عجبا لهذي الأرض يضمر تربها .. أطواد مجدك كيف لا تتزلزل
عجبا لأملاك السماء يفوتها .. نظرا لوجهك كيف لا تتهيل
يا أيها النبأ العظيم فمهتد .. في حبه و غواة قوم ضلل
يا أيها النار التي شب السنا .. منها لموسى و الظلام مجلل
يا فلك نوح حيث كل بسيطة .. بحر يمور و كل بحر جدول
يا وراث التوراة و الأنجيل .. و الفرقان و الحكم التي لا تعقل
لولاك ما خلق الزمان و لا دجى .. غب ابتلاج الفجر ليل أليل
إن كان دين محمد فيه الهدى .. حقا فحبك بابه و المدخل
اللهم صل و سلم على خير خلقك و أصفيائك أصحاب الفضيلة الكبرى و المنزلة العظمى صلاة لا منتهى لها و لا حصر لأمدها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة هذه أول مشاركة لي في محور من محاور برنامج منتدى الكفيل
فلم أكن أملك الشجاعة الكافية للوقوف أمام قمم الأقلام الكبيرة
ولكن لم أستطع الخروج دون مشاركة والمحور يخص سيد العلماء و فخرهم و منتهى علمهم و معدن أسرار الله
وصي سيد المرسلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام
فأعتذر لله ثم لنبيه ثم لوصي نبيه على تقصيري فيما سأطرحه هنا
- ترسم ريشة الفنان أحيانا رموزا قد يفهمها الآخرون وأحيانا أخرى يقفون أمامها حيرى
وحينما أرسم عشقي للمرتضى علي عليه السلام أنا نفسي أحتار كيف أعبر عن حبي لهذا العظيم
وإن عظم تعبيري يبقى لا شيء في حقه ... فكيف لذرات الغبار أن تدرك حجم الجبال..!
عشق علي أحجية يحتار في وصفها القلب مع أنه أكثر مكان استشعر حلاوة هذا الحب
حب ليس كأي حب فهو حب يرفع قدر صاحبه وإن كتمه ..
علي عليه السلام إمامنا العظيم الذي جسد معنى العبودية لله بنور اليقين كيف لا وعلي إمام المتقين وهو عين اليقين
شيعته موسومين بختم علوي يشع نورا من الجبين .. نورا لؤلؤيا يتناثر منه الإيمان يغذي النفس بالطمأنينة
يغمر الروح بالرحمة فتفوح طيبا بخلق كريم
بل علي يبث الروح في بستان الروح فتنمو سموا وتورق كرامة وتثمر تقوى
ولا تفنى .. لأنها مزجت بحب علي الخالد
فهل فني الخلود قبلا .. ليفنى حب علي ؟؟
هذا طيف خافت من حب علي .. وليت لي قدرة على التعبير لملئت الكون طربا ونشوة بحبه عليه السلام
علي الذي احتارت فيه العقول ... كيف لا يحتار في وصفه القلم ويعجز عن ذكر محاسنه إنسان ويعجز عن مدحه لسان
وليس لي إلا أن أقول بصوت عال جلي عندما يذكر اسم مولاي علي:
يا علي .. يا علي .. يا علي
- إن قلت إن أمي أرضعتني حبه .. سأقول لا ...
لا أحب عليا لأني رضعت حبه من أمي فقط ... فهذا بنظري حب أبتر لا يفي الحب لحيدر
حبي له رضعته من حب الله له .. عشقته بعشقي لرسول الله صلى الله عليه وآله .. أحببته من حبي للمرضية عند الله فاطمة الزهراء عليها السلام .. عشقته من مدرسة الإمام الحسن وملحمة الحسين عليهما السلام .. عشقته بشموخ زينب عليها السلام وإباءها وصبرها الذي ورثته منه ... عشقته من إيثار أبي الفضل عليه السلام ووفائه وجوده .. عشقته بعبادة زين العباد عليه السلام وسجوده عشقته بعلم الباقر عليه السلام ويقين الصادق عليه السلام جامعة العلم ومدرسة الأجيال عشقته من كظم غيظ الكاظم عليه السلام ورهبانيته عشقته من رضا ضامن الجنة عليه السلام وأنسه ونفسي المستكينة بحضرته ..عشقته بجود الجواد عليه السلام ونقائه و تقوى الهادي عليه السلام وصفائه و رفق العسكري عليه السلام وضيائه .. عشقته بالشوق إلى المهدي عجل الله فرجه و لوعة انتظاره .. فكل الأئمة عليهم السلام رأيتهم في علي عليه السلام الذي لا أستطيع أن أمتنع عن حبه ولا طرفة عين لأني إن توقفت عن حبه أكون فقدت الصلة بالله سبحانه وقطعت ارتباطي به .. فهل سيكون للحب معنى إن لم يكن لعلي عليه السلام .. ؟؟
حب علب لا مبتدأ له ولانهاية فهو حب سرمدي عجنت طينتنا به قبل أن يوجد الله الوجود .. فحبه عليه السلام كان فرض من الله علينا منذ الأزل موجود .
- يصعب اختيار حديث واحد فكل أقواله وأفعاله عليه السلام مبادئ
ولكن مذ قرأت قوله عليه السلام في حد يقين التوكل على الله وكنت حينها في محنة حقيقية
تحولت محنتي إلى نعمة :
"لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق مما في يده"
فالإيمان الصادق مقترن بالأمل في الله والثقة فيه إلى حد التوكل المطلق عليه سبحانه وتعالى
الإيمان الصادق بالله يعني الارتباط بالله لا بالأسباب حتى في حالة المرض و البلاء والشدة فإن علينا أن نثق بأن لله تدبير في كل شيء ويكفي الاعتماد عليه والرجوع إليه فهو مسبب الأسباب والقادر على كل شيء ومدبر كل أمر.
و متباركين بميلاد خير الوصيين مولى الموحدين و أمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
و ينعاد على الجميع بالصحة والسلامة والحفظ وفي حال أفضل إن شاء الله تعالى وبكل خير
تعليق