وآتيناهُ الحكمَ صبياً
الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام غصن نديّ من تلك الشجرة المباركة الطيبة التي تؤتي أُكلها كلّ حين
بإذن ربّها.. وُلِدَ في ذلك البيت الذي ملؤه العزة والإباء والشوق للأبناء في بيت الإمام علي بن موسى
الرضا عليه السلام الذي انتظر هذا المولود المبارك خمسةً وخمسين عاماً من عُمُره الشريف، كانت ولادة هذا
النجم اللامع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله في العاشر من شهر رجب الأصب من عام (195هـ)
وقد تلقّفه الإمام الرضا عليه السلام وأجرى عليه مراسيم الولادة وأوصى أمّه به وهي السيدة سبيكة التي كانت
جارية مبجّلة مكرمة، معظمة عند الإمام الرضا عليه السلام؛ لذلك أطلق عليها اسم (خيزران).
كان الإمام عليه السلام شديد السمرة نحيل الجسم إلّا أنه كان طلق المُحيّا، باسم الثغر، نور النبوة والولاية يلمع
بين عينية، فما من أحد رآه إلّا أجلّه وعظّمه كائناً من كان؛ لأن هيبته من الله.
حينما بلغ الإمام الجواد عليه السلام الخامسة من عُمُره الشريف استدعى المأمون (لع) الإمام الرضا عليه
السلام إلى (مرو) فأوصى ابنه الجواد عليه السلام بعدة وصايا وسلّمه ميراث النبوة والإمامة، فعَلِمَ الإمام
الجواد عليه السلام أنّ أباه ذاهب في سفرٍ لا رجعةَ فيه.
لهف نفسي لذاك الفتى وهو يودّع أباه وداعه الأخير، ولهفي للأب الذي يودّع ابنه ذي الخمس سنين، فكانت
عيون الأب ترنو إلى طريق المدينة وعيون الابن تتطلع إلى طريق خراسان لتستمد النور، والضياء، والحبّ،
والحنان، من النبع الصافي الإمام الرضا عليه السلام.
تقلّد الإمام عليه السلام الإمامة وهو في سنّ الخامسة، وتحمل أعباء قيادة الأمة الإسلامية في مرحلة غاية في
التوتر والحساسية، كانت فيها الدولة العباسية في اقتتال عائلي وتكالب على السلطة؛ كان للإمام الجواد عليه
السلام العديد من الألقاب والنعوت عُرِفَ بها مثل: (القانع، والنجيب، والتقي، والزكي) إلّا أنه عُرِفَ بالجواد
لجوده وكرمه.
شيماء أحمد/ بابل
ماجستير علوم حياة
تم نشره في المجلة العدد(58)
الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام غصن نديّ من تلك الشجرة المباركة الطيبة التي تؤتي أُكلها كلّ حين
بإذن ربّها.. وُلِدَ في ذلك البيت الذي ملؤه العزة والإباء والشوق للأبناء في بيت الإمام علي بن موسى
الرضا عليه السلام الذي انتظر هذا المولود المبارك خمسةً وخمسين عاماً من عُمُره الشريف، كانت ولادة هذا
النجم اللامع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله في العاشر من شهر رجب الأصب من عام (195هـ)
وقد تلقّفه الإمام الرضا عليه السلام وأجرى عليه مراسيم الولادة وأوصى أمّه به وهي السيدة سبيكة التي كانت
جارية مبجّلة مكرمة، معظمة عند الإمام الرضا عليه السلام؛ لذلك أطلق عليها اسم (خيزران).
كان الإمام عليه السلام شديد السمرة نحيل الجسم إلّا أنه كان طلق المُحيّا، باسم الثغر، نور النبوة والولاية يلمع
بين عينية، فما من أحد رآه إلّا أجلّه وعظّمه كائناً من كان؛ لأن هيبته من الله.
حينما بلغ الإمام الجواد عليه السلام الخامسة من عُمُره الشريف استدعى المأمون (لع) الإمام الرضا عليه
السلام إلى (مرو) فأوصى ابنه الجواد عليه السلام بعدة وصايا وسلّمه ميراث النبوة والإمامة، فعَلِمَ الإمام
الجواد عليه السلام أنّ أباه ذاهب في سفرٍ لا رجعةَ فيه.
لهف نفسي لذاك الفتى وهو يودّع أباه وداعه الأخير، ولهفي للأب الذي يودّع ابنه ذي الخمس سنين، فكانت
عيون الأب ترنو إلى طريق المدينة وعيون الابن تتطلع إلى طريق خراسان لتستمد النور، والضياء، والحبّ،
والحنان، من النبع الصافي الإمام الرضا عليه السلام.
تقلّد الإمام عليه السلام الإمامة وهو في سنّ الخامسة، وتحمل أعباء قيادة الأمة الإسلامية في مرحلة غاية في
التوتر والحساسية، كانت فيها الدولة العباسية في اقتتال عائلي وتكالب على السلطة؛ كان للإمام الجواد عليه
السلام العديد من الألقاب والنعوت عُرِفَ بها مثل: (القانع، والنجيب، والتقي، والزكي) إلّا أنه عُرِفَ بالجواد
لجوده وكرمه.
شيماء أحمد/ بابل
ماجستير علوم حياة
تم نشره في المجلة العدد(58)
تعليق