عندما يثرثر النهر في الثرثار
لازلت أذكر زيارتي الأولى الى الثرثار لاكتشاف منطقة سياحية أخرى غير الحبانية في بلادي ..
شعرت حينها بأنها أجمل بقعة على الأرض، لأني لم أسافر قبلها الى مكان آخر غير الكوت تقريباً ..
أذكر جيداً ذلك النهر الذي همس لي من خلال الصَدَفة وأنا أحاول تقليد "أبطال" الأفلام في وشوشتها ... قال َبصوتٍ مخدوش
"وششش ، نهايتك ستكون هنا أيها البطل"!
عندها لم أتجرأ للنزول الى الماء كباقي أصدقائي خوفاً من الغرق..! ظننت وقتها أن النهر كان يستهزئ بي حين لقبني بال "بطل"؛ ذلك لأنه رآني متأثراً بأبطال السينما في التعامل مع الصَدَفات والرمال ..! الآن فقط عرفت أن الماء عرافٌ كبير، ليتني تذوقت نكهة السباحة فيه .... فقدري كان أن أموت سابحاً في دمي هناك
عام ٢٠١٥... ! "عندما تكون وطنياً لدرجة انك تعتبر وطنك
يختصر "الكون" كله
وتشعر أن الرحلة بداخله تغنيك عن كل الأسفار ... فالوطن حتماً من سيقطع لك تذكرة سفرك الأخيرة إلى العالم الآخر على درجة "أبطال العراق" الأولى ..! مع السلامة ولد بلادي
تعليق