بسم الله الرحمن الرحيم
ما الدنيا غرّتك ولكن بها اغتررت، وما العاجلة خدعتك ولكن بها انخدعت.
واعلمي: أن مذيع الفاحشة كقابلها، وسامع الغيبة كفاعلها، وأن مداومَة المعاصي تقطع الرزق، ومقارنة السفهاء تفسد الخلق، ومواصلة الأفاضل توجب السمو، ومباينة الدنيا تكبت العدو.
يا نفس!
مُصاحِب الأشرار كراكب البحار، إن سلم من الغرق، لا يسلم من الفرق [الخوف]، ومجالسة أبناء الدنيا منساة للإيمان، قائدة إلى طاعة الشيطان، وموافقة الأصحاب تديم الاصطحاب، ونيل المآثر ببذل المكارم، ونيل الجنة بالتنزّه عن المآثم.
واعلمي: أن مصيبة يُرجى أجرها، خير من نعمة لا يؤدّى شكرها.
يا نفس!
ويح النائم ما أخسره، وثوابه ما أنزره، قَصُر عمره، وقل أجره، وويح ابن آدم ما أغفله، وعن رشده ما أذهله، وعن حظّه ما أعدله.
وفيما أوصى الله إلى موسى عليه السلام: كذب من زعم أنّه يحبّني فإذا جنّه الليل نام عني.
وإيّاك أن تخيبي المضطر وإن أسرف، أو تحرمي المحتاج وإن ألْحف، أو تصحبي أبناء الدنيا فإنّك إن أقللت استقلّوك، وإن أكثرت حسدوك، ولا تعملي شيئآ من الخير رياءآ، ولا تتركيه حياءآ ".
-------------------------------
الشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعمي_ره
تعليق