إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموت والتجرد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموت والتجرد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال أمير المؤمنين عليه السلام: "من عرف نفسه تجرد" يدلل هذا الحديث على أن معرفة النفس تؤدي بالإنسان لأن يصل للتجرد والولوج للعالم الآخر، قال عليه السلام: "من عرف نفسه جاهدها" فمعرفة النفس هنا يعنى بها تلك المعرفة التي تؤدي بالإنسان لأن يجاهد نفسه.

    ثمرة هذا التجرد هو معرفة الله سبحانه في الحديث المشهور عن الإمام علي عليه السلام: "من عرف نفسه فقد عرف ربه" ومعرفة الله تؤدي إلى معرفة كل علم وهي الخير كله، وعنه عليه السلام أنه قال: "من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة وعلم".

    يختلف التجرد عن الموت كثيراً، فالموت هو انتفاء الحياة من البدن، أما التجرد فإن الإنسان إذا وصل للتجرد سيرى بأنه موجود لوحده وأن بدنه شخص آخر، يعني وكأنه شخصين مختلفين كما جرى للعارف السيد علي القاضي حيث قال "خرجت من غرفتي يوماً متخطياً ممر البيت، فرأيت نفسي واقفةً بسكون إلى جانبي".

    وللتجرد درجات؛ ففي بداية تجرد الإنسان تكون الروح ذات صورة مطابقة للبدن بسبب تطبّع الروح وتلبسها بالبدن، شيئاً فشيئاً وعلى إثر التخلص من التعلقات النفسية يشرق فيه النور بالتدريج حيناً في حواسه وحيناً في سمعه وبصره ولسانه لتنتفي الصورة البدنية عنه فيصبح موجوداً نورانياً "صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى" قيل لأحدهم في عالم المعنى "وصل النور فيك إلى حواسك وأنت متنعم وسعيد بذلك، فماذا لو وصل النور إلى رأسك؟".

    وعندما يعبر الإنسان للنور يرتقي في مقامات نورانية كثيرة إلى أن ينتهي إلى الله عز وجل وهناك سيصل لما لا يخطر على البال، عن الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عز وجل: "من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته..".

    من خواص الأزمان الغابرة أنهم كانوا يتمكنون من إبصار بعض المغيبات كالآية التي تتحدث عن رؤية المشركين للشيطان وغيرها من الروايات العديدة التي تصرح بإمكانية أهل تلك الأزمان من إبصار النور لقلة الشواغل الحسية التي تعتبر حجاباً على القلب، فالشواغل الحسية أصبحت أكثر في زمننا هذا فصار توجه الحواس كله للماديات لا يتمكن أحد من إبصار أي موجود غيبي.




  • #2

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    إستوقفني مشهد رأيته في مسلسل ( يوسف الصديق ).. جعلني ذلك المشهد اُبحر في خيالي بعيداً..
    تسائلت مع نفسي : هل زليخة زوجة العزيز أفضل منا
    فبالرغم من كل المعاصي التي ارتكبتها تلك الإنسانة في شبابها، وبالرغم من الأذى الذي ألحقته بنبي الله يوسف ( عليه السلام ) فإتهمته بالخيانة وأدخلته السجن عدة سنين..
    لكنها حينما شعرت بالندم وحينما شعرت بأنها مذنبة من رأسها الى قدمها لم يمنعها عظيم الذنب ولا كثرة المعاصي من إعلان التوبة وطلب الرحمة والمغفرة !

    وأما المشهد الذي إستوقفني للتأمل فلقد ظهرت فيه زليخة بعد - أن تقدم فيها العمر - تتسائل : كيف يمكنها أن تجعل يوسف ( عليه السلام ) راضياً عنها ؟!
    حينها أجابت نفسها قائلة : يجب أن يرضى عني ربُّ يوسف أولاً ‼
    هنا دمعت عيناي واقشعر بدني حينما فكرت مباشرة بأن ( يوسف آل محمد ) الإمام المهدي "عليه السلام" قد يكون غير راضٍ عنا!
    لقد وصلت زليخة الى نتيجة مفادها : بأنها وحتى تكسب رضا حبيبها يوسف فإنها يجب أن تُرضي رب يوسف وخالق يوسف وإله يوسف!
    أتسائل : هل أرضينا رب الإمام المهدي "عليه السلام" حتى نطلب بعد ذلك رضا الإمام علينا؟
    لماذا لا نأخذ من كلام "زليخة" عِبرة لنا؟
    فكثير هم الذين يتوقون بشوق نحو الإمام المهدي " عليه السلام " ويتمنون لُقياه ونصرته ويدعون الله دائماً أن يكون الإمام راضياً عنهم ومحباً لهم ..ولكن!؟ لا نراهم يسعون لكسب مرضاة الله أولاً‼

    فأصبح رضا الإمام مجرد حلم يتمنون أن يتحقق دون أن يسعون الى تحقيق ذلك الحلم!🥀
    ولن يكسب الإنسان مرضاة إمام زمانه إذا لم يكسب مرضاة الرب العظيم والإله الجليل.
    فالشاب أو الرجل الذي يعتبر نفسه مهدوي ومن المنتظرين لصاحب الأمر ومهيء لئن يكون جندي من جنود الإمام "عليه السلام" ما إن يتعرض لفتنة قوية أو تعرض عليه خطيئة حتى يبادر إلى فعلها متناسياً إمام زمانه وحبه له!!

    والنساء كذلك فهناك الكثير ممن يدعين إنهن محبات لإمام زمانهن ومتشوقات لرؤية نوره المبارك وو..
    ونراهن في الحقيقة يلهثن خلف مشاهدة المسلسلات الساقطة والأزياء والموديلات!
    وعندما يقول أحد لجميع هؤلاء بأنكم سوف لن تنالون نصرة الإمام عند ظهوره وسوف تكونون في صفوف المعادين والمبغضين له..
    فسيغضبون وتثور ثائرتهم ويعودون لتكرار عبارة : نحن من محبي ولي الله الأعظم ‼

    نعود الآن الى " زليخة " ونسأل : هل كانت صادقة في حبها ليوسف؟
    والجواب يتضح لنا من تتبع أحداث قصتها مع ذلك النبي " عليه السلام " فبداية الحب كان شيطاني حينما أحبت جمال النبي يوسف ورجولته ولم تستطع تحمل ذلك الحب فحاولت أن تهب نفسها له رغم كونها متزوجة من رجل آخر!
    وبعد ذلك.. تحول حب زليخة ليوسف من حب إمرأة لرجل الى حب إنسانة مؤمنة لرجل رباني هو نبي من أنبياء الله!
    حينها فقط صارت تتسائل: كيف أرضي رب يوسف؟

    إذاً الواجب علينا أن نعشق إمامنا المهدي "عليه السلام " ليس لجماله الذي فاق جمال يوسف، وليس لأجل صفاته الرائعة، وليس لأنه ولي نعمتنا فقط!!
    بل يجب أن نعشقه لأنه خليفة الله في أرضه، وبقية الله الأعظم ، ووجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء..وسنشعر حينها بأننا بحاجة الى طلب مرضاة الله سبحانه وتعالى بل سنطلبها بكل ما أوتينا من قوة..
    وعند ذلك نستطيع القول وبثقة تامة: نحن من المنتظرين لصاحب الأمر "عليه السلام" ومن العاشقين لطلعته البهية.

    أين استقرت بك النوى

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X