التدليس اخو الكذب بشهادة شعبة بن الحجاب
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
قال الجوهري في الصحاح ج 1 ص 211 :
التَدْليسُ في البيع: كِتمانُ عَيب السِلعة عن المشتري. والمُدالَسَةُ، كالمخادعة. يقال: فلان لا يُدالِسكَ، أي لا يخادعك
قال البغدادي في الكفاية في علم الرواية :
( باب الكلام في التدليس وأحكامه )
التدليس للحديث مكروه عند أكثر أهل العلم وقد عظم بعضهم الشأن في ذمه وتبجح بعضهم بالبراءة منه فمما حفظنا عمن كان يكرهه ويذمه ما أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال أنا علي بن محمد بن أحمد المصري قال ثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص قال سمعت أبي يقول سمعت الشافعي يقول قال شعبة بن الحجاج التدليس أخو الكذب (1)
والتدليس شايع في عامة رجال الحديث، حتى قال شعبة: ((ما رأيت أحداً من أصحاب الحديث إلا يدلس إلا عمرو بن مرة وابن
عون))(2).
وقال الذهبي: ((وبقية ذو غرائب وعجائب ومناكير. قال عبد الحق في غير حديث: بقية لا يحتج به. وروى له أيضاً أحاديث، وسكت عن تليينها. وقال أبو الحسن بن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك. وهذا إن صح مفسد لعدالته. قلت: نعم والله، صح هذا عنه، إنه يفعله. وصح عن الوليد بن مسلم. بل عن جماعة كبار فعله. هذه بلية. وهذه بلية منهم. ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد. وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يسقطون ذكره بالتدليس أنه تعمد الكذب. هذا أمثل ما يعتذر به عنهم))(3).
وقال أيضاً في سير أعلام النبلاء بعد ذكر كلام أبي الحسن بن القطان: ((قلت: نعم تيقنا أنه كان يفعله. وكذلك رفيقه الوليد بن مسلم وغير واحد. ولكنهم ما يظن بهم أنهم اتهموا من حدثهم بالوضع لذلك))(4).
وقال ابن حبان: ((دخلت حمص، وأكبر همي شأن بقية، فتتبعت حديثه، وكتبت النسخ على الوجه، وتتبعت ما لم أجد بعلو، فرأيته ثقة مأموناً. ولكنه كان مدلساً، يدلس عن عبيد الله بن عمر، وشعبة، ما أخذه عن مثل المجاشع بن عمرو، والسري بن عبدالحميد، وعمر بن موسى الميتمي، وأشباههم. فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم ما سمع من هؤلاء الضعفاء عنهم، فكان يقول: قال عبيدالله، وقال مالك، فحملوا عن بقية عن عبيدالله وبقية عن مالك، وأسقط الواهي بينهما)(5).
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الكفاية في علم الرواية ج 1 ص 355 .
2ـ مغاني الأخبار ج 3 ص 468 .
3ـ ميزان الأعتدال ج 1 ص 339 .
4ـ سير أعلام النبلاء ج 8 ص 523 .
5ـ سير أعلام النبلاء ج 8 ص 523 .
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
قال الجوهري في الصحاح ج 1 ص 211 :
التَدْليسُ في البيع: كِتمانُ عَيب السِلعة عن المشتري. والمُدالَسَةُ، كالمخادعة. يقال: فلان لا يُدالِسكَ، أي لا يخادعك
قال البغدادي في الكفاية في علم الرواية :
( باب الكلام في التدليس وأحكامه )
التدليس للحديث مكروه عند أكثر أهل العلم وقد عظم بعضهم الشأن في ذمه وتبجح بعضهم بالبراءة منه فمما حفظنا عمن كان يكرهه ويذمه ما أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال أنا علي بن محمد بن أحمد المصري قال ثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص قال سمعت أبي يقول سمعت الشافعي يقول قال شعبة بن الحجاج التدليس أخو الكذب (1)
والتدليس شايع في عامة رجال الحديث، حتى قال شعبة: ((ما رأيت أحداً من أصحاب الحديث إلا يدلس إلا عمرو بن مرة وابن
عون))(2).
وقال الذهبي: ((وبقية ذو غرائب وعجائب ومناكير. قال عبد الحق في غير حديث: بقية لا يحتج به. وروى له أيضاً أحاديث، وسكت عن تليينها. وقال أبو الحسن بن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك. وهذا إن صح مفسد لعدالته. قلت: نعم والله، صح هذا عنه، إنه يفعله. وصح عن الوليد بن مسلم. بل عن جماعة كبار فعله. هذه بلية. وهذه بلية منهم. ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد. وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يسقطون ذكره بالتدليس أنه تعمد الكذب. هذا أمثل ما يعتذر به عنهم))(3).
وقال أيضاً في سير أعلام النبلاء بعد ذكر كلام أبي الحسن بن القطان: ((قلت: نعم تيقنا أنه كان يفعله. وكذلك رفيقه الوليد بن مسلم وغير واحد. ولكنهم ما يظن بهم أنهم اتهموا من حدثهم بالوضع لذلك))(4).
وقال ابن حبان: ((دخلت حمص، وأكبر همي شأن بقية، فتتبعت حديثه، وكتبت النسخ على الوجه، وتتبعت ما لم أجد بعلو، فرأيته ثقة مأموناً. ولكنه كان مدلساً، يدلس عن عبيد الله بن عمر، وشعبة، ما أخذه عن مثل المجاشع بن عمرو، والسري بن عبدالحميد، وعمر بن موسى الميتمي، وأشباههم. فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم ما سمع من هؤلاء الضعفاء عنهم، فكان يقول: قال عبيدالله، وقال مالك، فحملوا عن بقية عن عبيدالله وبقية عن مالك، وأسقط الواهي بينهما)(5).
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الكفاية في علم الرواية ج 1 ص 355 .
2ـ مغاني الأخبار ج 3 ص 468 .
3ـ ميزان الأعتدال ج 1 ص 339 .
4ـ سير أعلام النبلاء ج 8 ص 523 .
5ـ سير أعلام النبلاء ج 8 ص 523 .
تعليق