك اليوم عرفة ثم راى مثل ذلك في الليلة الثالثة فهم بنحره فسمي بذلك اليوم يوم النحر ثم قال عليه السلام لامه هاجر اغسلي راسه وادهنيه فاني اريد ان يذهب به الى الغنم ففعلت ذلك ثم قال لابنه يابني خذ الحبل والمدية ثم انطلق بنا الى هذا الشعب لنحتطب لاهلنا منه فلما توجها الى الشعب قال الشيطان لعنه الله تعالى ان لم افتن هؤلاء عند هذه لم افتنهم ابدا فجاء اولا الى هاجر فالقى اليها انواع الوساوس فلم يظفر بها فطردته وقالت ان كان الله تعالى امره بذلك فسمع لامر الله تعالى وطاعته ثم خرج في اثرهما ليصدبهما عن امر الله تعالى فسعى في الوسوسة والاضلال في حق كل منهما على الانفراد فلم يظفر بهما بواحد منهما فلما رجع عدو الله تعالى مع الياس وخلا ابراهيم عليه السلام بولده اخذ يشاور معه في ذلك الامر وانما شاورمعه وان كان حتما من الله تعالى وتمت عزيمته عليه ليعلم ما عنده فيما نزل به من بلاء الله فيثبت قدمه ويصبره ان جزع ويأمن عليه الزلل ان صبره وسلم وليعلمه حتى يوطن نفسه عليه ويهونه عليها ويلقى البلاء وهو كالمستامن به ويكتب المثوبة بالانقياد لامر الله تعالى قبل نزوله وليكن سنة في المشاورة فلما شاوره وقال يابني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال فهل امرك الله تعالى ربي بذبحي قال ابراهيم نعم قال له ياابت افعل ماتؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وانه لما بلغا موضع الذبح وكان ذلك بمنى عندة الصخرة قال يابني ارى في المنام اني اذبحك قال ياابت هذا جزاء من نام عن حبيبه لو لم تنم ما امرت بذلك فلما اسلما اي سلم هذا ابنه وذاك نفسه وتله للجبين اي صرعه شقه فوقع احد جنبيه على الارض فلما اضجعه اخرج ابنه يديه من كميه فقال ياابت اذا اردت ذبحي فاربط يدي الى عنقي واشدد رباطي لئلا يصيبك مني شيء فينقص اجري فان الموت شديد واتخذ شفرتك وحول وجهي الى الارض فاني اخشى ان اضطرب فيدركك رافة الاباء فتحول بينك وبين الله تعالى ورد قميصي الى امي فانه عسى تسئل عني وسها ياابت ما استطعت فقال له ابراهيم عليهما السلام نعم العون وجدتك يابني على امر الله تعالى فلما ربط ابراهيم يده والقاه تفكر الغلام في نفسه فقال حلني ياابت حتى لايراني الله تعالى انفذ امره مكرها بل ضع السكين على حلقي لاجر حلقي على السكين جرا ليعلم الملائكة ان ابن خليل مطيع لله تعالى ولامره فمد يده ورجله بلا وثاق وحول وجهه الى الارض فادخل الشفرة الى حلقه فامرها بجميع قوته فاقلب الله تعالى الشفرة الى قفائها وانقلبت فلم تقطع باذن الله تعالى فقال الغلام ياابت حددها لتذبح وتستريح فعمد الى الصخرة فحددها حتى صارت كانها شعل نار ثم امرها ثانيا فانقلبت ولم تقطع فقال الابن مالك تتكاسل قال لايقطع السكين ياغلام قال فاطعني براس السكين طعنا فطعنه براسه فابت السكين بامر الله تعالى ثم نودي ياابراهيم قد صدقت الرؤيا خل ابنك وخذ هذا الكبش الذي ينحدر من الجبل مكان ابنك فرفع ابراهيم عليه السلام راسه الى الجبل فاذا الكبش ينحدر من الجبل المشرق على منى يتدلدل في مشيه املح اقرن فقيل له هذه الذبيحة فداء لابنك فاذبحها دونه وذلك قوله تعالى وفديناه بذبح عظيم وهو الكبش الذي قربه هابيل بن ادم عليه السلام وكان يرعى في الجنة حتى فدى به اسمعيل عليه السلام فارسل ابراهيم ابنه فقام الى الكبش لياخذه فهرب منه فاتبعه ابراهيم عليه السلام فخرج الى الجمرة الاولى فرماه سبع حصيات ثم انه انقلب منه فجاء الى الجمرة الوسطى فرماه سبع حصيات فاخرجه عنها فاخذه ابراهيم عليه السلام وكان في يده اقبل بالكبش نحو ابنه حتى انتهى به مابين الجمرتين فرمى الكبش بنفسه فلم يقدر ابراهيم عليه السلام رفعه فذبحه في المنحر من منى مكانه فصار الذبح هناك سنة وانه عليه السلام رمى الشيطان حين تعرض له بالوسوسة عند ذبح ولده فبقيت الجمرة سنة في الرمي.

[المستغيثه بالحجه]

[خادم الامام الحجة عج]

بسم الله الرحمن الرحيم
صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وال محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي واخواتي الكرام
بارك الله بكم جميعا
وحشركم في زمرة محمد وال محمد في دار قرار مكين حبا وكرامة .