بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
سؤال الذي يطرح كثيرا هو :ما هي حقيقة عيد الزهراء(ع) في اليوم التاسع من ربيع الأول؟ و ما الأصل في تعبد أتباع مذهب اهل البيت واحتفالهم في هذا اليوم؟
نقول: يبدو أن الاحتفال والتعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى أتباع مذهب اهل البيت منذ القديم، فهذا صاحب (النقض) المؤلف بحدود 560 هـ يذكر مثل ذلك.
وفيه رواية طويلة ذكرها بعض العلماء المتأخرين في كتبهم نقلاً عن كتب المتقدمين ولم يصل الينا سندها الواحد متصلاً كاملاً ، والكتب المنقولة منها بالأصل مفقودة لا نستطيع النظر فيها حتى نعرف مستند الرواية، وعلى ذلك فالرواية غير معتبرة ولا نقدم بها حجة، هذا.
ولكن السيد ابن طاووس (ره) أشار الى هذه الرواية، ولكنه على الظاهر لم يقبل ما فيها من أن سبب التعبد في يوم التاسع من ربيع الأول أو ما يسمى بعيد الزهراء أو فرحتها ، هو أن هذا اليوم هو مقتل عمر بن الخطاب، وذلك لاجماع المؤرخين من الشيعة والسنّة على خلاف ذلك وانه قتل في ذي الحجة، ومن هنا رده ابن إدريس أيضاً.
نعم، يزعم بعض الناس أن هذا العيد سببهُ وفاة عُمر بن الخطاب، وهذا غير صحيح إطلاقاً، ويزعمون أيضاً أن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) فرحت بوفاته، وغير ذلك من التعليلات الواهية . ونُجيب على ذلك في الوجوه التالية :
الوجه الأول:
يقول الشيخ المُفيد (قدس سره) في (مسار الشيعة) ص42 السطر الرابع وهو يتحدَّث عن أحداث شهر ذي الحجة مانصه: [ وفي اليوم السادس والعشرين سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طُعِنَ عُمر بن الخطاب ]، وفي السطر التاسع من نفس الصفحة يقول الشيخ (قدس سره) ما نصه: [ وفي التاسع والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة قُبِضَ عُمر بن الخطاب ].
يقول الشيخ محمد بن إدريس الحلي (قدس سره) في ( السرائر ) ج1 ص418 السطر الثاني والعشرين ما نصه: [ وفي اليوم السادس والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طُعِنَ عمر بن الخطاب وفي اليوم التاسع والعشرين منه قُبِضَ عمر بن الخطاب وقد يلتبس على بعض أصحابنا يوم قبض عمر بن الخطاب فيظن أنه في يوم التاسع من ربيع الأول وهذا خطأ مِن قائلهِ بإجماع أهل التأريخ والسير وقد حَقَّقَ ذلك شيخنا المُفيد في كتاب التواريخ وذهبَ إلى ما قُلناه ].
يقول الشيخ الكفعمي (قدس سره) في ( المصباح ) ص676 السطر الثامن عشر وهو يذكر أحداث ربيع الأول ما نصه: [ وفي تاسعهِ روى صاحب(مسار الشيعة) :" أنه مَن أنفقَ فيه شيئاً غُـفر له ويستحب فيه إطعام الإخوان وتطييبهم والتوسعة في النفقة ولبس الجديد والشكر والعبادة وهو يوم نفي الهموم وروي أنه ليس فيه صوم وجمهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن الخطاب وليس بصحيح ."
الوجه الثاني:
ثم أنَّ الزهراء (ع) استشهدت قبل وفاة عمر بن الخطاب، فَمِن أينَ قالوا بأنَ فاطمة الزهراء (ع) فرحت؟! وأي رواية اعتمدوا عليها؟! ومَن مِنَ العُلماء قالَ بذلك؟! حتى يأتي مَن يُطنطن بسذاجةٍ وجهلٍ ليقول: ( عيد فرحة الزهراء ) !!، ثُم لو كانَ هُناك شيء اسمه ( عيد الزهراء ) لتناوله العُلماء الذين ألَّفوا في سيرة وخصائص ومناقب وفضائل الصديقة الزهراء (ع)، لكن هذه الكتب خلت من ذلك 100%، وبعضها نفى ذلك نفياً حاداً، وبعضهم أمرَ باجتنابه.
الوجه الثالث:
لم يرد نَصٌّ بلفظ ( عيد الزهراء (ع) ) لكي نتعبَّد به، ولا يجوز لنا أن نبتدعَ شيئاً من أهوائنا.
ولكن في المقابل كما ذكرنا أن التعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى أتباع مذهب اهل البيت، كما أن هناك روايات بأن شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) كان يوم الثامن من ربيع الأول، فاحتمل السيد ابن طاووس أن يكون سبب الفرحة والتعبد هو بمناسبة تولي الحجة صاحب الزمان (عج) لمنصب الإمامة والولاية، وأن اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول يوم لتولي هذا المنصب، ومن هنا تفرح الشيعة به لما أختص به الإمام الحجة (عج) من مقام وانه صاحب الدولة الكريمة. وقال في مكان آخر ان التقيد فيه قد يكون لسر مكنون لا نعلمه.
وأما فقهاؤنا الأعلام فهم أخذاً منهم بقاعدة التسامح في أدلة السنن ورواية من بلغ أفتوا باستحباب الغسل في مثل هذا اليوم اعتماداً على هذه الرواية وإن لم تثبت من ناحية السند.
مع ملاحظة ورود فقرة في هذه الرواية تخالف الاصول المسلمة عندنا ولا يمكن قبولها، وهي الخاصة برفع القلم عن الشيعة لمدة يوم أو ثلاثة أيام، ومن هنا فقد أفتى علماؤنا الكرام بحرمة بعض الأعمال المنافية للشرع التي يمارسها العوام في مثل هذا اليوم.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
سؤال الذي يطرح كثيرا هو :ما هي حقيقة عيد الزهراء(ع) في اليوم التاسع من ربيع الأول؟ و ما الأصل في تعبد أتباع مذهب اهل البيت واحتفالهم في هذا اليوم؟
نقول: يبدو أن الاحتفال والتعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى أتباع مذهب اهل البيت منذ القديم، فهذا صاحب (النقض) المؤلف بحدود 560 هـ يذكر مثل ذلك.
وفيه رواية طويلة ذكرها بعض العلماء المتأخرين في كتبهم نقلاً عن كتب المتقدمين ولم يصل الينا سندها الواحد متصلاً كاملاً ، والكتب المنقولة منها بالأصل مفقودة لا نستطيع النظر فيها حتى نعرف مستند الرواية، وعلى ذلك فالرواية غير معتبرة ولا نقدم بها حجة، هذا.
ولكن السيد ابن طاووس (ره) أشار الى هذه الرواية، ولكنه على الظاهر لم يقبل ما فيها من أن سبب التعبد في يوم التاسع من ربيع الأول أو ما يسمى بعيد الزهراء أو فرحتها ، هو أن هذا اليوم هو مقتل عمر بن الخطاب، وذلك لاجماع المؤرخين من الشيعة والسنّة على خلاف ذلك وانه قتل في ذي الحجة، ومن هنا رده ابن إدريس أيضاً.
نعم، يزعم بعض الناس أن هذا العيد سببهُ وفاة عُمر بن الخطاب، وهذا غير صحيح إطلاقاً، ويزعمون أيضاً أن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) فرحت بوفاته، وغير ذلك من التعليلات الواهية . ونُجيب على ذلك في الوجوه التالية :
الوجه الأول:
يقول الشيخ المُفيد (قدس سره) في (مسار الشيعة) ص42 السطر الرابع وهو يتحدَّث عن أحداث شهر ذي الحجة مانصه: [ وفي اليوم السادس والعشرين سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طُعِنَ عُمر بن الخطاب ]، وفي السطر التاسع من نفس الصفحة يقول الشيخ (قدس سره) ما نصه: [ وفي التاسع والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة قُبِضَ عُمر بن الخطاب ].
يقول الشيخ محمد بن إدريس الحلي (قدس سره) في ( السرائر ) ج1 ص418 السطر الثاني والعشرين ما نصه: [ وفي اليوم السادس والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طُعِنَ عمر بن الخطاب وفي اليوم التاسع والعشرين منه قُبِضَ عمر بن الخطاب وقد يلتبس على بعض أصحابنا يوم قبض عمر بن الخطاب فيظن أنه في يوم التاسع من ربيع الأول وهذا خطأ مِن قائلهِ بإجماع أهل التأريخ والسير وقد حَقَّقَ ذلك شيخنا المُفيد في كتاب التواريخ وذهبَ إلى ما قُلناه ].
يقول الشيخ الكفعمي (قدس سره) في ( المصباح ) ص676 السطر الثامن عشر وهو يذكر أحداث ربيع الأول ما نصه: [ وفي تاسعهِ روى صاحب(مسار الشيعة) :" أنه مَن أنفقَ فيه شيئاً غُـفر له ويستحب فيه إطعام الإخوان وتطييبهم والتوسعة في النفقة ولبس الجديد والشكر والعبادة وهو يوم نفي الهموم وروي أنه ليس فيه صوم وجمهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن الخطاب وليس بصحيح ."
الوجه الثاني:
ثم أنَّ الزهراء (ع) استشهدت قبل وفاة عمر بن الخطاب، فَمِن أينَ قالوا بأنَ فاطمة الزهراء (ع) فرحت؟! وأي رواية اعتمدوا عليها؟! ومَن مِنَ العُلماء قالَ بذلك؟! حتى يأتي مَن يُطنطن بسذاجةٍ وجهلٍ ليقول: ( عيد فرحة الزهراء ) !!، ثُم لو كانَ هُناك شيء اسمه ( عيد الزهراء ) لتناوله العُلماء الذين ألَّفوا في سيرة وخصائص ومناقب وفضائل الصديقة الزهراء (ع)، لكن هذه الكتب خلت من ذلك 100%، وبعضها نفى ذلك نفياً حاداً، وبعضهم أمرَ باجتنابه.
الوجه الثالث:
لم يرد نَصٌّ بلفظ ( عيد الزهراء (ع) ) لكي نتعبَّد به، ولا يجوز لنا أن نبتدعَ شيئاً من أهوائنا.
ولكن في المقابل كما ذكرنا أن التعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى أتباع مذهب اهل البيت، كما أن هناك روايات بأن شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) كان يوم الثامن من ربيع الأول، فاحتمل السيد ابن طاووس أن يكون سبب الفرحة والتعبد هو بمناسبة تولي الحجة صاحب الزمان (عج) لمنصب الإمامة والولاية، وأن اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول يوم لتولي هذا المنصب، ومن هنا تفرح الشيعة به لما أختص به الإمام الحجة (عج) من مقام وانه صاحب الدولة الكريمة. وقال في مكان آخر ان التقيد فيه قد يكون لسر مكنون لا نعلمه.
وأما فقهاؤنا الأعلام فهم أخذاً منهم بقاعدة التسامح في أدلة السنن ورواية من بلغ أفتوا باستحباب الغسل في مثل هذا اليوم اعتماداً على هذه الرواية وإن لم تثبت من ناحية السند.
مع ملاحظة ورود فقرة في هذه الرواية تخالف الاصول المسلمة عندنا ولا يمكن قبولها، وهي الخاصة برفع القلم عن الشيعة لمدة يوم أو ثلاثة أيام، ومن هنا فقد أفتى علماؤنا الكرام بحرمة بعض الأعمال المنافية للشرع التي يمارسها العوام في مثل هذا اليوم.