بعد أن بيّنا حقيقة أنّ أبو بكر مولودٌ من زنا المحارم وذلك عندما تزوج عثمان (أبو قحافة) من بنت أخيه سلمى ...
خرج إلينا المخالفين بأنّ الإمام الصادق (عليه السلام) ينتهي نسبه أيضاً إليه وذلك في أُم فروة (رضي الله عنها) والدة الإمام الصادق (عليه السلام) وهي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر .
ونحن نقول لهم :
يا أيُّها المخالفين ..! ألستم تقولون أنّ :
أبو النبي عبد الله بن عبد المطلب (عليه السلام) كافر وفي النار .
أُمُ النبي آمنة بنت وهب (عليها السلام) كافرة وفي النار .
عمُ النبي أبو طالب بن عبد المطلب (عليه السلام) كافر وفي النار .
جدُ النبي عبد المطلب بن هاشم (عليه السلام) كافر وفي النار .
فذلك يعني أنّ النبي مولودٌ من أبويين كافرين بحسب زعمكم !
فلماذا إذاً تستشكلون ولادة الإمام الصادق (عليه السلام) ؟!
على كل حال سنبين لكم امكانيّة خروج المؤمن من الأصلاب الكافرة .
وكيف وُلِدَ الإمام الصادق (عليه السلام) من السيدة العفيفة فاطمة أُم فروة .
-------
اسمها فاطمة أو قريبة وكنيتها أُمُّ فروة أو أُم القاسم ، هي زوجة الإمام محمد الباقر (عليه السلام) وأُم الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وبنت القاسم بن محمد بن أبي بكر . والدها القاسم من أصحاب الإمام علي السجاد (عليه السلام) ومن ثقاته ، وكان مشهوراً بـفقيه أهل الحجاز . وأُمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، فتصل أُم فروة من الأب والأم إلى أبي بكر .
كانت أُم فروة (رضي اللّه عنها) في غاية الجلالة والكرامة وهي من النساء المحسِنات . لدرجة أنّ البعض كان يُعبّر عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه ابن المكرّمة .
يقول عنها ولدها الإمام الصادق (عليه السلام) :
« كانت أمّي ممّن آمنت واتّقت وأحسنت واللّه يحبّ المحسنين » .
وقال عنها المسعودي في كتابة اثبات الوصية :
« كانت من أتقى نساء زمانها ».
-------
أيضاً هُناك رواية تُنسب للإمام الصادق (ع) تقول : "ولدني أبو بكر مرتين" .
وهي رواية ضعيفة لا تصحُّ .
بالنسبة لمصادر الشيعة :
لم ترد الرواية في المصادر الشيعية إلّا في كشف الغمة وهي رواية مرسلة .
بالنسبة لمصادر السنة :
أورد الذهبي هذه الرواية دون ذكر السند . ووردت الرواية في التهذيب مع السند ، لكن في سند الرواية ذُكر حفص بن غياث وفي الجرح والتعديل لم تُقبل روايته . وروى ابن عساكر هذه الرواية عن شخص باسم إسماعيل بن محمد بن فضل ، لكن يقول الذهبي أن ابن عساكر عندما رأى إسماعيل كان عجوزا وذاكرته ضعيفة . وورد في سند رواية ابن عساكر شخص باسم معاذ بن مثنى وهو شخصٌ أسقطه أحمد بن حنبل عن العدالة .
-------
وعلى كل حال فإنّ الله تعالى يُخرِجُ الخبيث من الطيّب ويخرج الطيّب من الخبيث . فهذا ابن نبيّ الله نوح (عليه السلام) خرج كافراً من صلب أبيه النبي . قَالَ تَعَالَى : ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ - [سُّورَةُ هُودٍ : 45 - 46.]
وهذا محمّد بن أبي بكر على طرف نقيض مع أبيه ، فهو من خُلّص أصحاب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قُتِلَ في سبيل الدفاع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) .
والآية الكريمة قاضية بذلك : قَالَ تَعَالَى : ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ - [سُّورَةُ فَاطِرٍ : 18.]
ولقد بيّن الأئمة (عليهم السلام) عِلّة خروج المؤمن من الكافر وخروج الكافر من المؤمن . وعلّة إصابة المؤمن السيئة وإصابة الكافر الحسنة .
عَنْ الْإِمَامِ السَّجَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ النَّبِيِّينَ مِنْ طِينَةِ عِلِّيِّينَ وَأَبْدَانَهُمْ ، وَخَلَقَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ وَخَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ ، وَخَلَقَ الْكَافِرِينَ مِنْ طِينَةِ سِجِّينٍ وَقُلُوبَهُمْ وَأَبْدَانَهُمْ ، فَخَلَطَ بَيْنَ الطِّينَتَيْنِ فَمِنْ هَذَا الذي يَلِدُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ وَيَلِدُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ ، وَمِنْ هَاهُنَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنُ السَّيِّئَةَ وَيُصِيبُ الْكَافِرُ الْحَسَنَةَ ، فَقُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ تَحِنُّ إِلَى مَا خُلِقُوا مِنْهُ ، وَقُلُوبُ الْكَافِرِينَ تَحِنُّ إِلَى مَا خُلِقُوا مِنْهُ .
المصدر : (علل الشرائع : ج1، ص82.)
وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّ نُطْفَةَ الْمُؤْمِنِ لَتَكُونُ فِي صُلْبِ الْمُشْرِكِ فَلَا يُصِيبُهُ مِنَ الشَّرِّ شَيْءٌ حَتَّى إِذَا صَارَ فِي رَحِمِ الْمُشْرِكَةِ لَمْ يُصِبْهَا مِنَ الشَّرِّ شَيْءٌ حَتَّى تَضَعَهُ فَإِذَا وَضَعَتْهُ لَمْ يُصِبْهُ مِنَ الشَّرِّ شَيْءٌ حَتَّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ الْقَلَمُ .
وَعَنْ الْإِمَامِ الْكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ بِمَنْزِلَةِ الْحَصَاةِ فِي اللَّبِنَةِ ، يَجِيءُ الْمَطَرُ فَيَغْسِلُ اللَّبِنَةَ وَلَا يَضُرُّ الْحَصَاةَ شَيْئاً .
المصدر : (الكافي : ج2، ص13.)
خرج إلينا المخالفين بأنّ الإمام الصادق (عليه السلام) ينتهي نسبه أيضاً إليه وذلك في أُم فروة (رضي الله عنها) والدة الإمام الصادق (عليه السلام) وهي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر .
ونحن نقول لهم :
يا أيُّها المخالفين ..! ألستم تقولون أنّ :
أبو النبي عبد الله بن عبد المطلب (عليه السلام) كافر وفي النار .
أُمُ النبي آمنة بنت وهب (عليها السلام) كافرة وفي النار .
عمُ النبي أبو طالب بن عبد المطلب (عليه السلام) كافر وفي النار .
جدُ النبي عبد المطلب بن هاشم (عليه السلام) كافر وفي النار .
فذلك يعني أنّ النبي مولودٌ من أبويين كافرين بحسب زعمكم !
فلماذا إذاً تستشكلون ولادة الإمام الصادق (عليه السلام) ؟!
على كل حال سنبين لكم امكانيّة خروج المؤمن من الأصلاب الكافرة .
وكيف وُلِدَ الإمام الصادق (عليه السلام) من السيدة العفيفة فاطمة أُم فروة .
-------
اسمها فاطمة أو قريبة وكنيتها أُمُّ فروة أو أُم القاسم ، هي زوجة الإمام محمد الباقر (عليه السلام) وأُم الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وبنت القاسم بن محمد بن أبي بكر . والدها القاسم من أصحاب الإمام علي السجاد (عليه السلام) ومن ثقاته ، وكان مشهوراً بـفقيه أهل الحجاز . وأُمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، فتصل أُم فروة من الأب والأم إلى أبي بكر .
كانت أُم فروة (رضي اللّه عنها) في غاية الجلالة والكرامة وهي من النساء المحسِنات . لدرجة أنّ البعض كان يُعبّر عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه ابن المكرّمة .
يقول عنها ولدها الإمام الصادق (عليه السلام) :
« كانت أمّي ممّن آمنت واتّقت وأحسنت واللّه يحبّ المحسنين » .
وقال عنها المسعودي في كتابة اثبات الوصية :
« كانت من أتقى نساء زمانها ».
-------
أيضاً هُناك رواية تُنسب للإمام الصادق (ع) تقول : "ولدني أبو بكر مرتين" .
وهي رواية ضعيفة لا تصحُّ .
بالنسبة لمصادر الشيعة :
لم ترد الرواية في المصادر الشيعية إلّا في كشف الغمة وهي رواية مرسلة .
بالنسبة لمصادر السنة :
أورد الذهبي هذه الرواية دون ذكر السند . ووردت الرواية في التهذيب مع السند ، لكن في سند الرواية ذُكر حفص بن غياث وفي الجرح والتعديل لم تُقبل روايته . وروى ابن عساكر هذه الرواية عن شخص باسم إسماعيل بن محمد بن فضل ، لكن يقول الذهبي أن ابن عساكر عندما رأى إسماعيل كان عجوزا وذاكرته ضعيفة . وورد في سند رواية ابن عساكر شخص باسم معاذ بن مثنى وهو شخصٌ أسقطه أحمد بن حنبل عن العدالة .
-------
وعلى كل حال فإنّ الله تعالى يُخرِجُ الخبيث من الطيّب ويخرج الطيّب من الخبيث . فهذا ابن نبيّ الله نوح (عليه السلام) خرج كافراً من صلب أبيه النبي . قَالَ تَعَالَى : ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ - [سُّورَةُ هُودٍ : 45 - 46.]
وهذا محمّد بن أبي بكر على طرف نقيض مع أبيه ، فهو من خُلّص أصحاب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قُتِلَ في سبيل الدفاع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) .
والآية الكريمة قاضية بذلك : قَالَ تَعَالَى : ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ - [سُّورَةُ فَاطِرٍ : 18.]
ولقد بيّن الأئمة (عليهم السلام) عِلّة خروج المؤمن من الكافر وخروج الكافر من المؤمن . وعلّة إصابة المؤمن السيئة وإصابة الكافر الحسنة .
عَنْ الْإِمَامِ السَّجَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ النَّبِيِّينَ مِنْ طِينَةِ عِلِّيِّينَ وَأَبْدَانَهُمْ ، وَخَلَقَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ وَخَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ ، وَخَلَقَ الْكَافِرِينَ مِنْ طِينَةِ سِجِّينٍ وَقُلُوبَهُمْ وَأَبْدَانَهُمْ ، فَخَلَطَ بَيْنَ الطِّينَتَيْنِ فَمِنْ هَذَا الذي يَلِدُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ وَيَلِدُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ ، وَمِنْ هَاهُنَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنُ السَّيِّئَةَ وَيُصِيبُ الْكَافِرُ الْحَسَنَةَ ، فَقُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ تَحِنُّ إِلَى مَا خُلِقُوا مِنْهُ ، وَقُلُوبُ الْكَافِرِينَ تَحِنُّ إِلَى مَا خُلِقُوا مِنْهُ .
المصدر : (علل الشرائع : ج1، ص82.)
وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّ نُطْفَةَ الْمُؤْمِنِ لَتَكُونُ فِي صُلْبِ الْمُشْرِكِ فَلَا يُصِيبُهُ مِنَ الشَّرِّ شَيْءٌ حَتَّى إِذَا صَارَ فِي رَحِمِ الْمُشْرِكَةِ لَمْ يُصِبْهَا مِنَ الشَّرِّ شَيْءٌ حَتَّى تَضَعَهُ فَإِذَا وَضَعَتْهُ لَمْ يُصِبْهُ مِنَ الشَّرِّ شَيْءٌ حَتَّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ الْقَلَمُ .
وَعَنْ الْإِمَامِ الْكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ بِمَنْزِلَةِ الْحَصَاةِ فِي اللَّبِنَةِ ، يَجِيءُ الْمَطَرُ فَيَغْسِلُ اللَّبِنَةَ وَلَا يَضُرُّ الْحَصَاةَ شَيْئاً .
المصدر : (الكافي : ج2، ص13.)
تعليق